مجلة ايفرست الادبيةpng
...

مجلة ايفرست

مجلة ايفرست الأدبية

لماذا تبكي يا قلمي! – الكاتبة سها مراد

لماذا تبكي يا قلمي!
بقلم/ سها مراد
يبكي قلمي منذ أيام رافضًا أن يتحرك وأن ينهض من مكانه ليترك بصمة في نفوس وعقول من ينتظرون كتابته ولا أعلم لماذا وماذا حدث له لكي يشعر بكل هذا الحزن، هل يحزن القلم لحزني أو لدموعي التي لا أعلم كيف أوقفها، أم أنها يأتي عليه فترة من الزمان يصبح عجوزًا غير قادرًا على التعبير أو المواجهة، يقف ثابتًا أمام كل التغيرات غير قادر على فعل أي شيء، على الرغم من قدرته على التعبير والتغيير، وعلى إعطاء آراء صائبة تفيد من يقرأها ويعمل بها.
أسأل نفسي دومًا هل أستطيع أن أنقذ قلمي من احساسه بالعجز والكسل وعدم القدرة على التحرك، هل أستطيع أن أنقذ نفسي من الوقوف وحيدًا دون صاحب أو رفيق إذا تخلى عني قلمي وهو صديقي الوحيد، أرجوك يا قلمي لا تتركني أنت أيضًا وحيدة شريدة بلا دافع أو حلم، فأنا أعيش لأكتب وأتمتع بالكتابة، أعيش لكي أرى ما أكتبه، أعيش لأمسك بقلمي وأعبر عما بداخلي، أريد من أوراقي وأقلامي أن تستمع إليّ ليتها تستطيع التعبير والرد، لأجد من يرافقني في تلك الحياة من يأخذ بيدي تجاه الخطوات الصحيحة، من يواسيني ويطبطب على قلبي برفق وحنان، من يقول لي أن بجوارك دائمًا وأبدًا مهما حدث ومهما وقع من أخطاء.
أريد أن أجد الصدق والأمان أريد الإخلاص في المعاملة، وهذا كله بحثت عنه كثيرًا ووجدت أن قلمي هو الوحيد الذي يُعطي لي هذا كله بلا مقابل، لا يطلب مني يومًا أن أفعل أي شيء لأجله، ولكن الآن عندما بدأ قلمي يهجرني أريد أن أعوضه، أريد أن أساله هل أنا بالفعل كنت مخطئة، هل أسأت في حقه، هل جعلته يغضب مني ويبعد ولا يريد العودة مجددًا، عد إليّ يا قلمي عد ولا تبعد بعيدًا، عد وتوقف عن البكاء، فأنا أحتاج إليك وبدون وجودك أصبح لا شيء.