موديل التسعينات

كتبت : هالة منير 

مع المستقبل نُعلن عن فقدان بعض الأشياء الأساسية الحياتية، من نبني عليها حياتنا المستقبلية، فمع كل تطور وتحديثات، تتبدل العقول والأفكار والمعتقدات.
فلقد جاءنا البيان التالي فُقدان موديل التسعينات من البشر، من يقولون صباح الخير وعمت مساءً، من يقولون إذ أرادوا طلبًا إذا سمحت، وعند فعل معروفٍ لهم يشكرون الفاعل، من يستأذنون قبل الدخول، من يحترمون الصغير قبل الكبير، من يقدرون أصدقائهم ويعطون قيمة للصداقة، ولكن الآن، أصبحنا على هاي وأمسينا على ممكن نتعرف، أصبح التدخل في حياة البعض كالتحرش في المجتمع، أصبح الأصدقاء مراحل في حياة البعض، والصداقة أدد على الفيس بوك، مع فقدان الموديل التسعيناتي فقدنا طعم ورائحة الخير في الأرجاء، فقدت البيوت صوت القرآن الكريم وانتشرت فيها الأغاني الشعبية والمهرجانات، فقدنا الاحساس بقيمة كل النعم المحيطة بنا، أصبح العالم بأجمعه تحت تأثير تلك الشاشة الصغيرة، حالة ادمان إلكترونية اجتاحت عقول الجميع.

ولكن مع داء هناك دواء، العلاج بسيط وغير مكلف؛ ارجعوا إلى الله ولتلك السجادة المتروكة وحدها، اجعلها تضمك وتحتضنك، عودوا مسامعكم على صوت القرآن وليس الاغاني، ارجعوا لمنازلكم؛ قضاء الوقت مع بعض البشر والاحساس بهم وبدفئهم حولك؛ سيشعرك بشيءٍ من الأمان والانتماء للبشر وليس فقط لشاشات متحدثة، املأ ذراعيك بأحبابك، افرح بأقل الأشياء، جالس الأطفال، انظر لنفسك في المرآة وتقبلها ودللها، اعثر على شيء يشغلك واخرج فيه أحلى ما عندك، ابتسم كثيرًا، ادعي وبكثرة، داوم على الاستغفار واذكر الله، والصلاة على حبيبنا وشفيعنا، عش واحلم وتمن وثق أنك ستكون كما تتمنى.