كتبت: إيمان محمد حمزة
لتضمن “ست الملك” أن يظل الأمر كما خطت له أرسلت إلى ولي العهد، وما إن وصل حتى إعتقله رجالها، وقيل أنه حين أتى ليعتزل ولاية الحكم كان شبه غارقًا بدمائه، وأقر أنه من أصاب نفسه بتلك الجروح، ومن ثم إعتزل، وتوفى متأثرًا بجراحه بعدها بعدة أيام.
وبعد التخلص من أي معارضه، والاطمئنان لسير خطتها كما تريد، أصبحت الخطوة التالية هي التخلص من شركائها بجرائمها خوفًا من أن ينقلبوا يومًا ما ضدها، ويستغلوا ما يعرفونه عنها.
أخرجت ابن أخيها في موكب رائع، وأغرقت الجميع بسخاء كرمها حتى أحب الجميع الفتى، وأصبحت له شعبية كبيرة، حينها أعلنت موت الحاكم بأمر الله رسميًا، وأقامت عليه الحداد لثلاثة أيام، ومن ثم بدأت بالتقرب من المصريين بالوعود التي يرغبون بها، وأحسنت إليهم حتى أصبحت صاحبة الشعبية الأولى فى الدولة، ورسخت قدمها في مكانتها الجديدة بين المصريين، حينها بدأت تنفيذ باقى خطتها، حيث أرسلت لابن دواس تخبره بأن يحضر؛ لأن الخليفة سيكرمه، فأتى بأبهى صورة لديه، ولكن حين إنحنى أمام الحاكم، إنقض عليه الجنود، يمزقونه بالسيوف، بعد أن هتف بهم “نسيم الصقلبي” مشيرًا إلى “إبن دواس” أنه قاتل “الحاكم بأمر الله”، فقد كان الصقالبه رجال “ست الملك” الأوفياء، وقد ينفذون لها أي أمر، وبعدها تم صلب جثة “إبن دواس” ثلاثة أيام بعد أن نهب رجال “ست الملك” خزائنه، وقتلوا رجاله الأوفياء، وعلى راسهم كاتبه، بعد تعذيبه ليعلموا أين أماكن خزائن “إبن دواس” السرية، كما قتلت القاتلين اللذين قاما بقتل أخاها، فلم يعد هناك أي شهود أحياء على جريمتها، ومن بعد “إبن دواس” إرتفع شأن الوزير “خطير الملك عمار بن محمد” وقد كان ذو نفوذ واسع، وقد ساعدها في التخلص من “إبن دواس” لكن لم يمر عام، وقتلته أثناء أدائه لفريضة الحج.
بعد أن تخلصت من كل ما تخاف وجوده، بدأت في تعزيز موقف ابن أخيها، ومعاونته في إصلاح ما أفسده أباه، لقد كان “العزيز” الهواء الذي أغرق الدولة بعد أن إختنقت من قرارات أباه الغريبه، ووصل الأمر حد التساهل فى تناول الخمر!
لم تكن ست الملك داعمة فقط لابن أخيها, ولكنها أيضًا كانت تتخلص من كل معارضيه فقد، بل كانت تتخلص من المنافسين والطامحين للحكم، وظلت تسانده حتى توفيت عام ٤١٨ هجريه.
المزيد من الأخبار
خيانة
مواجهة
عزلة