مجلة ايفرست الادبيةpng
...

مجلة ايفرست

مجلة ايفرست الأدبية

ماذا لو لم تلتقِ بها؟

كَتَبت : عنان فايد

 

_ماذا لو لم تلتقِ بها؟

 

أظن أن السواد كان سيظل يحيط بي.

 

_أكانت هي الضي لكَ؟

 

_لا بل كانت الطريق إلى الضي، وشاركتني ظلمتي وقت ما تخلى عني الجميع حتى وصلنا معًا إلى النور.

 

_تحبك هي إذن؟

 

_أعتقد ذلك.

 

_لستُ متأكد!

 

_لا، بل تحبني أكثر من ما أحبها!

 

_كيف تراك؟

 

_لم تخبرني ولكن قرأت خلسة في أوراق دفاترها، تكتب عني، لم تكتب اسمي ولكن أنا أعرف انها لي.

 

_ماذا كتبت؟

 

أعرف أنك لا تقرأ كتاباتي لذلك، أتحدث دائمًا معها عنك، تظن إنك تحبني أكثر ما أحبك ولكن الحقيقة عكس ذلك، أنا من أحبك أكثر، عندما أتيت إلى دياري للمرة الأولى لم أدرك معني الاطمئنان إلّا في وجودك، شعرت وكأن جزء مني وقد عاد إلي، وكأني أقف على عتب رجل أنظر خلسة إلى تفاصيل ملامحه وشخصيته دون أن يلتفت لرؤيتي، طالما يثير أنوثتي بشخصية الرجل لا ملامحه، فلذلك وقعت عشقًا في عقلك حتي سلمت لي مفاتيح قلبك عندما كسبت رهانك الاول والذي أسلمت فيه جميع رايتي أن أقع فيك حُبًا وفعلتها.

 

تجاوزت المصاعب وكنت قوي في أكثر الأوقات التي كنت تظن أنك ضعيف، كنت تقول أنك تقوى بي، والحقيقة أن عصبي كان يشتد برؤيتك قوي. كل إنسان يرى الوجود بمرآه عينه ، ولكني لأول مرة أرى الوجود بمرآه عينك أنت وكم من جمال لم اراه قبلك رايته فيك.

 

_أبتسمت عند هذه الجملة، تذكرت كونها امرأة عصية وطفولية في آن واحد وتلقائية مبهجة أكاد أجزم إني في كل مره اذهب إليها وانا نيراني ملتهبة وجبال الهموم على عاتقي انظر في عيناها أشعر وكأني خلقت من جديد. كل شيء في قربها له لون آخر ونكهة اخرى، أتلكك دائمًا لقربها أحب رؤية إبتسامتها ، حركاتها الطفولية تخلع قلبي حبًا.

 

 

مررت بالكثير من الآلام دون أن أخبرك، كونك تحب شخص يرفضه الجميع أمر مُهلك  شبهت قصتنا معًا بالأميرة والوحش الذي كنت أراه في طفولتي كان يتعجب الجميع كيف لبيلا الرقيقة المثقفة أن تقع في غرام وحش عنيف طباعه سيئة وانا منهم كنت أقول انها تستحق الأفضل، ولكن بيلا وحدها من كانت ترى جمال الوحش الداخلي هي الوحيدة التى استطاعت تغيره للأفضل، وأنا وحدي التي ترى ما لايراه الجميع، أراك بعين الأم التى تقسم أن ابنها لا يخطأ، وعين الأخت المستمعة الجيدة وعين الصديقة التي لا ترى الخطأ في صديقها وعين زوجة وابنة مهما فعل أباها فهو اباها، أرهقتني الأيام و أرهقتنا معًا حتى اجتمعنا.

 

 

_انهمرت الدموع من عيني متذكًرا تفاصيل اتمنى أن لا تكون قد تحدثت عنها، فلمست الأوراق بحذر أقلب الصفحات ببطء متمني في صمت أن لا اقرأ ما خطر في خاطرى، ولكن صاب ظني وخاب رجائي كتبت..

 

كل ما رسمته في خيالي من طريق للسعادة نخطو معًا لم يتحقق، وكل ما راهنته على المكسب بك كسب رهانه وكنت أنا الخاسرة الوحيدة في تلك القصة حتى إنك رغم كل أفعالك أصبحت الفائز بالمركز الأول في كسر الخواطر والقلوب والفائز الوحيد على حساب من مد لك يد الحب ومن اختارك من وسط الزحام لتكون الشريك الأبدى، ألم تتذكر وعودك، واقولك، لمساتك، ولمعات عينك عندما قررت الغدر، اتمنى رؤيتك فقط لسؤالك كيف ترى جفونك النوم و أنت السبب في دموع جفوني.

 

_ماذا حدث، كيف وصلت لهذا الدفتره، وماذا فعلت لتنتهي قصه الحب تلك من المخطأ، ولماذا لم تستمر؟

 

_كل هذه التساؤلات والمزيد منها لا يوجد لها أجابة عندي.

_لماذا!

 

_لانى كنت الفارس الوحيد الذى أوقع المهرة في حبه لتطلق عنانها في السباق وكنت ايضًا نفس الفارس الذى غار من مهرته فقرر جلدها وقهرها حتى يرى انه ما زال فارس.

 

_لم أفهم شيء!

 

_أقصد أن امتلاكك لجوهرة ثمينة ورائعه، يحتم عليك الاهتمام بها ليس لأنها جوهرة فقط بل لأنها تستحق واهتمامك بها لا يقتصر عليها بل يعطى إنطباع لكونك مالكها يعود إليك، وأنا غرتُ من جمالها فقضيت عليها إرضاء لعجرفة رجل غلبه شيطانه.

 

_ماذا لو لم تلتقي بها؟

 

_لو عاد بي الزمن ألف مره سألتقي بها كأول مرة، ولكن في كل مره سأحافظ عليها أكثر ، سأحبها اضعاف، سأخلق لها الأمان حتى لو لم أملكه، سأقص من جناحتي لو تمنت الطيران..

 

سأرجو مسامحتها حتى وإن ركعت على قدماي أتوسل لها، فأتمني أن لا تكرهني بينها وبين نفسها، تذوقت حلاوة الحياة معها، وتذوقت المرار دونها.

 

_لذلك تبكي ندمًا؟

 

_بل أبكى على حبي لها الذي لم أدركه إلّا بعد غيابها.