كتاب شفرة الخلق بقلم الكاتب هانى الميهى

كتاب شفرة الخلق بقلم الكاتب هانى الميهى

الفصل الأول: حين نطقت الخلية الأولى

الجزء الأول: البذرة التى خُطّ فيها سرّ الوجود

 

لم يكن الخلق صدفةً تُلقى فى غياهب العدم،

بل كان نَفَسًا أول من روحٍ عليا، اختزن فى جوفه رمز الحياة، تلك الشفرة التى حملت سرّ استمرار الوجود وتجدُّده.

فى لحظةٍ لم تُسجَّلها ذاكرة الزمن، انبثقت الخلية الأولى كحرفٍ من كتابٍ أزلىّ،

يحمل بين طياته معنى التكوين، وإرادة البقاء، وميلاد الصراع الخفى بين النور والظلمة.

كانت الخليّة – على صِغَرها – أعظم من الكواكب،

ففى نواتها وُضعت مفاتيح النسل والمصير،

وفى تكرارها تشكّلت ملامح الأنواع، والأمم، والأفراد.

كلّ نبضةٍ منها تحمل توقيع الخالق، وكلّ انقسامٍ شهادةٌ على أن الكمال لا يُدرك،

وأن الخلق سلسلةٌ من التجارب التى تُعيد صياغة ذاتها إلى ما شاء الله لها من اكتمال.

ومن تلك الخلية، خرج الإنسان… الكائن الذى خُصّ بالعقل،

والذى ما زال يبحث عن نفسه بين سطور الجينات، وعن روحه بين طبقات الذاكرة.

لقد وُلد الإنسان وهو يحمل داخله الشفرة ذاتها،

شفرةٌ تُملى عليه ميله، وذوقه، وغضبه، وطمَعه،

كأنّ الخلق لم ينتهِ، بل ما زال يُكتَب فى كلّ مولودٍ يولد،

وفى كلّ نظرةٍ تشتعل فيها شرارة الحياة من جديد.

إنها شفرة الخلق، الخط الذى لا يُرى، لكنه يُحدِّد كلّ شيءٍ نراه،

والمعادلة التى تحكم الفطرة، وتربط الماضى بالمستقبل، وتربطنا جميعًا بما كان قبل أن نكون.

 

#شفرة_الخلق

— #هانى_الميهى