كَتَبت : نوران السيد الشوادفي
قمة الكبرياء عندما تكون الفتاة تعلم ما بداخلها، وأنها تعشق شخص ويدق قلبها كالطبول كل يوم، وتزداد عند منتصف الليل؛ ولكنها تكابر وتخاف من خسارته، وقمة الحزن والألم التي تتعرض له تلك الفتاة عندما تعلم أن ذلك الشخص يهتم بصديقتها أكثر منها؛ ولا تعلم ما الذي يجول بداخل قلبه، هل يحبها أم مجرد صداقة؟! لم يرى أحد قلب تلك الفتاة التي أحبته، وتعلقت بذلك الشخص فإنها تموت وتستيقظ كل يوم من ألم نزيف قلبها، وترى كل يوم ما يفعله ذلك الشخص لصديقتها، وقمة الحزن عندما تعلم أنّ تلك الفتاة تشعر بالغيرة من صديقتها؛ لأنها تتحدث إلى من يحبه قلبها؛ ولكن لا أحد يعلم ماهو مُخبأ داخل القلب وما الذي يحدث بداخله بعد منتصف الليل، فهناك صراعات وحروب داخله ففي ذلك الوقت نرى سقف الغرفة كمرسم للذكريات، فماذا تفعل لو كنت في موقف تلك الفتاة؟! سوف أرد أنا عن ذلك السؤال:- هي لن تفعل شيء، هي تريد صديقتها وتريده أيضًا، هي فقط تصبر كما صبرت زليخه ورزقها الله سبحانه بيوسف عليه السلام كما تمنت؛ ولكن كيف ستتحكم هذه الفتاة في مشاعرها بدون أن تجرح صديقتها، وكيف ستتعامل مع هذا الشخص الذي تحبه؟ وكيف ستراهم الإثنين معًا؟ وهى تشعر بالغيرة من صديقتها، تحتاج تلك الفتاة إلي أن تخرج قلبها من مكانه بيدها لتوقفه عندما تراهم، تحتاج إلى الذهاب لمكان بعيد ولا تراهم من جديد، تحتاج لشخص جديد في حياتها؛ لكي تنسى ذلك الحب الملعون لتذهب إلى عالم المتاهةٍ بعيدًا حيث لا يراها ضوء القمر، لتذهب لكهف مظلم لا يدخله شعاع الشمس لتذهب لقاع البحر؛ لكي لا يصل لها أحد لتذهب بين الأشجار وتختبئ من أعين الصقور، لتخلق هي حياة جديدة من أجل سعادتها وسعادة من حولها فقط، لتذهب عن أعين من تشعر بالغيرة منهم لتحافظ على نضارة قلبها، نعم! لتهجر العالم بأكمله لتتصلق النجوم، وتمرح بين الغايمات، ولتبحّ بأسرارها للكواكب لتسطع الشمس دربها ليُنير القمر قلبها، لتعيش حياة مليئةٍ بالحب والهدوء بين السموات والأرض، وتتنقل بين الجبال لترى ساحات الرمال، وعندها ستلتقي بالقلب النقي ليضىء لها عالمها المظلم.
المزيد
حيرة مع الحياة – الكاتب عبدالرحمن غريب
الخروج من منطقة الراحة – الكاتبة مريم أشرف فرغلي
هذه دنيتنا بقلم آلاء محمود عبد الفتاح