الشاعر والإعلامي السوري الكبير ”مروان شيخي” في ضيافة إيڤرست

 

حوار: ثروت الدمرداش

الأدب السوري والكتابات السورية على وجه العموم هي بطبيعتها نتاج ظروف إنسانية قاسية، تحمل في طياتها الكثير من المشاعر الحقيقية الصادقة، فالكاتب السوري حينما يكتب، يكتب عن التجربة والمعاصرة، يستلهم الفكرة من واقعه،، وواقعه هذا رأى أكثر من خيالات الآخرين، ضيفنا اليوم هو ابن تلك البلاد، والذي شرفنا بقبول دعوة مجلتنا الكريمة، لنتعرف عليه أكثر ونستلهم منه بعض المعاني، ضيفنا اليوم هو الشاعر والإعلامي ”مروان شيخي” فأهلًا بكم معنا في هذا الحوار الممتع معه.

1-الشاعر والإعلامي ” مروان شيخي” معد ومقدم برنامج ”قناديل” على فضائية روج آفا، تاريخ مليء بالإنجازات وأنت أشهر من نار على علم، كيف تقدم نفسك لجماهير قُرّاءنا؟

”مروان حسام الدين شيخي” من مواليد سوريا مدينة عامودا 1966 خريج معهد إعداد المعلمين 1989 ، كنت معلم متفرغ لتدريب وتنمية مواهب الطلاب الموهوبين في كتابة الشعر والآن تقاعدت عن العمل.

أعمل مُعد ومقدم برنامج قناديل الثقافية على فضائية روج آفا roj ava tv منذ خمس سنوات انجزت ما يُقارب 400 حلقة اتناول فيها السيرة الذاتية الثقافية للكُتاب والفنانين من جميع اصقاع العالم.

كتبتُ الشعر منذ منتصف الثمانينات ونشرت أولى قصائدي حينها في الجرائد والمجلات السورية ثم بدأت النشر في المجلات العربية والعالمية والكردية.

صدر لي مجموعة شعرية عام 1999 بعنوان (جسد لا يحتمل أعضاءه ) عن رابطة كاوا للثقافة، كتابة وإلكترونيًا في بيروت وألمانيا.

ديوان شعري ثاني بعنوان( أقودُ بكِ الغربة) عام 2018 صادرة عن اتحاد كتاب الكرد في سوريا.

كتاب قناديل سيرة ذاتية انهيتُ الجزء الاول لخمسين شاعر وكاتب وهو عبارة عن اربعة أجزاء.

شغلت منصب نائب رئيس لاتحاد كتاب الكرد في سوريا لمدة ثلاث سنوات وعضو الهيئة الإدارية وفي لجنة إدارة مجلة الكاتب الصادرة عن الاتحاد، عضو اتحاد مثقفي الجزيرة.

عضو شعراء قصيدة النثر العربية، لي مشاركات بقصائد في كتاب شعراء بلاد الشام للشاعر والناقد” محمد عضيمة ” ، شاركت بأمسيات شعرية في اغلب المحافظات السورية وفي لبنان، عملتُ محررًا في مجلة ثقافية في لبنان، شاركت بالكثير من المسابقات الشعرية محليًا وعربيًا.

كنت عضو لجنة تحكيم الشعر بمسابقات شعرية في تونس وسوريا، أنشر في المواقع الثقافية الورقية والإلكترونية، لدي مخطوطات شعرية غبر مطبوعة تتجاوز خمسة دواوين.

2 – لك رصيد كبير من القصائد، هل تذكر أول قصيدة كتبتها وعن ماذا تتحدث ومناسبتها أيضًا؟

نعم لدي الآلاف من القصائد وكتبت اول قصيدة عام 1985 بعنوان (بيني وبينك جدار )كتبتها في سن المراهقة لأنثى كانت تربطني بها علاقة حب.

3- ما هو دور المرأة في كتابات” مروان شيخي”؟

اولا لولا المرأة لَما كنا فهي الكل في الحياة الأم والزوجة والحبيبة والاخت والابنة.

المرأة والشعر، تكاد تكون علاقة متصلة تماماً، لأن الشاعر بدون المرأة لا أعتقد بأنه سيكتب نصًا شعريًا عاطفيًا مثلًا فيه صورة وجدانية أو حب وهيام لأن المرأة بطبيعتها تثير وجدان وعاطفة الشاعر وأغلب التشبيهات والصور الشعرية تأتي منها وإليها.

4-من هو الشاعر المفضّل بالنسبةِ لك، ولمن تقرأ في العموم؟

الشاعر المفضل كان” محمد الماغوط” و”بدر شاكر السياب” وعمومًا أقرأ لكل الشعراء والكتاب الكُرد والعرب والغرب.

5- أستاذ ” مروان شيخي” إن كنتَ وزيرًا للثقافة في بلدك، ماذا أنتَ بفاعل؟

سؤال افتراضي والجواب ايضا سيكون افتراضيًا، كنت سأهتم بالمثقفين والكتاب (الحقيقيين) ورفع مستوى المعيشة لديهم.

6- هل حدث وأن تعرضت للسرقات الفكرية، وكيف تتعامل مع الأمر إن حدث ذلك؟

نعم حدث ذلك كثير وباعتباري اكتب بشكل يومي ومضات شعرية خفيفة على صفحتي ارى كتاباتي منشورة في صفحات كثيرة منها باسمهم ومنها بدون اسم لدرجة انها نُشرت في التيك توك ولا يسعني قول شيء حيال تلك السرقات لأنني حاولت كثيرا التنبيه لذلك لكن لا حياة لمن تنادي.

7- التغني بالشعر الفصيح هل ساهم في تطور الشعر واحيائه وتوصيله للناس حتى البسطاء منهم؟ ولدينا أمثلة كثيرة كصوت أم كلثوم في غناء بعض الكلمات الفصيحة، وصوت كاظم الساهر؛ كيف تنظر إلى هذا الدمج ودوره في تطور الشعر؟

الشعر نشأ ملازمًا للغناء كما نشأ فن الشعر لدى باقي الامم، وكلنا على دراية بأن الشعر كُتب على اوزان وهذه الاوزان هي نفسها من تمنح للشعر نغمة غنائية ويروى ان هوميروس الشاعر العظيم كان يلحن شعره ويغنيه، ويقال ان الاعشى ايضا كان يتغنى بأشعاره وقد ذكرت بنفسك امثلة كثيرة من خلال سؤالك بان تلك الاصوات وصلت لكل الدول العربية اكثر من الأغاني بلغة شعبية.

8- أنتَ إعلامي قدير ومخضرم عملتَ في العديد من وسائل الإعلام سواء المرئي أو المسموع، هل كان للإعلام دور مؤثر وبصمة واضحة على شعرك وأدبك؟

كنت شاعرا قبل أن اكون إعلاميا ولست بإعلامي اكاديمي وإنما عن هواية وحب اصبحت إعلامي لذا الدور الوحيد الذي لعبه معي الإعلام هو التعرف على الكثير من الشعراء لغتهم وأسلوبهم.

9- يثار كثيرًا في الأوساط الثقافية عدم جدوى الشعر الحر، أو النثر رغم غزارته في مقارنته لشعر التفعيلة(العامودي)رغم ندرته لكنه قطعا جنس أدبي إبداعي تزخر فيه المواهب، ما رأيك في ذلك؟

لكل منا له رأي في نوعية الشعر وما يُقال عن عدم جدواه هذا كلام هُراء ولكن علينا ان نؤمن بان الحياة في تطور مستمر بلغتها وثقافتها وعلومها لذا فللشعر روح ايضا يحتاج التغيير والكتابة بلغة العصر فليس معقولا ان اكتب في الوقت الراهن الخيل والليل والبيداء تعرفني بينما نحن في عصر العولمة والصعود للفضاء.

10- لفت انتباهي جملة قلتَها أثناء حديثك.. أنك( معلم متفرغ لتدريب وتنمية مواهب الطلاب الموهوبين في كتابة الشعر)، لدي سؤالين هنا سيدي كلاهما يصب في الآخر:

الأول: لماذا اخترت تحديدًا تلك الجملة( تدريب الطلاب الموهوبين)؟

أولًا؛ لم أختر هذه الصفة فعندنا في المدارس السورية مدرسة لتنمية مواهب الطلاب من شعر وقصة وموسيقى ورسم والعلوم ووووو.لذا اختارتني التربية ان اتفرغ كمعلم لتنمية مواهب الطلاب.. والمدرسة تُدعى مدرسة الانشطة.

سؤالي الآخر يا أستاذ”مروان”: هل يمكن لشخص قد لا يُرى فيه بوادر الشاعرية إذا ما تم تعليمه اساسيات كتابة الشعر أن يصبح شاعرًا؟ أم أن الشعر موهبة لا تؤتى بالتعلم، وهنا لا أتحدث عن تحسينات شِعر شاعر، أتحدث عن خلق شاعر من لا شيء.

الشعر لا يُعلم بقدر ما هو تنمية الموهبة ووظيفة في تلك التنمية كانت تعريف الموهوب بكيفية كتابة الشعر من خلال الامثلة والتلاعب بالألفاظ وتلوين الصور الشعرية وما إلى ذلك من خفايا الشعر .

11- هناك نص بعنوان (أنا الصبر في جسد لا ينام )

النص هو

أنا الصبر ُ..

في جسد ٍ لا ينام ْ

نديمي الليّل ُ

وبُكائي هديل ُ حمام ْ

أنا الصبار ُ..

النخيل ُ وحزن ُ الناي

حين َ يموت ُ الكلام ْ

أنا الساعي في ضياعي

في صحراء ِ الرغبة ِ

ذئب ٌ يخرس ُ الأغنام ْ

هل لك أن تحدثنا عن هذا النص وعن قصته؟

هذا النص كتبته عن نفسي وحالتي وقصته أن أحد المخرجين في الأردن طلب مني بعض النصوص الشعرية عن الصبر لإدراجه في فيلم سينمائي وقد ارسلت له هذا النص وبعض نصوص اخرى عن الصبر لذلك احببت هذا النص كثيرًا

12- مجلة إيڤرست سعدت بهذا الحوار الممتع معك، ختامًا ماذا تقول؟

كل الشكر والحب لكل القائمين على إصدار هذه المجلة القيمة والتي ترصد الثقافة بكافة أنواعها وفقكم ربي في عملكم وجهدكم العظيم هذا.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

عن المؤلف