كتبت: سارة علي عبد الرحيم
من الممكن أن تكونِ دعوة يدعوا بها أحدهم كل ليلة، وأنتِ لا تشعرين لما كل هذا الحزن الذي يداهم قلبك؟ ويذبلُ وجهك يا وردتي؟ أ لأن أصدقائكِ هجروكِ؟ ولم يهتموا بأمركِ؟ ولم يقفوا بجانبكِ حينما إشتدّ مرضك، ويأسك؟ أم لأنهم يعيشون حياتهم، والسعادةِ باديه علىٰ وجوههم من دونكِ؟ أم لأنك تتذكري كيف كانوا معك قبل هذا؟ كيف لعبتم؟ كيف ضحكتم؟ كيف تحدثتم؟ كيف مازحتم بعضكم؟ وكيف كانت صوركم جميلةٍ؟ ووجهك تملئه السعادة والضحكات، أعلمُ أن كل هذا صعب عليكِ، صعب أن تريهم سُعداء مع غيرك؛ وأنتِ كنتِ تبني سعادتكِ على وجودهم، وكنت تبتسمين برؤيتهم، ووجودهم معكِ، والأصعب من هذا أن ثقتك بِمن حولك تقل تدريجيًا، وتتجه إلى الوحدة والعزله بعيدًا.
وبعدها يأتي لخاطرك أن لا أحدًا يشعر بوجودكِ في هذه الحياة، ولكن كل ما يحدث معك؛ هو مجرد إبتلاء من اللّه عزّ وجل، يريدُ أن يختبر صبركِ، يريد أن يكافئكِ، نعم إن حزنك، وضيق صدرك، وقدرة تحملكِ، تؤجر عليهم ربما تكونِ دعوة يدعوا بها أحدهم كل ليلةٍ؛ ربما هناك فتاة تدعوا أن تكونِ صديقتها، وربما هناك أم تعاملت معك، وأعجبت بأخلاقكِ، وأحترامك، وحبك للجميع؛ فدعت اللّه أن يكون أولادها مثلك، ربما تكوني قدوة لأحدهم، فلا تيأسِ يا حفيدة المختار، ربما كانوا شرًا لكِ والخير في بعدهم عنكِ، أبشري، وأسعدي، فقد أختارك ربك؛ ليجزيكِ، ويريح بالك، ويزيل حزنك، ويخبرك أن السعادة ليستْ بالأصدقاء؛ وإنما السعادة بالقرب من رب البريهِ، ورب الخلائق يا رفيقتي، جزاكِ اللّه الجنة، ابتسمي فاللّه ربك، ومحمد شفيعكِ، ورسولك صلّى رب الورىٰ عليه صلوات لا تحصىٰ ولا تعد.
المزيد من الأخبار
الركن الآمن
غربت الهدنة
أكتب أنا!