مجلة ايفرست الادبيةpng
...

مجلة ايفرست

مجلة ايفرست الأدبية

موتي سببه اكتئابي

كتبت: أمل نبيل

 

فى يوم مظلم، وغرفة باردة معتمة، وجدت فتاة في ريعان الشباب مستلقية في زاوية غرفتها، منكمشة على نفسها، صامتة بكامل روحها، تجوب الغرفة المعتمة التي يقود الخوف أرجائها، بعيناها التي تتحدث بصمت وتحمل نظراتها الكثير من الآلام، والكثير من الأوجاع، هلك جسدها، وخابت آمالها، وماتت رغبتها في التمسك بالحياة، نظراتها كانت منكسرة، وخفت لمعة عيناها، نهضت من مجلسها بجسد واهن، وتحركت بخطوات بطيئة تجاه شرفتها، وقفت على سور الشرفة المرتفعة، ونظراتها منصبة على اللاشيء في الفراغ أمامها، ألقت بجسدها من فوق الشرفة ليطير تجاه الأرض، مرحبة بالموت، مودعة للحياة ويأسها، وفى أقل من الثانية كان الجسد ممدد فوق الأرضية بعشوائية، والدماء منتشرة حوله، وجميع المارة ملتفين حولها منهم من يبكي، ومنهم من يدعي بالرحمة، اجتمع أهلها وأخذت الأم تبكي، والأخ يتحسر، والأب صامت مصدوم غير مدرك لما حدث لإبنته، بينما في الأعلى كانت تستند راحة يدِّي على سور شرفة الغرفة أبتسم بسخرية، نعم فأنا روح تلك الفتاة التي أنهت حياتها، وتركت فرحتها، وتخلت عن ضحكاتها، وإلتزمت غرفتها، لم أعد للانتقام، بل لرؤية كيف ستشعرون بعد موتي، فأنتم هم المسئولين عن ما حدث لي، أنتم المسؤلون عن اكتئابي وعزلتى، أنتم من تسببتوا فى وحدتي، حتى قضَيْتُ على رغبتي للتمسك بالحياة.