سلسلة الاحتواء
✨ الجزء الرابع: حديث النفس إلى ذاتها
خواطر إنسانية – بقلم
سميرة سوهاجى
حين تتعب الروح، لا تبحث دائمًا عمّن يُنصت،
أحيانًا يكفي أن تُصغي أنت إلى نفسك،
أن تمنحها لحظة صدقٍ خالية من الزيف،
تقول فيها: “لقد مررنا بالكثير… لكننا ما زلنا بخير.”
احتواء النفس لا يعني أن نتجاهل ما آلَت إليه الأيام،
بل أن نتقبلها كما هي،
ننظر إلى الجرح بعين الحكمة لا بعين الشكوى،
ونتعلم أن بعض الكسور لا تُصلحها الأيام،
لكنها تُعلمنا كيف نمشي بثباتٍ رغم الألم.
كم جميل أن تكتشف أن فيك وطنًا صغيرًا،
تسكنه أنت وحدك،
تعود إليه حين تبهت ملامح العالم،
فتجد فيه صدقك الأول، وطفولتك التي لم تغادر تمامًا.
احتواء النفس هو أن تُسامحها على لحظات الضعف،
أن تُحسن إليها حين يشتد الصراع،
وتُعيد إليها ثقتها بأن كل ما فُقد لم يكن خسارة،
بل درسًا يفتح بابًا للنضج والسكينة.
وفي نهاية المسير، حين تهدأ الأرواح من صخبها،
تجلس النفس على رُكبتيها،
وتهمس لصاحبها بصوتٍ يشبه الدعاء:
> “لا تتركني يا أنا حين أضعف، ولا تقسُ عليّ حين أخطئ،
كن لي كما كنتُ لك يوم خفتَ من العالم،
فأنا وأنت… معًا نكمل الطريق.”
فالاحتواء رحلة… تبدأ من الذات وتنتهي بالإنسانية.
خواطر إنسانية – بقلم سميرة سوهاجى






المزيد
ماذا أفعل في حياتي ! بقلم / سها مراد
ميتافيزيقا الشوق بقلم نجم الدين معتصم
عاقبت قلبي.. وعاقبتني بقلم دلال أحمد