مجلة ايفرست الادبيةpng
...

مجلة ايفرست

مجلة ايفرست الأدبية

همسات الأُفق بقلم فراس النابلسي 

يا زهرةً في خَدِّها القمرُ ، والعطرُ من أهدابِها يُنثرُ

والنارُ إن همسَتْ، لها شررُ ، يُذكي الدُنا بلمى مُحيّاها

 

آهٍ على عينيكِ من سَحرِ! ، هَلَّ الهلالُ إذا تَحَدّاها

كلُّ الهوى في لحظةٍ أُسِرَ ، والقلبُ في شَبكِ الهوى تاهى

 

في راحتيكِ الشمسُ تستترُ ، وورودُ دجلةَ فيكِ تنشطرُ

وحديثكِ المِسكُ، الذي عطرُهُ ، يسري كماءِ الغيمِ في واحَــى

 

ناديتُها: مهلاً، أما رحمتِ؟ ، قلبًا توارى في ثناياهَا

فأجابتِ الأنغامُ مرتعشةً ، والبدرُ في قسماتها باهى

 

قد كانَ دمعي بينَ مُقلتها ، لحنًا، وأشواقًا، وتنهيدةْ

والشوقُ نارٌ كلّما نظرتْ ، صارتْ على أبوابها وقيدةْ

 

واهاً لها… كالصبحِ في ولهٍ ، ترنو، فتُخفي الكونَ عن راهى

واللهُ قد أعطى لها فتنًا ، ما خُلقَتْ إلا لِمَنْ تاها

 

قُبْلاتُها نجمٌ إذا سقطتْ ، باتَ الهوى سربًا من الأمنيّه

والوجهُ إن ضحكَتْ محيّاهُ ، فالفجرُ في الأحداقِ منسيّه

 

يا مَن تُغني الدمعَ من طربٍ ، هاتي الهوى… والعهدَ ممضاها

فلعلّ صدري، بعدَها سكَنٌ ، أو صارَ قُبلةَ موتٍ تُهْداها

 

يا مَن إذا مرّتْ على زمَنٍ ، عادَ الربيعُ لراحتي خطَّاهْ

وغدتْ ليالي الصمتِ باسمةً ، من همسِها، والنجمُ قد غنّاهْ

 

صوتُ الهوى فيها… إذا ارتعشتْ ، تغدو الحياةُ نشيدَ مَنْ يهواها

والبحرُ إن مرّتْ بأهدابه ، أهدى اللآلئ من صدى نجواها

 

كالعزفِ تمضي… كلُّها نغمٌ ، يمشي على وترٍ، وقد راقاها

تُهدي الرؤى لِمَنِ اكتوى ولهًا ، كأنّها جنّاتُها… دنياها

 

إن نامتِ الألحانُ في شَفَةٍ ، صحتُ: استفيقي، هذه دنياها

فالعينُ لا تغفو على سحرٍ ، إلاّ وفي الأحلامِ تلقاها

 

آهٍ على خدٍّ بهِ شَفَقٌ ، والكحلُ مِن أنفاسِهِ آتاها

إن مرّتِ الريحُ على طيفِها ، تمشي بِكُلِّ العطرِ تتباهى

 

يا من أسرى الهوى في مقلتيها ، كأنّما القمر في ليلها نادى

تغني الريح بأسرار همسها ، وتسير الأحلام خلف مدرَاهَا

 

في كفيكِ تتراقص الأمانِي ، كأنّها نجومٌ في ليالي الشتاء

وفي ضحكتكِ تذوب القلوبُ ، كأنّها ثلجٌ في شمسٍ وجلاها

 

يا زهرةً تحتضنها النسائمُ ، وتغفو على ثغرها ألوانُ الهوى

لكِ من العطر نصيبٌ خفيّ ، يجعل الورد يحنو على مداها

 

إذا التقت أنفاسُنا في سكونٍ ، تحلّق الطيور فوق حروف ودادِ

وكل نبضة في صدري تنادي ، باسمكِ فتغدو الحياة بُسادةْ

 

يا سيدة القلب وعطرهُ ، ويا نغمة الحب في كل لحنٍ

دعيني أعيش في ضياءِ عينيكِ ، وأرسم أزهار الهوى على جبينكِ

 

إنّي لعشقكِ أبقى أسيرًا ، وأهوى في بحر الوجد مدفني

فأنتِ المنى، والليلُ، والسهرُ ، وأنتِ الوعدُ، والنجمُ، والحنينُ