تتبعثر الذات وتضطربُ، بل يكُون مالها التشظي، كلما كان إحساسها شفيفًا بالحياة، وبمأساتها وبخبراتها المعاشة، فلاشكّ أنّ الإحساس كيفما كانَ نوعهُ هو كيمياءُ الجسد والأحداث.
فكر بغيرك:
ممن يهربون من البراميل المتفجرة، وهم يشقُّون عباب البحر في قوارب مُتهالكة، بحثًا عن شواطئ الحياة، والنتيجة موت العشرات، وبعدها يمُر الخبر مرور الكرام في نشرات الأخبار، كأن النفس الإنسانية أصبحت بلا قيمة، وغالبية الهاربين في قوارب الموت، دفعهم إلى ذلك الفقر والقتل على الهوية، والحروب الطائفية الطاحنة.
طفلًا مشرد:
خرجتُ أنا وصديقي في أحد الأيّام إلى حديقة، للتنزه هناك وعندما وصلنا إلى الحديقة، شاهدتُ طفلًا يحاول أن يلتقط بقايا الطعام، من الحاويات القذرة جانب الحديقة، أَوْجَسَ القلبُ فَزَعًا لما رأيته، قلت لصديقي: لما لا نِساعده؟!
قال: بكل بهنس دعه وشأنه؛ هنالك ألاف الأطفال مثله يحتاجون لمساعدة، خلينا في ما أتينا لأجله، قلت:
لن أكون سعيدًا بهذه النزهة، وأنا أرى طفلاً من وطني يحتاج لمساعدة، لن أخذل هذا الطفل وسأساعده.
عدت إلى الطفل الفقير وسألته: ألا تعلم شيئاً عن والديك؟ وأين تنام؟
فأجاب”وقد ترقرقت الدمعة في عينيه” : لقد مات والداي في الحرب وتركاني وحيدًا في هذه الدنيا القاسية، التحف الأرض واتغطى بالسماء، أبحث عن لُقمة العيش في النهار وأنام على أرصفة الشّوارع، تفطر قلبي لما سمعته.
فقلت له: والأمل في عيني سأخذك معي إلى دار الأيتام القريبة من بيتنا، وهناك ستشرح مشكلتك أمام مديرة الدار إنها سيدة طيبة القلب ستساعدك…






المزيد
شيء يُضاهي التلاقي، ولا شيء يُشبه نظرة الإنسان إلى الإنسان بقلم إيثار الباجوري
الحروب دمار القلوب بقلم مريم الرفاعي
لا يستحق أحد التضحية بقلم سها مراد