12 ديسمبر، 2024

هل نحن نختار أم مجبرون؟

كتب : محمود أمجد

 

بك نهتدي لنبدأ حديثنا اليوم عن سيمات الكتابة والإنفعالات، أو بمعنى أدق تأثير الانفعالات على الكتابة والكاتب؛ في البداية ما معنى انفعال؟

الانفعال هو : حالةٌ نفسيةٌ وجدانيةٌ يصحبها اضطرابٌ نفسانيٌ وجسمانيّ

مثلاً إذا كنت تسير في الطريق ووجدت أحد أصدقاءك يتعرض لحادث، سوف تنفعل حزنًا وخوفاً من الموقف؛ تصرفك في هذه اللحظة مضطرب، أي غير منظم أو متوقع .

وإذا كنت تقرأ جريدةً ووجدت خبراً بتولي أحد أصدقاءك منصباً ما سوف تفرح .

وإذا كنت ترتدي ملابس جديدة وحدث شيءٌ ما فاتسخت؛ سوف تغضب .

كلها انفعالات نفسية فما السبب في تلك الانفعالات؟

السبب هو أن الإنسان بطبعه يحبُ الاعتيادية على ظروف معينة وروتين يطمئن قلب الإنسان، وقد يصيبك الملل عزيزي؛ ولكن أمام الاطمئنان لا يوجد مقارنه .

لكن مع حدوث شيء صادم وجديد هنا؛ يحدث اضطرابات نفسية مثل السيارة التي تسير على طريقٍ ممهد وإذ فجأة يظهر أمامها جدار أو ترتطم بشيء فتهتز بشكلٍ مفاجأ؛ كذلك الإضطراب لا يوجد له تمهيد.

هذه الاضطرابات التي تحدث للكاتب تؤثر بكل تأكيد على التفكير ونحن نعلم أن التفكير هو بداية مرحلة الكتابة.

فكم مرةً إخترت موضوعك بناءاً على حالتك النفسية ؟ كم مرة يا صديقي العزيز لا تكمل موضوع بسبب تغير حالتك المزاجية؟

الموضوع ببساطة هو إخراج ما بالنفس وتعرض النفس لاضطرابات تعرض الكتابات الى اضطرابات أيضاً وهذا ينفي قاعدة تخصيص الكُتاب، هذا كاتب حزن وهذا فرح لأن الكاتب يمر بمراحل عديدة في حياته وبالتالي يكتب حولها .

عش حياتك يا صديقي وسجلها، فالانفعالات صديقة لك تساعدك على التنوع.

ولكن يبقى السؤال هنا هل نحن نختار ما نكتب! أم الكتابة تختار ما نكتب ؟

الإجابة عندك يا عزيزي القارئ.

عن المؤلف