17 سبتمبر، 2024

نماذج أبكتني

 

كتبت: أسماء عبدالخالق

الكثيرُ منا يخاطب ذاته، مناجيًا ربه، دون مُجاهَرة بالإنتِباه أو مُجاهَرة بالوجعِ وقلة الحيلة، يتحدث إلى الله بصدرٍ يملؤه القهر، ولا يحاول أن يُشعر الآخرين وأن يبوح.. فقط يصبر ويقول :
” يارب؛ لستُ حزينًا ولا يائسًا ولا ضجرًا، لستُ مستاءً ولا مقهورًا ولا متذمرًا ،إنما متعب، متعبٌ يا الله، ولا سواك منقذي يا حبيبي، لا سواك يسمعني و يحتوي ضعفي ويرحمني، موجوعٌ يا الله وليس غيرك يرمم فيّ ما تكسر على يدِ خلقك، ليس غيرك يضم فيّ ما تغافل عنه القريبين، أنت الخالق، وأنت الكريم لا سواك.. ”

بهذه الكلمات الصغيرة جدًا يمكننا معرفة عدد الأشياء التي رغبنا في الوصول إليها ولم نفعل، لأن الله اختار لنا الأفضل، واختار لنا نجاة من أمر ما..

إننا لا ننتظرُ شيئًا من أحد، لا نحاول التقرب، لا نحاول التودد، لأن الله وحده أولى بنا، أولى بالود والقرب والمناجاة والتضرع، وكل شيئ نرجوه آت لا محاله، فرب العرش قادر ولا يرضيه أن نكون في بؤسٍ وحزن، هو فقط يختبر صبرنا وقوة تحملنا، وهو يعلم تمامًا طاقتنا وقدرتنا، هو الحب..
حب الخالق سبحانه وتعالى لنا، الحب الذي غالبا ما نغفل عنه بسوء تقدير منا، لكنه يقبلنا ويرحمنا ويهرول إلينا في كل خطوة نخطوها..

ويظل الاختبار الأوقع والأجمل أن لا نُجاهر بالوجع، أن لا نبوح بالألم، أن لا نحاول كسب الود أو العطف، لأن الله وحده كافٍ وكل شيئ معه مستمرٌ دائم بزيادة.

عن المؤلف