من يسقي الورد لا يعيش بلا فائدة /
كتبت./سعاد الصادق
كان هناك فتى اسمه سامي، يعيش في بيت صغير على أطراف القرية، ويعمل في حديقة مليئة بالأزهار.
كل صباح، يستيقظ قبل الجميع، يمسك بإبريق الماء ويسقي الأشجار والورد، ثم يجلس تحت الشجرة الكبيرة يتأمل السماء.
لكن في ذلك اليوم، كان سامي حزينًا على غير عادته.
قال بصوت خافت:
– كل يوم نفس الشيء… أسقي الورد وأكنس الأوراق، ولا أحد يلاحظني. ما الفائدة من وجودي؟!
رفع نظره إلى الغصون العالية وقال بيأس:
– أنا لا أنجز شيئًا مهمًا… ربما لو لم أكن هنا، لما تغيّر شيء!
ثم جلس متعبًا تحت الشجرة، وأسند إبريق الماء بجانبه، وأغلق عينيه قليلًا.
وبينما غفا في حرّ النهار، رأى حلمًا عجيبًا…
رأى في حلمه أن العصفور الصغير الذي كان يغرّد كل صباح جاء يطير نحوه، وقف على الإبريق وشرب منه وقال بلطف:
– شكرًا يا سامي… لولاك ما وجدت ماءً أشربه في هذا الحرّ! 🐦💧
ثم جاءت نحلة جميلة، كانت تبحث عن وردة تنتعش برائحتها، فطارت حول الزهور المبللة بالماء وقالت:
الحمد لله على من سقى الورد! لولا هذا الولد الطيّب لما وجدت رحيقًا أصنع منه عسلي الذهبي 🍯🐝
وبينما ينظر سامي بدهشة، رأى الورود تبتسم له، أوراقها تلمع بالندى وتقول بصوتٍ ناعم:
– نحن نحيا بفضلك يا سامي… أنت لا تسقي الورد فقط، بل تسقي الحياة! 🌹
ابتسم سامي في الحلم، وامتلأ قلبه بدفء غريب.
وفجأة استيقظ على نسمة خفيفة، والعصفور فوق غصنٍ قريب يغرد، والنحلة تحوم بين الأزهار…
فشعر أن حلمه لم يكن حلمًا، بل رسالة من الله. 🌤️
وقف سامي، رفع الإبريق، وقال بثقة:
لن أقول بعد اليوم إنني بلا فائدة. فحتى قطرة ماء قد تغيّر حياة أحدهم.
ومنذ ذلك اليوم، صار يسقي الحديقة وهو يبتسم، وكل وردة تفتح كأنها تهمس له:
“شكرًا يا سامي… لأنك لم تتوقف عن العطاء.” 🌷💧
🌼 العبرة:
كل عمل، مهما بدا بسيطًا، يحمل أثرًا جميلًا في حياة الآخرين.
حتى قطرة الماء التي تسقي بها وردة… قد تصنع سعادة في قلب عصفور أو نحلة أو إنسان. 💖
❓ سؤال للأطفال:
ماذا تعلّم سامي من حلمه؟
-
أن لا أحد يلاحظ ما يفعل.
-
أن الأعمال الصغيرة لا قيمة لها.
-
أن كل عمل له أثر جميل حتى لو لم يره الناس.
✅ الإجابة الصحيحة: رقم 3.






المزيد
من روايات الفناء: الكاتبة:مريم عبده الرفاعي
بين يدي الشتاء/بقلم/ بسملة عمرو
الشجرة المنعزلة] بقلم/ عبدالرحمن غريب