كتبت: خلود سعد
كانت تجلس في رُكن بعيد شِبه مُظلم، مطأطأه رأسها ومُكَبَلة الأيدي، تعجز عن الحركة، تُنادي بصوت ضعيف هل من أحد هنا؟ أنا فقط أحتاج المساعدة، أيها الخلق هل من أحد يساعدني؟
وإذا هي تسمع صوت وَقع أقدام على بُعد منها، حتى رأتُه فابتسمت ابتسامة مريبة، ولكن سرعان ما أخفتها وراء صوت حنون، كان يَنظر لها بتعجب تسأله خواطره يا ترى ماذا تفعل تلك؟ ما بها؟
اقترب منها بحذر وهو يعلم أن الموضوع به أمر مريب لا يبشر بالخير، وما إن اقترب منها ذلك الصغير حتى انقضت عليه وأمسكت به بكلتا يديها، وحاوطته بحجمها الذي يبلغ أضعاف حجم ذلك الطفل الصغير، وعَلَت ضحكة منها مُختلطة بصوتها تقول: أمسكتك، والطفل يصرخ حتى هوت به على السرير وانهالت عليه تُدَغدِغهُ وهو يطلق صرخات طفولية، وينادي (يكفي أمي، يكفي)
ويتقطع صوته من أثر الضحكات وهي لا زالت تدغدغه بحب، حتى صرخ بضحك قائلًا: حسنًا، حسنًا يا أمي سأحل واجباتي، يكفي هكذا.
وعاد إلى الضحك البريء فنظرت له بابتسامة نصر وقالت: طفل شقي أتعبتني.
المزيد
حيرة مع الحياة – الكاتب عبدالرحمن غريب
الخروج من منطقة الراحة – الكاتبة مريم أشرف فرغلي
هذه دنيتنا بقلم آلاء محمود عبد الفتاح