كتبت: سارة مجدي
-عِند ذكر الخوف يَجب تعريفه على أنه: العدو الأعظم للإنسان.
السؤال هنا: هل الخوف يقتل؟
نعم؛ فالخوف يقتل طموحك، وهدفك، وحلمك، وشغفك، يقتلك أنت شخصيًا، ويدخلك عزيزي القاريء في دائرةٍ واسعةٍ تجعلك تختنق في النهاية؛ فالخوف عدو يجب مُحاربته، ويجب أيضًا عدم الاِستسلام له، وعدم ترك مخالب الخوف تتمكن منك وتُسيطر عليك وإلَّا أوقعك في شباكه، وسوف تقضي الباقي مِن عمرك في فوبيا الخوف، ويذهب الباقي من عمرك هباءََ أثر اِستسلامك للخوف.
-فالحل هُنا أن يُحارب هذا الخوف، ولكن كيف يُحارب؟
أولاً: بأن تخوف هذا الخوف.
والمعنى: بأن تعرف مخاوفك وتُدركها جيدًا ثم تواجهه بأن تفعل ما يخوفك هذا، فإذا كنت تخاف مِن الصعود علىٰ المسرح فَاِصعد وتحدث إذا أتت لك الفرصة، وتوقع: ما أسوء شيء يمكن أن يحدث؟
فعند توقعك لِأسوء شيء ممكن أن يحدث حينها فقط ستتغلب على هذا الخوف بمعرفة النتيجة، عند خوضك للتجربة فقط ستعلم كيف تنتصر على جميع مخاوفك.
ثانيًا: أن تؤمن بذاتك جيدًا، وأن تتحلى بالشجاعة؛ لمواجهة تلك المخاوف وأن تكون صنديد لخوض تلك المعركة، وعلى أتم الاِستعداد لها، وتعلم نقاط ضعفك وقوتك؛ حتى تتمكن من هزيمة مخاوفك.
ثالثًا: أن تتوقف عن التفكير الكارثي، وتذكر:
«نامت عيون وباتت عيون في أمور تكون أو لا تكون، إن ربًا كفاك بالأمس ما كان سيكفيك في غدٍ ما يكون»
وتذكر دائمًا أن:
﴿قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا﴾
رابعًا: الحل الأمثل على الإطلاق؛ وهو الحل الإيماني.
فهو: أن تثق باللّٰه وتعلم أن اللّٰه عظيم وأنه القادر، أن تثق في كرم الله، فكم مرة أعطىٰ؟
وكم مرة شفىٰ؟
وكم مرة ستر؟
-وقد عَلمنا أعظم قائد في التاريخ وهو رسول اللّٰه -صلَّ الله عليه وسلم- كيف نواجه الخوف، فـَفِي غزوة أُحد بعث أبو سفيان واحدًا من الصحابة؛ حتى يقول لهم:
«إِنَّ الناسَ قد جمعوا لكم فَاِخشوهم»
فاخذهم النبي ونزل بهم يُقاتل أبو سفيان، وفي غزوة حمراء الأسد أبو سفيان هرب، لذلك دائمًا ما تكون المواجهة هي الحل للتخلص من المخاوف.
-فعند تطبيق تجربة المواجهة على طفل يخاف من الظلام، فأمسك أحدهم بيد الطفل وأطفأ الإضائة وقال اِنظُر هل حدث شيء الآن؟
لا؛ إذًا لِمَا الخوف! فالخوف عدو يقتل الصحة النفسية للإنسان ويجب أن يُحارب، وَإِيَّاكَ أن تقع ضحية مخاوفك؛ بل اُجعلها هي مَن تقع مهزومة أمامك في أرضِ المعركة الناشبة بينكما.
المزيد
قصص وحكايات: “الهرم الأول في التاريخ”
قصص وحكايات “الكنز الذي بداخلك”
محمد خطاب يكتب … هُدم البيت .. وبقي الباب مفتوحاً