من سلسلة خواطر أحزان سودانية بقلم الطاهر عبد المحسن ابراهيم
بعنوان:
على أرصفة الغياب
في الوطن الذي تكسّرت على أرصفته الأحلام، يمشي الناس بأرواحٍ مثقلةٍ كأنهم يحملون تاريخًا من الوجع في جيوبهم.
لا شيء يشبه البدايات، كلّ شيء تغيّر حتى ملامح الانتظار. على الأرصفة يجلس الحنين متعبًا، يوزّع ذكرياته على العابرين، ويحدّث الغياب عن الذين لم يعودوا.
في المساء، تصير الطرقات مقابرَ للخطى الضائعة، تتعانق فيها أنفاس الراحلين مع صدى الذين بقوا، وكأن المدينة كلها تئنّ تحت ثقل الوحدة. هناك امرأة تنتظر رسالةً لا تصل، وطفل ينام على حلمٍ مكسور، ورجلٌ يتظاهر بالقوة كي لا تنهار ذاكرته.
يا غيابًا طال حتى صار وطنًا بحدّ ذاته، أما آن لك أن ترحل؟
لقد تعبنا من المواعيد المؤجلة، من الحقائب التي لا تعرف الاستقرار، ومن الدموع التي لا تجفّ.
نحن الذين عشنا في الهامش، نحمل الوطن في قلوبٍ متعبة، ونمضي في دروبٍ بلا ملامح.
نكتب رسائلنا إلى الغيم علّ المطر يحنّ ويعود إلينا بعض الفرح. لكن حتى الغيم صار حزينًا مثلنا، يمطر وجعًا بدل الندى.






المزيد
شيء يُضاهي التلاقي، ولا شيء يُشبه نظرة الإنسان إلى الإنسان بقلم إيثار الباجوري
الحروب دمار القلوب بقلم مريم الرفاعي
لا يستحق أحد التضحية بقلم سها مراد