كتبت: إسراء عبد السلام.
إن للموتِ لرهبةٍ وإنّ للفراقِ للوعلةٍ وما هما على النفسِ بيسيرينِ أبدًا إذا اجتمعنا،
فالموت والفراق يأتيا دائمًا ليعيدَا تذكيركَ بحقيقةِ الدنيا، وأنه لا شيء يبقى غير وجه ربكَ ذو الجلال والإكرام، فما الدنيا والحياة إلا مجموعة علاقات متبادلة، تغلفها الإنسانية ويستقر فى باطنها الإيمان بأنه كما تدينُ تدان، فينبغي للمرء أن يُحسن فى كل قولٍ وفعل وسلوكٍ وعمل، ينبغي له فقط أن يُعيد ترتيب أولوياته دائمًا، ولا أولويةً له أولى من إتيان الله بقلبٍ سليمٍ مطمئنٍ، على قدرٍ وافرٍ بالإيمانِ واليقين.
يأتى الفِراق دائمًا ليُزيل من قلبِكَ أي تعلق ولو بقدرٍ يسير، يأتى بأمواجهِ العاتية على القلوبِ، ليُجلّى لنا عين الحقيقة،
“أحبب من شئتَ فإنكَ مُفارقُه”
وكأنه المصيرُ الأزلي لكل شيء.
يأتى الفِراق دائمًا ليحي في قلوبِنا أجلّ القيم من الوفاء والإخلاص والولاء، فما بين كل وجود وفقد تجليةٌ لهذه القيم.
ولا عزاء للفراق إلا أنه فقط للبدن لهؤلاءِ الذين اعتادت قلوبهم وأرواحهم على القربِ والوصالِ، فسبحان من جعل الإنسان مزيجًا بين الطينِ والروح، فإن صارَ البدن رُفاتًا بالية، ستظل الروح حتمًا باقية.
المزيد من الأخبار
قوة الإرادة تصنع المستحيل
ترميم الذات!
الملجأ الوحيد