كتب:محمد صالح
يعتبر النفط من الموارد غير المتجددة، ويسمي الذهب الأسود، إلا أنه في الوقت الحالي ونسبة لحدوث طفرات هائلة في تعداد السكان والتكنولوجيا والرقميات والصناعة في الحديد والصلب وكثرة الطلب عليه عالميًا كمصدر للطاقة العالمية، أصبح يمثل موردًا إستراتيجيًا هامًا، إذ يعد من الموارد التي تمكن البلد من الصدارة العالمية.
فالنفط كنعمة تجلب رأس المال السريع، أصبح قوة إقتصادية ضاربة، لأنه يغير وضع البلاد وينقلها من إقتصاد الندرة إلى الوفرة وهذا قلب مفاهيم العالم رأسًا علي عقب، فقد أصبح يسيطر علي السياسة الدولية، وبالتالي أصبح كل من يمتلك مخزونًا منه عبارة عن محط أنظار العالم، ويحسب له حسابًا.
تسابقت الدول لتنعم بهذه الميزة. إلا أن دول العالم الأول خافت علي مراكزها العالمية، فسخرت جبروتها لتغذو البلدان بطرق مختلفة لتأجيج الصراعات ولتجعل من البعض بؤر للنزاعات، والتي تتطلب التدخل وبالتالى هذا يفرض تأخيرها أولًا، ووضع شروط لإستغلال ثرواتها النفطية ثانيًا، وفرض علاقات إستراتيجية معها ثالثًا، مما يجعل دولًا محددة هي من يستفيد، وهذا ما نسميه لعنة النفط.
لقد تبددت أحلام عدد من القادة والدول عندما رأوا بأم أعينهم، كيف أن النفط متحكم فيه عالميًا، وأنه مورد إستراتيجي هام للطاقة، والطلب عليه عالميًا يزداد، وهو ما زال يشكل أحد أضلاع النزاع الدولي حاليًا، فروسيا لم تدخل الحرب بجيشها فقط وإنما بنفطها وغازها لتحارب وتضغط علي نقطة الضعف الأمريكية والأوربية وتضعها في محك رئيس، وهي بذلك قد تغير خارطة العالم.
لقد كان الماس والذهب في السابق يشكل مصدر الغلق، لكن اليوم فالبترول والغاز واليورانيوم هما الأكثر طلبًا دوليًا، وعليهم تتباري الدول في العلاقات والتحكم في الشعوب.
فلعنة النفط هي بعبع رئيس في التطور والسلام العالمي، وهي الفيروس الذي يفتك بالعالم ودوله من حيث الإقتصاد والمشروعات العظمي والشركات العابرة.
المزيد من الأخبار
المبدعة مروه السعدني ومؤتمر ” شباب تستطيع “
الاعلامية مروه السعدني ومؤتمراتها الفريدة من نوعها
الحديقة الرابعة: حديقة الرحمة