كتب: محمد إبراهيم
وعلى ذكر الرافعي لطه حسين في كتاب تحت راية القرآن؛ سأكتب هذه الكلمات إحياءً لذكرى دفاع الرافعي على دينه من هؤلاء المتحذلقين أشباه طه حسين…
فمن بعد دهر وسنوات عداد لم يُرى منها سوى العجف والضغينة المستحثة نحو الأدب في محاولة هدم القيم العريقة والشخصيات المثلى التي نقتدي بها نحن الأدباء الطامحون، فقد برهن الجيل الحالي على مقولة الرافعي “أنه كلما وهن عصر من عصوره؛ رماه الله بزنديق”.
كما تحدث الرافعي عن العصر الإسلامي..
فأنا كشاب بسيط أُجيد بعض الكلمات ولا أصف نفسي بالمفكر المبدع أو أي شيء، ولكن لي حق المعرفة لِماذا يكتب شخص على قصيدة من قصائده إله ملحد؟ أو شخص يصف مراحل النكاح غير المستحبة ذكرها في الكتابة والحديث؟ أو أن يتحدث شخص بِسمة أن لكل شخص حرية في فعل هذا وذاك؟
لقد علم الرافعي أن رأس الثعبان في ذلك الوقت تجمعت عند طه حسين؛ ففي بعض المواضع واجهه بصرامة وقوة شديدة، ليس حقدًا؛ وإنما غيرة على دينه، وهنا يأتي شاب لا يستطيع إسقاط الكلمة في موضع الدقة والصحة ويصف جسد الأنثى في كتاباته وصفًا يخدش الحياء، ويستحث القوم على الإعجاب بكلماته!
وعلى الجانب الآخر، آخر يصف الإله بصفات لا صحة في قولها بل إنها آثام جارية ستُهلك صاحبها؛ فلقد اِستطال صاحبها على الله الواحد الأحد وقال أنه ملحدٌ، أو أنه لديه ولديه ولديه…
على غرار طه حسين الذي أنكر وجود الدين وهاجمه في بعض المواقف، هو وباقي الأديان الأخرى، فأنا أقف اليوم على قدمي متحدثًا بصوت الرافعي -رحمة الله عليه- مناشدًا من يقرأ كلماتي بأن يضعها موضع الحلي في الأذن، وأن يسمع صداها كل يوم، لن تضيع الودائع، لن يضيع الأدب، لن نسفّه القيم والأخلاق؛ هذا غير لائق بنا كبشر أو كمتحدثين عن هوية الكاتب الحقيقي -رحمة الله عليك- يا رافعي؛ لأنك أيقظت عقولاً كانت تضيع، وستوقظ عقولًا توشك على الضياع في غياهب سرمدية؛ إن سقطت فيها فلا سبيل للخروج منها.
المزيد من الأخبار
المبدعة مروه السعدني ومؤتمر ” شباب تستطيع “
الاعلامية مروه السعدني ومؤتمراتها الفريدة من نوعها
الحديقة الرابعة: حديقة الرحمة