10 فبراير، 2025

حوار خاص مع الكاتبة المبدعة مها مصطفى لمجلة إيڤرست الأدبية

 

 

حوار: سعاد أيمن

 

عندما يتوحد كلا من العاطفة والفكر بالثقافة بشخص واحد فتنبعث العبقرية من كلماته وتصاغ في جمل تترنم كالالحان لتخلد في الذاكرة.

بالبداية أحب أن أرحب بكِ كثيرًا بمجلة ايفرست الأدبية.

 

_سؤالنا الذي لا مفر منه، من هي مها مصطفي على الصعيد الإنساني والأدبي ؟

 

مها مصطفى من مواليد محافظة الإسكندرية، شغفي هو الكتابة والفن بألوانه المختلفة، تخرجت من كلية السياحة والفنادق، جامعة الإسكندرية، لي ٣ روايات، وأعمل في مجال التسويق الإلكتروني وكتابة المحتوى.

 

 

_منذ متى بدأتِ بالتوجه إلى الكتابة؟

 

البداية كانت عام 2017 من مجرد كلمات مبعثرة على ورق لمشاعر بداخلي أريد التنفيس عنها إلى أول رواية حقيقية لي، والتي صدرت في معرض القاهرة للكتاب 2020.

 

لم أكن أعرف أني سأكون كاتبة في يوم من الأيام أو أن الكتابة ستشمل جزء كبير من حياتي، نعم كنت أقرأ وأحب القراءة جدًا ولكن ليس كل قارئ يمكن أن يصبح كاتبًا.

 

 

_الموهبة وحدها لا تكفي، فبرأيك ما الذي يقويها أكثر؟

 

أولًا: القراءة بالتأكيد، فالقراءة لا تفتح عينك فقط على عوالم جديدة ولكنها مفيدة للكاتب من خلال تطويره في أسلوبه الكتابي ومخزون الصيغة السردية واللغوية وكيفية التعبير دون مط أو اختزال.

 

ثانيًا؛ أرى أن تجديد الشغف باستمرار مهم، فهناك بعض الكُتاب يشعرون بالفتور عند عدم تحقيق الكتاب الأول المبيعات المطلوبة أو وجود بعض المشاكل مع دار النشر، كل هذا وارد ولكن هناك مواقف تحدث لغرض ما، لتضع أمامك تحديات أكثر ولأن تواجه ذاتك هل حقًا تريد أن تكتب أم تصبح شخص مشهور، فشتان بين الأمران، هناك أشياء متعددة على الساحة تستطيع أن تكون مشهور من خلالها بخلاف الكتابة.

 

ثالثًا؛ التغذية البصرية للكاتب من خلال مطالعة الاخبار ومشاهدة الأفلام والمسلسلات المختلفة ليس فقط الأجنبي ولكل من كل بلاد العالم، لنرى ما وصل إليه العالم من أفكار وقصص في مجالات متعددة، وليس فقط في المجال الذي تحب أن تراه أو تكتب عنه.

 

 

_حدثينا عن أعمالك الأدبية؟

 

  • أول عمل نُشر لي كان رواية ( إيفوچو ) 2020 تحمل طابع اجتماعي، وهي من نوع أحداث اليوم الواحد تتحدث عن مجموع من الأشخاص يجمعهم مكان واحد وهدف واحد دون أن يعرف أحدهم الآخر لنرى قصصهم وحكاياتهم من خلال الرواية.

 

  • ثاني عمل كان رواية ( هويت وما انتهيت) 2021 تحمل طابع رومانسي اجتماعي، تتحدث عن مجموعة من الأصدقاء باختلاف قصصهم، حيث نرى مفهوم الحب والصداقة من وجهة نظرهم.

 

  • ثالث عمل هو رواية ( الفراشة التي قتلتني، الجزء الأول ) تحمل طابع نفسي اجتماعي، عن كاتب يعاني من مشاكل نفسية في حياته تجعله ينبش في الماضي من جديد، حيث تؤثر تلك المشاكل ليس فقط عليه ولكن أيضاً على أحبائه.

 

أعمل حاليًا على الجزء الثاني من الرواية.

 

 

_هل تشكل وسائل التواصل الاجتماعي نوعًا من النجاح للكاتب؟

 

بالتأكيد فنحن في عالم أصبح الهاتف الذكي جزء لا يتجرأ من يومنا وكذلك منصات التواصل الاجتماعي المختلفة. حيث يمكن أن يستغل كل كاتب السوشيال ميديا بأفضل استغلال ممكن للانتشار كما أوضحت في كتابي الإلكتروني المجاني للكتابة وجوه تسويقية، حيث يمكن تحميله من خلال هذا الرابط:

https://bit.ly/3uPInrQ

 

 

_لكل كاتب رسالة فما هي رسالتك التي تحاولين توصيلها إلى العالم؟

 

عندما بدأت الكتابة كنت اكتب لي لأن بداخلي مشاعر لم أكن أعلم كيف يمكنني التعامل معها بين تخبط وحيرة وأشياء أخرى. ولكن بعد فترة من الكتابة وبحث أكثر عن الكتابة وقواعدها وأساسياتها، وجدت أني أريد أن أخرج من نطاقي في الكتابة وأخرج إلى نطاق الناس، فهناك قصص رائع لأناس لا يعلم عنهم أحد، وبشكل أو بآخر أحب أن أعبر عن أصوات تلك الأشخاص فأكون صوتهم وأكون جزء منهم، اكتب عنهم ومن خلالهم.

 

 

_من وجهة نظر الكاتبة مها مصطفى، ما الذي يعانيه الوسط الأدبي؟

 

كل مجال فيه الجيد والغير جيد، ومع الخطوات الأولى في مجال الكتابة سيرى كل كاتب خطوات نشر كتابه، ربما سيرى طباعة سيئة، أو تعامل سيئ مع دار النشر أو قلة في التوزيع أو اهتمام المكتبات بالكتب الأكثر مبيعًا عن كتب الكُتاب الجدد، كلها عوامل ستجد فيها الوجهان، ولكن على كل كاتب أن يجعل الكتابة هي هدفه الأول رغم أي عثرات.

 

 

_هل ترين اختلاف بين قلم المرأة والرجل؟ ومن منهم يسطو على الوسط الأدبي ؟

 

بالنسبة لي ككاتبة لا يوجد اختلاف بين الرجل والمرأة في مجال الكتابة، ربما فقط المرأة تستطيع أن تعبر بشكل أسهل وأسلس عن جانب الأمومة لكن غير ذلك من وجهة نظرى الرجل يستطيع أن يكتب جيدًا عن المرأة والعكس صحيح.

 

ولكن هل تعرفي أين تقع المشكلة؟

 

المشكلة في المجتمع؛ المجتمع يريد أن يضع حواجز وضوابط طوال الوقت لما يجب أن تكتبه المرأة وتتحدث عنه في كتاباتها على عكس الرجل وكأن لديه كافة الصلاحيات للكتابة والتعبير عنها بكافة الأساليب، وأرى أن ذلك ليس عدل، فيجب أن يكون الفن للجميع.

 

_من المثل الأعلى لدى مها مصطفى؟

 

ليس لدي مثل أعلى محدد، فأنا لا أحب أن أضع نفسي في خانة المحدودية والنظر من وجهة نظر ضيقة، فأحب في كل مجال أن يكون لي أكثر من قدوة احتذي بها وأتابعها بشغف سواء كانوا على قيد الحياة أم لا.

 

_هل يجب أن يلتزم الكاتب بلون أدبي أم أن التنوع أفضل؟

 

أنا أرى أن في الكتابة لا يوجد ( يجب )، نعم هناك قواعد أساسية في الكتابة ولكن حتي تلك القواعد تحتاج للاختراق من آن لآخر. فكل كاتب يستطيع أن يُجيب عن هذا السؤال، كل كاتب يعلم بداخله ماذا يريد أن يكتب، ماذا يريد أن يقدم للعالم، وما هي رسالته التي يحب أن يتركها ورائه.

 

 

_ما الذي تحب أن تضيفه مها مصطفى لهذا الحوار؟ وما رأيك بمجلة ايفرست الأدبية؟

 

أود أن أشكر المحاورة سعاد أيمن على تلك الأسئلة الجميلة التي استمتعت بالإجابة عنها.

 

بالنسبة لمجلة إيفرست الأدبية فقد سمعت عنها الكثير في الفترة الأخيرة وأراها من المجلات الواعدة في المجال الأدبي، وأتمنى لكل فريق العمل التوفيق والمزيد من النجاح والتميز.

عن المؤلف