وَلَهَ بقلم إيثار باجوري

وَلَهَ بقلم إيثار باجوري

 

حين يهمس المساء، تنسلّ الذكريات من زوايا القلب، لا ضجيج لها، لكنّها تُربك السكون.

 

تمرّ أمام العين كأنها مشاهد من فيلم قديم، ألوانه باهتة، لكن دفئه لا يُنسى، كلّ ركن في الغرفة يبوح بسرّ، وكلّ رائحة تُوقظ زمناً مضى دون وداع.

 

في حضرة الحنين، لا حاجة للكلام، يكفي أن يمرّ نسيم خفيف، ليُعيد نبضاً كان خامداً.

كأنّ الأرواح تُنادي من بعيد، تُربّت على الكتف، وتُخبرك أنّ الماضي لم يرحل، بل يسكنك، يُرافقك، يُناديك كلّما أغمضت عينك للحظة.

 

وكلّما مرّ صوت مألوف، أو لامستك نغمة قديمة، يعود كلّ شيء كما كان، لا فرق بين الأمس واليوم.

كأنّ الزمان يُعيد رسم ملامحه على جدار القلب، دون أن يستأذن، دون أن يعتذر. الحنين لا يُطرق الباب، بل يدخل، يُشعل الضوء، ويجلس حيث كان الحبّ يومًا.