حوار: ميادة محي محمد
النجاح ليس كلمة سهلة بل هي مليئة بالتحديات والصعوبات، لكن هو استطاع أن يبني له اسمًا الأمر لم يكن سهلًا عليه، على الرغم من كل شيء فهو يعافر من أجل الوصول إلى حلمه، هو لا يبحث عن النجاح فقط، بل يبحث عن التميز والإبداع.. يريد أن يكون له بصمة في قلب كل شخص يقرأ أعماله الأدبية، فهو لا يبحث عن الشهرة، بل يريد أن يكون كاتبًا متميزًا، اليوم سوف نتحدث عن شخص فريد من نوعه في مجال الأدب، فهو متعدد المواهب لكن موهبته الأساسية هي الكتابة، هيا بنا يا عزيزي القارئ نعرف من يكون؟.
_ يمكنك أن تعرفنا أكثر عن نفسك؟
اسمي مصطفى أحمد رشدي، الشهرة “مصطفى رشدي”، مواليد سبتمبر ١٩٩٨م تقريبًا تميت الأربعة عشرون عامًا، حاصل على الثانوية الصناعية، من محافظة المنيا.
_من وجهة نظرك من هو مصطفي رشدي؟
مصطفى رشدي ولا شيء، أنا على الدرجة الأولى من السلم، مؤمن جدًا بالاجتهاد والنجاح، لكن كل شيء يأتي بالتدريج، أنا قادر على عمل أشياء كثيرة بعون الله، لكن في الوقت الحالي الكثير من الناس لو وصلوا إلى الشيء الذي حققته، سوف يشعرون بنجاح عظيم في حياتهم، هذا ليس شيء مبالغ فيه، على الرغم من أني في مجال الكتابة كتبت كثير جدًا.. لكن أنا مازالت في البداية لن أشعر بأي نجاح إلا لما أحقق الهدف الذي بدأت أكتب بسببه.
_ما هي موهبتك؟
أنا متعدد المواهب، أولًا أنا بكتب كل ألوان الكتابة، النثر بكل فنونه، الشعر لكن هو ليس في المرتبة الأولى بنسبة لي نهائي، بل هو في المرتبة الأخيرة دائمًا؛ لأنني أقول لنفسي دائمًا، أترك الشعر للناس المتمكنة أفضل بكثير، ثانيًا الرسم الديجيتال برسم بورتريهات على برامج متخصصة للرسم، كنت برسم على الورق من زمان..
في أشياء أخرى لكن لا أعتبرها موهبة؛ لأن يمكن لأي إنسان أن يتعلمها، فهي شيء مكتسب، الموهبة لا تتعلم.. المونتاج، التصميم، بفضل الله أنا متمكن فيهم بنسبة ٧٠٪، قبل يكونوا للترفية والتسلية، هم شغل لي، أجيد تصوير الفيديوهات السينمائية، لكن لا يوجد إمكانيات تساعد في ذلك.
_يمكنك أن تخبرنا ما هي الموهبة التي تريد التحدث عنها من وسط كل المواهب التي تمتلكها؟
الكتابة؛ لأنها الموهبة الحقيقية بنسبة لي.
_كيف قمت باكتشاف موهبتك؟
أتوقع الأمر سوف يكون غريب بعض الشيء، عندما كنت في المرحلة الإعدادية، كانت أستاذة اللغة العربية تعطينا مواضيع التعبير، كنت بكتب أكثر من ثمانية عشرون صحفة، كنتُ اسرح مع خيالي..
بدأت تعلمني كيفية كتابة القصة القصيرة، أنا في الصف الأول الإعدادي كنت بكتب قصص قصيرة، كانت تراجع لي دائمًا تصحح الأخطاء، في نهاية العام جمعت قصصي كانوا ثمانية عشرون قصة، قامت بطباعتهم حتى الآن موجودين في مكتبة المدرسة.
من وقتها بدأت أكتب ومع مرور الوقت كنتُ بتطور من نفسي أكثر، كان ذلك الأمر غريب على المدرسين والطلاب، كيف ولد صغير مثلي من الريف يكتب القصص القصيرة، حينها كان لا يوجد طلاب تكتب أشياء مثل ذلك، بل كان آخرهم مواضيع التعبير.
_كيف قمت بتطوير موهبتك؟
بدأت الأستاذة منال، مدرس ثاني تعرفت عليه عندما دخلت الثانوي، لقد رشحوا لي كتب أقرأها كنت بقرأ أولًا الرافعي، المنفلوطي، نجيب محفوظ، طه حسين، كنت كل أسبوع أخذ ثلاث كتب من المدرس، بعد ما انتهي من قرأتهم أقوم بتبديلهم بكتب أخرى من مكتبته الخاصة..
القراءة هي السبب الأول والدافع الدائم لأي كاتب في التطوير من نفسه في الكتابة؛ لأن ببساطة قبل أن تكون كاتب، يجب عليك أن تكون قارئ.
أكثر شخص قرأت له تعلقت به هو مصطفي صادق الرافعي رحمة الله عليه، بعد ذلك كتاب كثيرون من العصر القديم أو من العصر الحديث.. كل الأسماء التي ذكرتها سابقًا أحب أن أقرأ لهم أيضًا علي أحمد بكاثير، الدكتورة خولة حمدي، والدكتور أحمد خالد توفيق بكل تأكيد.
_يمكنك أن تخبرنا ماذا أنت تكتب؟
في حقيقة الأمر.. اللون المفضل لي هو النثر بكل أركانه من رواية إلى مقال إلى قصة قصيرة وحتى الخواطر كتبت في جميعهم ولكن حتى الآن ليس لي أي عمل ورقي، جميعهم في مكتبتي فقط.
_يمكنك أن تخبرنا منذ متى؟
منذ عام ٢٠١١م بدأت رحلتي تقريبًا، لكن بعد التطوير يمكننا القول؛ أنه منذ عام ٢٠١٦ بالتحديد.
_يمكنك أن تخبرنا هل لديك أعمال روائية باسمك سواء كانت إلكترونية أو ورقية؟
لدي ثلاثة أعمال روائية لكن لم يسبق نشرها سواء كانت ورقي أو إلكتروني، أول رواية بعنوان (سنلتقي)، والثانية بعنوان ( واعتصموا) وهي رواية إسلامية، أما الثالثة بعنوان (التقينا في مدريد) وهي الأقرب للطباعة سوف تكون في معرض الكتاب القادم بالقاهرة.
لكن شاركت في عملين مشتركين سابقين أحدهما كان في فن القصة القصيرة وكان إلكتروني لكن لست متذكر اسمه، الثاني كان ديوان شعر عامي مجمع بعنوان (نبض القلم)، كلاهما شارك فيهم مجموعة متألقة من الكتاب والشعراء البارعين.
_يمكنك أن تخبرنا أكثر عن أول رواية قمت بكتابته؟ نبذة صغيرة عن العمل؟
أول عمل روائي لي كان رواية (سنلتقي) وهي رواية رومانسية
أتممت كتاباتها عام ٢٠١٦م، أحداث الرواية عن حياة البطل في أربع أزمنة مختلفة، كان محورها الأساسي يدور على حبه لفتاة منذ صباه وحتى التحق بالجامعة، كان بينهما قصة حب نشأت وهما صغيران وكبرت بداخلهم، افترقا كثيرًا في منتصف الرحلة، ولكنهما التقاء في نهايتها بعد موجة كبيرة من المحن واجهها البطل بمفرده، لكنه ظل متمسكًا بحبه لها.
_هل قمت بتأسيس كيان أو مبادرة خاصة بك من قبل أم لا؟ يمكنك أن تخبرنا ما الهدف منها؟
أسست كيان (جَزَل) في نوفمبر الماضي، كان هدفه الأول الدعم الكامل لجميع المواهب ليست فقط في مجال الكتابة؛ لكنه يدعم أبناء محافظات الصعيد فقط، ذلك بسبب أن محافظات الصعيد الثمانية بهم العديد والعديد من المواهب في شتى المجالات، لكنهم لم يتلقوا الدعم الكافي من أي مؤسسة أو كيان أخر سواء كان مؤسسات حكومية من وزارة الثقافة أو من وزارة الشباب والرياضة، أو حتى من الكيانات الأخرى الموجودين على الساحة بالتحديد على السوشيال ميديا.
_هل تم عمل كورسات أو دورات في الكيان؟ هل قمت بعمل كتب مجمعة للمواهب المبتدئة في مجال الكتابة أم لا؟
مع الأسف لم يتم ذلك، لقد توقف عمل الكيان لأجل غير مسمى لأسباب كثيرة، منها فريق العمل تشتت والعديد منهم انشغل في أمور أخرى، على الرغم من التخطيط الكامل لعمل الكورسات والورش تعليمية الكثيرة، لكن لم يتم تنفيذ أي شيء..
لكن بعيدًا عن كيان جَزَل.. قمت بتقديم ورش للكتابة مع كيانات أخرى، أولهم كانت مبادرة (حكاية كاتب)، وتم تقديم ورشة كاملة حول فنون الكتابة النثرية في عام ٢٠٢٠م، منذ خمسة أشهر تقريبًا أنهيت من ورشة أخرى مع كيان (هيستريا)، كان يوجد في الورشة شرح كامل لجميع الفنون الأدبية..
وأيضا مع (حكاية كاتب) قدمت ورشة لتعليم الرسم الديجيتال في عام ٢٠٢٠م، لقد نالت إعجاب الجميع بفضل الله.
_يمكنك أن تخبرنا قبل أن يتم توقف الكيان هل قمت بعمل مسابقات فيه أم لا؟
تم عمل ثلاث مسابقات جميعها في مجال الشعر، الخواطر، القصة القصيرة، لكن أكبرهم كانت بالتعاون مع كيان هيستريا وتم الإتفاق على حفلة تكريم كبرى، مع الأسف تعطلت مع تعطل الكيان.
_يمكنك أن تخبرنا هل شاركت في مسابقات من قبل أم لا؟
شاركت في العديد من المسابقات، منها متسابق ومنها عضو لجان التقييم، أما التي كنت متسابقًا فيها، كانت أول مسابقة في القصة القصيرة مقدمة من دكتور ابتسام الدمشاوي عام ٢٠١٥م، وكانت مُدعمة من وزارة الثقافة، حصلت فيها على المركز الأول على مستوى المحافظة والخامس على الجمهورية..
المسابقة الثانية كانت مقدمة من وزارة التربية والتعليم على مستوى مدارس الجمهورية عام ٢٠١٦م وكانت في مجال القصة القصيرة، حصلت على المركز الثالث، اما المسابقات الأخرى فكانت تابعة لعدة كيانات، منها التي حصلت فيها على المركز الأول ومنها حصلت فيها على المركز الثاني والثالث، كانت أيضًا في مجالي الشعر، القصة القصيرة، الخواطر.
_من وجهة نظرك ما هي الكتابة؟
الكتابة هي الوسيلة الأولى، الأسمى، والأنقى للهروب بالفرد من صراعات الحياة ومشاكلها، الملجأ والمهرب من الوقوع في فخ الاكتئاب أو الإدمان، هي علاج للعديد من الأمراض النفسية، يجد الكاتب نفسه يعيش حياة أخرى بصحبة قلمه وأوراقه، كالرسام مثلاً حينما يُبدع بريشته، هكذا الكاتب يُبدع بقلمه.
_من وجهة نظرك من هو الكاتب؟
الكاتب هو قارئ جيد قبل أي شيء، ملم بالعديد من الأمور في الحياة، ولديه خلفية كبيرة وواسعة في شتى المجالات، يجيد التعبير والتوظيف السليم للأدوات، يحرك قلمه بحيادية تامة، وبحساسية دقيقة، لا يكتب للربح أو للشهرة، ولا يتخذ الكتابة وسيلة لذلك؛ لأنه حينها لن يستطيع الوصول إلى أي شيء وسيبقى في مكانه ثابتًا مغمورًا، يجب أن يكون الهدف الأسمى والأكبر من الكتابة هو الإفادة والاستفادة.. وعلى كل كاتب أن يجعل قارئه لديه حصيلة جيدة من المعرفة أو الثقافة بعد قراءة أي شيء له.
_ما هي الصعوبات التي واجهتها في بداية مشوارك؟
الطريق منذ البداية مليء بالصعوبات والتحديات حتى الآن وليس في بدايته فقط، لم يكن لي مشجعًا أو أحدًا يدفعني من العائلة أو الأصدقاء أو الأقارب، جميعهم باتوا من المعجبين بعدما وصلت إلى مرحلة معينة وبدأ اسمي يظهر، لكن قبل ذلك كنت دومًا اسمع منهم كلامًا سلبيًا، يقولون لي “أترك الكتابة، فهي لا تأكل عيش”، “الكتابة كلام فارغ”، “ما هي نهاية الذي تفعله”، هذه بعض الأمثلة هناك أمثلة عديدة.
لم أكن أسمع لأي منهم، كنت فقط أضع كل تركيزي على هدفي الأول واسعى جاهدًا للوصول إليه؛ حتى أول مسابقة لي بدأوا يظهرون لي مشاعرهم وتبدلت كلماتهم من السلبية إلى الإيجابية الزائفة، حتى الآن يحطمون أحلامي ويريدون مني التوقف إلى هذا الحد ما دام ليس هناك جديد، لكن في الحقيقة الشخص الوحيد الذي دعمني منذ البداية، وكان لي جنبًا بجنب هي أمي، أطال الله عمرها.
_لكل كاتب مصدر إلهام ما هو مصدر إلهامك؟
مصطفي صادق الرافعي.
_لكل كاتب لقب يميزه عن غيره ما هو لقبك؟
اللقب لا يحدده الكاتب ولكن يُطلقه عليه قراءه، لقد أطلقوا عليّ في البداية لقب (الجخ)، الآن الكثير أجمع على لقب (ابن الرافعي) أو (الرافعي).
_من الذي دعمك في بداية مشوارك؟
معلمي وأستاذي الفاضل (سيد علم الدين)، أمي أطال الله في عمرها.
_من يكون قدوتك في مجال الكتابة؟
الرافعي.
_ما هي الإنجازات التي حققتها في مجال الكتابة؟
لا اعتبرها إنجازات بل هي خطوات، الانجاز الأهم بنسبة لي هو كيان جَزَل، وأتمنى أن أعود مجددًا لإحيائه.. أما البقية فيمكن أن نقول.. مجموعة قصصية مكونة من ثمانية عشر قصة قصيرة تقريبًا، في أمور مختلفة وقضايا عديدة، وجميعها تمت إلى عام ٢٠١٦م..
ثلاثة أعمال روائية (سنلتقي – واعتصموا – التقينا في مدريد)، بفضل الله معرض الكتاب القادم هو الأول بنسبة لي.
مجموعة مقالات متعددة، منها سلسلة تحت عنوان (إدمان)، عدة مقالات منفردة عن الانترنت، الاكتئاب وغيرهما، سلسلة خواطر تحت عنوان (شتات)..
العديد من الحفلات الشعرية ما يقارب خمسة عشر حفلة في العديد من المحافظات أهمها القاهرة والإسكندرية.
_لماذا تضع الشعر في المرتبة الأخيرة من مواهبك على الرغم من أنك شاركت فيما يقارب خمسة عشر حفلة؟
لأنني ببساطة لا أعتبر نفسي شاعرًا، بعض ما كتبته في الشعر العامي كان عبارة عن فضفضة، أو ربما شعور جائني مرة ولم استطيع وصفه في السرد النثري، فوجدت إضافة بعض الموسيقى الشعرية له حتى يصل إلى ما أردته، لذلك لا أعتبر نفسي شاعرًا، واتخذت قرارًا، أن أترك الشعر لأصحابه، ولمن هم أحق به عني.
_ما هي الخاطرة المفضلة إلى قلبك؟
خاطرة بعنوان (شغف مقتول)
كل محاولاتي للنهوض قد فشلت، لست أدرِ إذا كان بإمكاني المقاومة أكثر أم أن طاقتي قد نفذت..!
يقول أخي حينما كنا صغار كنا نحاول عبور سور حديقة تجاورنا لنلعب، يذكر أننا كنا كثيرًا ما نفشل لكننا لم نكن نكف عن المحاولة، حتى يتم الأمر، في كل مرة كنا نسقط فيها كانت رغبتنا تزداد، كان هدفنا واضح وهو العبور لنستمتع باللعب ولو قليلًا.
يذكر بعدها أن فرحتنا بعبور ذاك السور كانت أجمل من متعتنا باللعب بعدها، لكنه الآن لم يعد يفهم ما الأمر! لماذا تنحصر محاولاتنا ؟! لماذا نكف عن المحاولة من الأساس؟! ربما مات الشغف في قلوبنا، وربما ضاعت أحلامنا.
كلما اقتربنا من سن الشباب يكتمل بنيانًا جسديًا هو الأقوى في أطوار الحياة، لكن يتحطم القلب ويبيت في أضعف طور له، حتى أحلامنا يهزمها واقعنا بكل ما فيه من سوء، لا تلومنًَ نفسك فما يواجهك أقوى منك ومن طموك.
الله غَالب
_يمكنك أن تخبرنا ما هو حلمك؟
هدفي وما أحلم به في عالم الكتابة منذ الوهلة الأولى هو أن أكتب كتب تُفيد كل من يقرأ ويتم ترجمتها إلى العديد من اللغات حتى تلف العالم لفًا.. سواء كانت كتب مقالية أو روايات أو أي لون من ألوان الكتابة، وأيضا نجاح الكيان حتى أستطيع دعم جميع المواهب في كل محافظات الصعيد.
_هل الأدب تغير في الوقت الحاضر عن الماضي؟
بالتأكيد.. تغير كثيرًا؛ بسبب تغير الأزمان وتطور التكنولوجيا ووسائل التواصل على مدار التاريخ.. فذلك جعل سهولة كبيرة للكاتب في أن يصول ويجول عبر العديد من البلدان في مختلف العالم، ومعرفة الكثير من الثقافات المختلفة، وذلك وَسّع لديه الخيال الفكري، وأتاح العديد من الفرص لخياله أن يرسم قصص متنوعة ومختلفة، التطور الأكبر من بعد ظهور الإنترنت بشكل عام، و السوشيال ميديا بشكل خاص.
_يمكنك أن تخبرنا لماذا أصبح الكثير من الكتاب والشعراء يبحثون عن الربح والشهرة أكثر من إفادة القراء؟
لأن العالم أصبح مُفعمًا بالكُتاب، وبات الجميع بإمكانهم أن يكتبوا في أي مجال مع الأسف، وهذا جعل قيمة لمن لا قيمة له، وفي حقيقة الأمر، ليست الكتابة سلعة كما يتخذها البعض، إنما هي حياة لابد أن يعيشها الفرد منا قبل أن يطلق على نفسه لقب كاتب، غير أن هذا اللقب يستحيل أن يطلقه الفرد على نفسه، إنما قراءه ومتابعينه من يصفونه بهذه الصفة
لذلك بات الجميع يكتب لأجل أن يضع بجانب اسمه كلمة (كاتب).
_يمكنك أن تخبرنا مع انتشار السوشيال ميديا.. هل النشر الإلكتروني أفضل من النشر الورقي؟ إذا كان العكس لماذا؟
ليس هناك للقارئ أفضل من لمس ما يقرأه، هذا الشعور يجعلك وكأنما أنت بطل الرواية التي بين يديك، أو أن المقال الذي تقرأه كأنما كُتب لك، لذلك مهما تطورت التكنولوجيا فلن يكون هناك أفضل من النشر الورقي، والشعور بكتابك بين يديك.
_يمكنك أن تخبرنا ماذا أضافت إليك الكتابة؟ هل ساعدتك في شيء معين أم لا؟
يمكنني أن أقول أن ما أضاف لي هي القراءة وليست الكتابة، لأنني أرى نفسي دائمًا الجانب الإيجابي، فأنا الذي أُضيف وليس المُضاف إليه، لكن أن كانت أضافت لي شيئًا لنقل الصحبة الصالحة؛ لأنني بسبب الكتابة صنعت عائلة لا تُقارن بأي عائلة أخرى، هي استثناء.
_البعض يرى أن الكتب المجمعة ما هي إلا احتيال واستغلال من البعض للكتاب المتبدئين.. بما أنك شاركت في كتاب وديوان هل توافق هذا الرأي أم أنك لديك رأي أخر؟
هو ليس احتيال أو استغلال، وإن كان البعض يفعل ذلك، لكني أراه فرصة ليست جيدة لطرح اسمك بين الكتاب، إلا إذا كنت مبتدئ، فإذا قارنا مثلا كتابًا منفردًا لك بمفردك، بآخر مُجمع مع مجموعة وإن كانت صغيرة من الكُتاب، ستجد أن الكتاب المفرد يجعل لك اسمًا أكبر عن الآخر..
أيضا القراء الذين يقتنون الكتاب المجمع، كل منهم يقرأ لصديقه فقط دون النظر إلى بقية المشاركين بجانبه، وإن كان منهم من هو أفضل من صديقه، إلى جانب آخر، أنا كـقارئ حينما أجد أمامي كتابين أحدهما منفردًا والأخر لمجموعة كُتاب، ساختار المفرد؛ لأن ذلك يدل على خبرة كاتبه، الذي استطاع كتابة كتاب كامل وليس له شريكًا فيه.
_يمكنك أن تخبرنا كيف تعالج فقدان الشغف الذي يصيبك من وقت إلى أخر؟
دائمًا ما أقرأ، هذا هو علاج فقدان الشغف بنسبة لي، أو لربما اتجه لأعمال أصدقائي واقارن نفسي بهم، بدافع التحفيز وليس الغيرة مثلا، كي لا يفهمني أحدهم بشكل سيء، هذه هي وسائل التغلب على فقدان الشغف بنسبة لي.
_لكل كاتب رسالة يعبر عنها في كتاباته هل تعبر عن رسالتك من خلال كتاباتك أم لا؟
في نصٍ شعري صريح لي، كان رسالته موجهة في قصيدة (سلمى)، حتى أن اسمها بمفرده يعد رسالة صريحة، أيضًا في بعض الخواطر، أما باقي كتاباتي هناك فَصلُ تام بين شخصيتي وبين ما أكتب، وسوف يظهر هذا جليًا في روايتي (التقينا في مدريد) بمشيئة الله تعالى.
_لكل شخص ناجح خطوات يمشي عليها حتى يستطيع التطوير من موهبته.. ما هي الخطوات التي تتابعها حتى تكون كاتبًا ذو مكانة عالية؟
القراءة.. ثم القراءة.. ثم القراءة، ومن بعد ذلك يمكن قول المواظبة على مراجعة القواعد النحوية واللغوية، وأيضا البلاغة وقوانينها، كل هذه الأشياء هامة جدًا كي يرتقي الكاتب بموهبته.
_يمكنك أن تخبرنا هل لديك أسلوب خاص بك في الكتابة أم أنك تكتب كما المعتاد عليه؟
بسبب تعلقي الشديد بالراحل مصطفى صادق الرافعي رحمة الله عليه، بدون قصد أصبح أسلوبي شبيهًا له شيئًا ما، مع فارق المقام بكل تأكيد، ولكن الكثير من أصدقائي لاحظوا ذلك، فتعلقت به أكثر حتى أصبح يزورني في منامي على فترات متفواتة.
_أصبح الكثير من الشعراء يقومون العديد من الحفلات الشعرية تحت شعار دعم المواهب.. هل توافق هذا الرأي أم لديك رأي أخر؟
بالتأكيد هذا شيء إيجابي للغاية، كونهم يدعمون من لم يجد فرصة لإظهار موهبته وعرض نفسه على الجمهور، لكن إن كانوا يخططون لمنفعة من وراء ذلك، فهذا يُعد استغلال صريح لذلك، نضع الدعم لمن يستطيعون الدعم، مثلا كالمؤسسات الحكومية أو الكيانات التي تعمل بنزاهة واضحة.
_من وجهة نظرك هل الموهبة تكفي كي يستطيع الكاتب التطوير من نفسه؟
الشرط الأساسي أن تكون هناك الموهبة، ومن ثَمَّ يأتي التطوير، وأنا أقول موهبة وليس هواية، وشتان بينهما.
_هل الشاعر قادر على أن يخلق جمهور له أم أنه يحتاج الكثير من الوقت حتي يصبح معروفًا؟
الشاعر يستطيع أن يصنع جمهورًا أسرع من الكاتب النثري؛ لأن الشعر في العصر الحديث يُعد سَمَاعي أكثر من كونه يقرأ، لذلك كثرة تنظيم الحفلات تصنع جمهورًا وفيرًا للشعراء، علي عكس الكتاب الذين لا يجدون طريقًا لقرائهم سوى نشر الكتب أو المقالات.
_الناس تعتقد أن الشعر العامي أسهل بكثير من الشعر الفصيح.. ما هو رأيك على هذا الكلام؟
لا يصح أن يكون الشعر كذلك؛ لأن الشعر بلونيه ليس سهلا على الإطلاق.. هو أصعب بكثير عن الألوان النثرية؛ لأنه يحتاج أوزان مضبوطة، قوافي موحدة، قيوده كثيرة على عكس النثر، لذلك فإن الشعر بنوعيه صعب للغاية، بالتأكيد الفصحى أصعب، لكن ليس معنى ذلك أن العامي سهل.
_من وجهة نظرك هل أي شخص يكتب يصبح شاعرًا؟
لا.. إطلاقا؛ لأن الشعر له قوانين محددة كما ذكرت، لذلك ليس أي كاتب يستطيع أن يكون شاعرًا.
_ما هي النصيحة التي تريد أن تقدمها للمواهب المبتدئة؟
القراءة ثم القراءة ثم القراءة.. أهم من كونك كاتب أن تكون قارئ جيد وتختار ما تقرأه بعناية، النصيحة الثانية ألا تلتفت أبدًا لأفواه السفهاء ولما يقولون من كلمات و تعبيرات سلبية.. امض في طريقك وضع هدفًا لا تتراجع حتى تصل إليه ولا تكتب لأجل المال أو الشهرة.. أنت فقط اكتب وسيأتي كل شيء في موعده بمشئية الله(وكل شيء عنده بمقدار).
_يمكنك أن تخبرنا ما هو رأيك في الحوار وفي مجلة إيفرست؟
الحوار شيق وممتع جدًا، كل الشكر للصحفية الممتازة ميادة محي على لباقتها واختيارها للأسئلة بعناية ودقة.. والشكر موصول لجميع القائمين على مجلة إيفرست..
رأيي عن المجلة فلن يفيها حقها، وجميع الآراء من قبلي وصلتني من حيث الالتزام والدقة أيضًا، كذلك لهم كل التحية والتقدير على الحوار الفصحى، مقارنة بالعديد من المجلات دون ذكر أسماء يضعون الحوار مثلًا بالعامية مما يفقد القارئ متعة القراءة، يفقد الحوار جماله، فلكم جميعًا كل التحية والتقدير.
في نهاية الحوار سوف نختمه برباعية من قصائده..
قصيدة “سلمي”
أنا من بَعدك..
أصبحت إنسان مُهمل جدًا
مش مُهمل بس فـ علاقات
أو إنه يوماتي بيخسر صداقات
و يفارق ناس كات طالبة رضاه
أنا بَعدك أصبحت مريض نفسي
إنسان بيعاند نَفسُه يوماتي
و يدور دايمًا ع الل أذاه
ف بقيت دلوقت أسير للحزن
تفاصيل القصة محاوطاني
و بعيش وياهم وحداني
و مليش ف الكون حد ألجأله
رغم ان وجودك خد مني
لسَّاني بـ أحِن و بشتاقله
“التعليم ليس عائق في شيء، بل الجهل الحقيقي يكون في العقول، كم من شخصيات لم تحصل على شهادات عالية أو كليات قمة؛ إلا أنها استطاعت أن تبني لها اسمًا يتردد في أذهان الجميع، بل اسمها مخلدًا في التاريخ حتى بعد وفاتهم”.
المزيد من الأخبار
الكاتبة “هبة إبراهيم” في ضيافة مجلة إيفرست الأدبيَّة
حوار مع الكاتبة: منة الله علي ( إلزابيل) في مجلة إيفرست
السيد الجمال في حوار خاص مع مجلة إيفرست الأدبية