حوار: ندا ثروت
كاتبة مبدعة ذات قلم رائع وفكر ذهبي، قامت بمشاركة عملين لها، دائم تقول”على الكاتب أن يُحلق بخياله بعيدًا، لكنْ لا ينسى أنه ابن هذة الأرض” الكاتبة المبدعة “دعاء عبدالله الجابي”.
- هل مِن الممكن أنْ تُحدثينا عن نفسكِ؟
بكل سرور..
أنا دعاء عبدالله الجابي، روائية وقاصة مصرية، من مواليد محافظة الفيوم.
حاصلة علىٰ ليسانس آداب، قسم اللغة العربية، وماجستير في النقد الأدبي.
- لكل شخص بداية، فكيف بدأتي مسيرتك الأدبية؟
الفضل يعود بعد اللّٰه سبحانه لجدي، الذي كان يملؤني بالحكايا حد الشبع.
أتذكر عندما كنا صغارًا، كان جدي ينادينا؛ أنا وإخوتي وأبناء عمومتي، فيهرب جميع الصغار إلىٰ ملهاهم (الشارع) إلا أنا، كان ثمة شيء يشدني نحو غرفة جدي، كنت أتتوق لحكاياه، حتىٰ لو كانت لا تشبهني، ولا أمَّلها أبد، وإنْ نسي وأعادها تكرارا..
ثم مات جدي -رحمه الله- وانقطعتْ حكاياه، وانفتح جرح عميق بداخلي، رحتُ أسده بخيالي الواسع، عن طريق نسج الحكايا بيني وبين نفسي.
صدقًا أستغرب أولئك الذين يظنون أن حكايا قبل النوم لصغارهم أمر تافه، في حين أنه قد يكون لبنة الأساس التي يبني عليها الطفل باقي عمره.
أما عن بداية مسيرتي الأدبية، فهي كالتالي:
بداية كنت أكتب هنا علىٰ مدونتي الخاصة، وأتابع من بعيد بعض الكتاب – لم يدرْ في خلدي حينها أني سأصبح عما قريب مثلهم؛ كاتبة – كنت أكتب قصصًا قصيرة وبعض الخواطر، حتى داهمني أحدهم على الخاص قائلا: لم لا تشاركين في المسابقة خاصة بقصة قصيرة؟!
وبالفعل فازت قصتي الأولى بالمركز الثاني ونشرت في كتاب جماعي، ثم بدأت أنشر قصصًا وخواطر علىٰ مواقع أدبية وبعض المجلات التي يديرها عدد من أصدقائي.
وفي ٢٠١٩ صدر عملي الروائي الأول بعنوان: ثآليل الذكريات.
وفي عام ٢٠٢١ صدري عملي الروائي الثاني بعنوان: ندوب صماء.
- هل من الممكن أن تُطلعينا على أقرب اقتباس إلى قلبك، سواء من كتاباتك أو من كتابات أحد آخر؟
بالطبع جدًا.
من كتاباتي:
“وتضمُّ العالمَ أجمعَ إلى صدركَ وأنتَ المُتلاشِي، وتوشِك أنْ تكونَ قِبْلة كلِّ المهْمُومين، وهمُّكَ مطرودٌ من رحمةِ قلبكَ، داخلكَ مُتَّسعٌ عظيمٌ؛ لكنَّه لا يسعكَ!”
دعاء الجابي
أما من كتابات الآخرين، فالأقرب إلى قلبي:
“كلُّ مُحبٍّ مشتاقٌ، ولو كانَ موصولا”.
ابن عربي
- شخصٌ تتخذينه قدوة في مجال الكتابة؟
في الحقيقة يوجد العديد من الأقلام التي أثرتني علىٰ مختلف العصور، وعلىٰ رأسهم؛ الرافعي، العقاد، المنفلوطي، جبران خليل جبران، والملهمة مي زيادة، وغسان كنفاني، والرائعة رضوىٰ عاشور، وختامًا خفيف الروح، فذ العقل، مختلف الفكر؛ العراب أحمد خالد توفيق.
- حدثينا عن أعمالك، وما هي أحبهم إلى قلبك؟
أعمالي المطبوعة هي:
(ثآليل الذكريات) تلك الابنة البكر، التي تأتي حاملة معها سعادة الكون، رغم خوفك من الفكرة.
وأما (نُدوبٌ صماء) فهي العمل الثاني، الذي تعقل فيه قلمي ونضج؛ لذا هي الأقرب إلى قلبي.
- هل ستشاركين جمهوركِ بعمل جديد قريبا؟
كنت أود ذلك جدًا، لكن أنا من النوع الذي يحمل الفكرة بداخله لوقت طويل – نوعًا ما – ولا يبدأ إلا إذا اكتملت أركانها في ذهنه، واستوت وبلغتْ أشدها، لذلك غالبًا لن أشارك في معرض هذا العام، ونسأل الله أن ييسر وتخرج الفكرة من رأسي شهية وناضجة عما قريب.
- هل ترينَ أن المرأة تستطيع أن تغلب بقلمها قلم الرجال؟ وهل من الممكن أن نرى في جيلنا الجديد من تستطيع أن تُسطر اسمها في تاريخ الأدب الحديث؟
لمْ يُخلق القلم ليكون رجل وأنثى؛ بل ليكون إنسانًا في المقام الأول، فأنا أمقت أنْ يُحقِّر الرجل من قلم المرأة لمجرد أنها أنثى، والعكس كذلك.
فالكتابة أبدًا لا تُبنى على العنصرية، والمنافسة لأجل إثبات أينا أفضل، في عالم الأدب كل قلم يحارب بمفرده، والبقاء للأكثر وعيًا ونضجًا، وأقوى حجة وبلاغة.
أما عن إن كانت هناك أديبة في جيلنا تستطيع أن تسطر اسمها في تاريخ الأدب الحديث، نعم توجد، وأمل أن تنصفها الساحة الأدبية، ليسطع نورها ويتألق في سماوات الأدب.
- لكل كاتب رسالة، فما هي رسالة دعاء عبد الله الجابي الأولى؟
الكاتب هو وعاء المجتمع، يعي ويدرك ويمتلك بصيرة لا يمتلكها أحد مثله، فآمل أن يصوب مجهره نحو مجتمعه وقضاياه وهمومه، فأنا دومًا أقول في نفسي: علىٰ الكاتب أن يُحلق بخياله بعيدًا، لكنْ لا ينسى أنه ابن هذه الأرض.
- هل تكتبين بلونٍ واحد، أم تختلف كتاباتك عن بعضها؟
بالطبع تختلف، فالقصة لا تشبه الرواية أسلوبًا ومضمونًا، والخاطرة تختلف تمامًا عن المقال، لكن كلها في النهاية تحمل روح وطابع دعاء الجابي.
- ما هو حلمكِ الذي تسعين إليه؟
الإنسان حين يتوقف عن الحلم، يهرب من جوفه طعم الحياة؛ لذا أنا – كغيري – أحلم، وأحلم كثيرًا، لكن على رأس أحلامي أن أكون علامة بارزة في عالم الأدب، ولا ينضب قلمي، ولا يجف حبره ما دمت علىٰ قيد الحياة.
- ما هي النصيحة التي ترغبين في توجيهها للكتاب الشباب؟
أقول: الكتابة نصفها موهبة، ونصفها اجتهاد، اجتهد كتابة وقراءة؛ فعلىٰ الكاتب أن يكون قارئًا موسوعيًا، وعدسة متنقلة في المجتمع، وعليه ألا يخشىٰ النقد، ما دام بنَّاءً.
- ما رأيكِ في مجلة إيفرست الأدبية؟
مجلة أحبها وأقدرها وأقدر لها مجهوداتها نحو الأدب والأدباء؛ وأرجو لها المزيد المزيد من الازدهار والرقي، وأن تبقى محلقة حد السماء كما هي، دمتم بود ورقي.
المزيد من الأخبار
الكاتب أمير عاطف في حديث عن أعماله لأول مرة بمجلة إيفرست الأدبية
كتاب “خطوة ومشاعر” لـ راضية عبد الحميد معرض الكتاب 2025 مجلة إيفرست الأدبية
رواية “سبيل” لـ حنان رضا معرض الكتاب 2025 مجلة إيفرست الأدبية