كتبت قمر الخطيب
أزهار من الياسمين عانقت الكنانة ونثرت شذى إبداها في أرضها، معلنة الانتصار على الواقع وقدوم الربيع بعد خريفات عدة.
لعل السماء اليوم أنجبت قمرين اثنين؛ الأول أضاء السماء، والثاني أضاء الكون بنور الأدب والإبداع، فقمرنا اليوم ما لبثت أن أشعلت بحروفها شعلة سرمدية في دياجير الروح، فمن قرأ حتما ليس كمن سمع فقط.
_ هل لنا بتعريف عن الكاتبة المبدعة سارة؟
*اسمي سارة شعباني، في الفرقة الرابعة من كلية الألسن قسم اللغة الصينية، مواليد أيلول(سبتمبر) لعام ٢٠٠٠، من سوريا.
_كيف كانت نشأتك الأدبية؟ ومن نمى موهبتك؟وما هي طقوسك للكتابة؟
*دعينا نقول أنه كان للقراءة دورًا كبيرًا في نشأتي الأدبية؛ فقد اعتدت القراءة منذ سن العاشرة، ولم تكن مجرد قصص أطفال أو ما شابه ذلك ولكن كنتُ مُغرمة بشعر نزار القباني، ومن بعدها بدأت رحلتي مع الكتابة، وبدأت موهبتي تنمى شيئًا فشئ؛ فبدأت بكتابة المقالات والقصص القصيرة والمشاركة في الكثير من المسابقات مثل تحدي القراءة العربي وغيرها الكثير، أما بالنسبة لطقوس الكتابة فلا يخلو الأمر من كوب قهوة إلى جانبي أثناء الكتابة، لا أعلم ما سر الرابط العجيب بين الكتابة والقهوة ولكن لا أستطيع الكتابة من غير ذلك الفنجان.
_ماهي رسالتك التي توجهيها عبر القلم؟ وما تصوركِ للمستقبل الآتي؟
*هي عدة رسائل أود أن يتم إيصالها للعالم أجمع وهذا كان هدفي في روايتي “أيلول” لطالما ظننت أن القلم أقوى من السلاح فكان هدفي هو أن ننوه للعالم عن ما يدور حوله وأن نزيل تلك الغمامة التي غطت بصيرتنا فجعلتنا نُخفي النظر عن الظلم والهمجية، عن الحقوق الضائعة للشعوب وعن عدد لا متناهي من ضحايا الحروب وستظل تلك رسالتي في جميع أعمالي على إختلاف قصصهم فيجب على الإنسان أن يهب لإنقاذ ما تبقى من الإنسانية وإلا لن يبقى هناك لا قلم ولا فكر ولا كاتب.
_كيف هي علاقتك مع الجمهور من القراء؟ وكيف يمكن ان يصل الأدب الى أوسع قاعدة جماهيرية؟
*في الحقيقة لم أتوقع أن أرى هناك إقبالا على “أيلول” باعتبارها عمل لكاتب لم يلمع اسمه بعد وغالبًا ما يميل القارئ للكتاب المعروفين ولكن في الحقيقة ردة الفعل التي تلقيتها أسعدتني وأكثر شيء كان يسعدني فعلًا هو قول أحدهم أن روايتي هي أول شيء يقوم بقراءته وأن بسبب “أيلول” أحب القراءة، وبالطبع وسائل التواصل الاجتماعي شيء مهم لإيصال الأفكار التي أود أن أعرضها على الجمهور ولاحظت أكثر شيء عليه إقبال
هي مقاطع التعليق الصوتي التي أقوم بها فغالبًا ما أقوم بكتابة نص وقراءته بصوتي وهذا كان صداه أوسع من الخواطر التي أعرضها بلا صوت، لذلك برأيي الصوت والصورة يساعدان بعضهما البعض على أن يصل الأدب أو الفكر لأوسع قاعدة جماهيرية.
_بعض الكُتاب يستلهم الواقع ليرسم شخصياته، وبعضهم الآخر يستمدها من خزينه الشخصي وذاته وخلاصته مؤلفاً نماذج مركبة، هي خليط حيوات وحكايا الآخرين، ما مصدر شخصيات روايتك؟
*-لا أستطيع أن أقول أن شخصيات”أيلول” كانت واقعية بحته فبالطبع هي خليط من الواقع والخيال والتجارب الشخصية فقد اخترت شخصيات “أيلول” بعناية ودقة فائقة لأنني على يقين أن كل شخصٍ بيننا قد قابل أحد هذه الشخصيات على أرض الواقع لعل وعسى أن تكون روايتي مرجع لكيفية التعامل مع مثل هذه الشخصيات.
_ما العوامل التي تؤثر على نجاح الرواية والروائي بشكل عام؟
*هو أن يبتعد تمامًا عن كل ما هو تقليدي ومكرر فالإبداع هو عامل النجاح الأساسي والأول في الكتابة، إن القارئ دائمًا يبحث عن ماهو استثنائي وجديد حتى لو كان الموضوع الذي يود مناقشته الكاتب قد تمت مناقشته من قبل مئات المرات ولكن لمسة الكاتب وطريقته الفنية المميزة هي التي تجعل القارئ يختار عملًا دون الآخر.
_برأيك في ظل السوشيل ميديا والمواقع الإلكترونية ما الصعوبات التي تواجه الكاتب والمعوقات التي تقف في طريق ابداعه وهل من حلول؟
*لا شك أن هنالك الكثير من الأعمال القيمة التي لم تُعطى حقها ولم تُنصف للأسف ونرى ذلك كثيرًا مع الكتاب الناشئين فالمواقع الالكترونية هي ضربة حظ إما أن أستغلها بشكل صحيح للترويج لروايتي أم أنها ستكون العائق الأساسي والسبب لحجب النور عن الأعمال وهذا يتم تداركه مع الوقت بوجود الخبرة، فالخبرة لا تأتي في يومٍ وليلة بل تحتاج لوقتٍ كبير.
_روايتك تحت أي مسمى روائي تندرج؟ ولماذا اخترتي هذا الاسم؟ وما القضية التي تناقشيها فيها؟
*-“أيلول” رواية سياسية اجتماعية، تلقيتُ العديد من الأسئلة حول معنى اسم ( أيلول) هل يعني فصل الخريف ، أم أنه مجرد شهر ، أم اسم تدور حوله أحداث الرواية ، إليكم ما يحمله هذا الاسم من المعاني ، أو لو صحَّ القول سأقول لكم ما أردت إيصاله من هذا العنوان
-المعنى الأول : أيلول هو اسم بطلة الرواية والتي تدور حولها الأحداث ،والفتاة التي تحمل هذا الاسم تتمتع بالقوة والتجلد والتي عندما تصادفها أي أزمة تحلها في تريث وهدوء
-المعنى الثاني : أيلول هو بداية الخريف، ولا يُخيل لكم أن أحداث الرواية تقع في فصل الخريف ، بل بالعكس فالفصل المُسيطر على روايتي هو فصل الشتاء بكل ما يحمله من ثلوجٍ وأمطار ولكن ما قصدته بفصل الخريف هو المعنى المعنوي ، ذلك الخريف الذي سيطر على الوطن العربي فحوَّل الربيع العربي إلى خريفٍ سرمدي ،تتساقط أحلام شبابه هنا وهناك حتى لم يبقى منهم سوى أسمائهم والبعض من ملامحهم.
المعنى الثالث : وهذا الأقرب لي وإلى قلبي ، أيلول هو الشهر التاسع في السنة وهو الشهر المُحبب إلى قلبي ، هل لأنه شهر ميلادي أم لأنه الشهر الذي أتممت فيه كتابة هذه الرواية؟ ..حقًا لا أعلم
جميعنا نُقبل على الحياة بلا خطيئة وبلا هوية ، تتوالى الأيام لِتُكون ذواتنا على شاكلتها أم شاكلتنا؟ لا أحد يعلم
أيلول ، نوح ، فارس ، دانا ، بيسان ..جميعهم توقفت حياتهم عند محطةٍ سيطر عليها فصل الخريف بكل قوته وكأن كل كل شخص كان يُمثل بلده الذي تحول فيه الربيع إلى خريف وجعل من حياة كل من يقطن عليه كابوس لا يعرف معنى السلام فمن سوريا ولبنان إلى فلسطين ومصر يحاول أبطال روايتي المضي قدمًا متحديين جميع العقبات، منهم من استطاع دفن هذا الخريف في قلبه والمضي قدمًا في حياته مُسلمًا بكل ما حدث ولم يحدث ومنهم من قرر على أن تكون حياة كل من حوله خريفًا أبدي لكي يشعر بوجود العدل ، وبين هذا وذاك تُسلب الحقوق وتُشوه الصور ويصبح الحق باطلًا والباطل حق.
في سوريا وتحديدًا دمشق كانت أيلول تُحاول جاهدةً أن تدفن بقايا الذكريات التي تركها لها نوح ذلك الشخص الذي هجرها دون سببٍ واحد سوى رسالة بالية خالية من الشفقة حتى ، تحاول أن تجعل من حياتها ربيعًا مُزهرًا ولكن كيف لأيلول ألا يتشبث بأيلول ؟ وكأن اسمها كان السبب فيما حدث وسيحدث في حياتها ، ومن قلب فلسطين -التي لم تكف فرسانها عن نصرة الحق-ظهر فارسنا لكي يُثبت لنا أن الحق حاضر حتى لو صاحبه غطته أتربة الزمان ، أما لنوح..وما أدراك ما نوح ذلك الذي لا أستطيع استيعاب مقاصده وطبيعته تارةً تراه مظلومًا وتارةً تشعر وكأن الشر يكمن داخل عيناه وهو بذلك لا يختلف عن بيسان التي جعلتني أسأل نفسي مئات المرات عن ماهية الصداقة وهل هناك ما يُسمى صداقة من الأساس ، وعند التحدث عن نصف الخير والشر لا بد لأن يكون للشر صوتًا واضحًا يتمثل بعيونٍ زرقاء ماكرة تُسمى دانا
جميعهم شخصيات مختلفة من بلدان مختلفة وظروف لا أحد يستطيع استيعابها سوى من عاش فيها ولكن الشيء الوحيد المشترك بينهم هو ذلك الخريف السرمدي.
_على الصعيد الشخصي من هي سارة الإنسانة، وما الذي تنتظرين تحقيقه من أحلام؟
*سوف ترين سارة الإنسانة في كل شخصية من شخصيات”أيلول” جميعنا نملك كل الخِصال من صالحة إلى طالحة لا يوجد من هو صالح بكل ما تحمله الكلمة من معنى وليس هناك من هو سيء كُليًا، فأنا شخصية بسيطة تُحب الكتابة لأنها ملجأ وحيد لصب كل الأفكار التي تجوب عقلي، أحاول دائمًا أن أصل للقارئ أن هناك من يفهمه ومن عاش مثل تجاربه.
أحلامي ليست لها نهاية فـ إلى جانب حلمي بأن أكون كاتبة يلمع اسمها في القريب العاجل وتصل أفكاري وأعمالي إلى أكبر عدد من القراء فأنا أسعى إلى أن أكون متقنة للتعليق الصوتي والدوبلاج لأنني أرى نفسي في هذا المجال، ولطالما كنت شخصًا يمتلك تلك الروح القوية فأتمنى لو أحقق حلمي بأن أكون مراسلة صحفية أنقل كل شيءٍ بكل مصداقية دون هلع أو خوف أو تحريف
-ليست أحداث سوريا فقط من دفعتني للتحدث عن الحرب والسلام بل جميع الحروب في العالم وكل الظلم الذي نراه يوميًا في جميع بلداننا جعلتني أمسك قلمي وأحث الإنسان لإنقاذ أخاه الإنسان، العالم اليوم يتجرد من كل معاني السلام فلن أوهم القارىء بأننا في أزهى الأوقات وأننا في طمأنينة سرمدية، بل نحن في حربٍ دموية حتى اندمجنا في هذه الحرب وبتنا نحن الحرب نفسه تحت شعار” تأقلمنا على هذه الأوضاع” ونعم الكتابة تحدي وبوح وخروج من الواقع، لطالما الواقع لم يكن كفيًلا بتحريك الشعوب ولا انتشال السوداوية التي بداخلنا فلعل وعسى أن يكون للقلم دورًا في نقل الواقع بالطريقة التي يشعر القارئ أنه لا يوجد أحد كابت على نفسه يكاد يخنقه.
_ما هو تعليقك على هذه العبارة( من ثمارهم ستتعرف عليهم)؟.
*-يجب أن يكون الكاتب حريص ودقيق في الأفكار التي يود إيصالها من خلال أعماله، فمن هذه الأفكار يكون القارئ فكرة ما عن الكاتب لذلك احرصوا دائمًا على أن تكون تلك الأفكار إيجابية.
_كلمة أخيرة لكِ ونصيحة تودين توجهيها للكُتاب في بداية طريقهم؟.
*الإبتكار والإبداع أساس كل شيء فما بالكم الكتابة، كونوا استثنائيين وأطلقوا العنان لقلمكم.
_هلاّ قرأنا لكِ بعضٌ من اقتباسات خاصة ب (أيلول)؟
لم تكن الحرب اختيار الشعوب بل كانت الحجة الوحيدة لإقناعهم بأكذوبة السلام ..فبالطبع تواجد السلام بيننا أمر معقد يحتاج دماء ملايين الشباب وآلاف الأطفال وحُطام عدد لا يُحصى من المنازل، تهجير وقتل وتشريد..ناهيك عن فناء التاريخ وهلاك الحضارة ..أصبحنا دُمًى نلعب دور المقاتلين في حرب لم تكن اختيارنا ولن تكن سلامنا ..سنوات وسنوات في هذه الملحمة الإنسانية الطاحنة وسوف نظل بها إذ لم نغير طرقنا في إدراك السلام
كم خريفًا سيطر على حياتنا وظننا أنه الأخير؟..جلسنا على حافة الحياة نراقب بلا حيلة أوراق عمرنا وهي تتساقط هنا وهناك ، ساخطين على نهايةٍ غير عادلة لا نستحقها بعد كل ما عانيناه ..لكن في الحقيقة نحن من نرسم خِتام كل شيءٍ..وبأيدينا هذه نُخط آخر كلمةٍ في حياتنا مُغمضين أعيننا عن كُل ما يجعلنا متمسكين بالحياة والأحياء ومتمردين على حياةٍ كانت اختيارنا..على حياةٍ كانت نهايتها صُنع أيدينا وفِكرنا..
كل كلمة في الرواية متقنة ومميزة عن غيرها حقيقي
ربنا يوفقك ومن نجاح لنجاح يارب ❤️
I do agree with all of the concepts you’ve introduced for your post. They are very convincing and can certainly work. Still, the posts are too brief for starters. May just you please prolong them a little from subsequent time? Thanks for the post.
Hey there! This is kind of off topic but I need some help from an established blog. Is it very difficult to set up your own blog? I’m not very techincal but I can figure things out pretty fast. I’m thinking about making my own but I’m not sure where to begin. Do you have any ideas or suggestions? Many thanks
I think the admin of this site is genuinely working hard in favor of his website, since here every stuff is quality based data.