كتبت: أروي نوار.
أحضرت الفُشار
وبعضًا من السكاكر والمشروبات الغازية
فهي على موعد لمشاهدة أحد الأفلام التي لا تُعرض على شاشة التلفاز
أظلمت الغرفة وبدأ العرض
كانت أول المشاهد عندما وُلدت، وكان التاريخ في تمام ٤/١/٢٠٠٤ أُعلن للعالم عن وصول مولود جديد، بدأ الشريط في السير، تمر حياتها في بطء وملل شديد، تمر السنوات، تبتسم وتضحكُ وأصوات القهقهة تعلو الغرفة، كانت في عينيها لمعة لم ولن ترها مجددًا، فأمعنت النظر أكثر حتى تُشبع عيناها من الأحداث التي تُسعدها.
يبدأ الشريط الوصول في اللحظات السودوية، أكثر المواقف والمشاهد التي أضافت لون الأسود القاتم، جرى الشريط في أحداث بطيئة مشاهد وفاة، أشخاص يلبسون الأسود وأصوات بكاء والجميع في حالة من الانهيار، في لحظة من لحظات الخوف وضعت يديها على أذنها مغمضة العينين لكي تمنع وصول تلك الأصوات إلى أذنيها، مرت الشريط سريعًا لتفادي البكاء، لم ترَ من بعد تلك الأحداث حدث يُسعدها.
بدأت الأحداث في منحدر التغيير، لم تجرِ الأمور كما خططت لها، لم تلحق “بكلية الإعلام” ولم تُكمل مع من أختاره قلبها في سن صغير لكي يشيبان معًا، لم تكن محظوظة في اختيار الأصدقاء، ولم تكن سعيدة بمرور سنواتها الدراسية، بكت كثيرًا وبدأ السكين الحاد الصغير في شق طريقه إلى ذراعيها، بدأت الأمور تزداد سوءًا وزمام الأمور ليس في يديها، كمن يمتطي حصانًا لأول مرة وفقد السيطرة عليه، لم تكن يومًا ضحية، هي تؤمن بذلك، ولكنها لم تستحق ما جرت عليه الأمور.
انتهى العرض، ومعها تعالى صوت صفقات الألم في قلبها، كان فيلمًا داخليًا تحت إخراج عقلها لكي يُجلدها كل ليلة، ويبقى الحال كما هو عليه، تُصارع الحياة بداخلها بينما تبدو بمظهر ثابت للجميع من الخارج.
المزيد من الأخبار
قوة الإرادة تصنع المستحيل
ترميم الذات!
الملجأ الوحيد