بقلم/ عبدالرحمن غريب
قصة اليوم مختلفة عن جميع الحكايات، لأن الأحداث المثيرة تملأها. تقع حضارة الوركاء شرق الفرات، وكانت تُسمّى قديمًا أوراك، وتُذكر في التوراة باسم أرك، وتنسب إلى النمرود.
أما عن أصحاب حضارة الوركاء، فقد اختلف الباحثون في تحديد هويتهم ما بين السومريين والساميين:
السومريون: دخلوا العراق في عصور ما قبل الأسرات بشكل عام، وكان لهم دور مهم وقوي في تشكيل هذه الحضارة، كما كانت لهم اتصالات مع وادي السند، وجنوب العراق، ومصر في عصر ما قبل الأسرات.
الساميون: استقروا أيضًا في جنوب العراق، وكان لهم مكانة خاصة في هذه الحضارة، وهناك شبه بين فخار الوركاء والفخار السامي في سوريا وفلسطين.
ويرجّح معظم الباحثين أن السومريين والساميين جاءوا من جبال زاجروس، من المنطقة الواقعة غرب إيران.
تنقسم حضارة الوركاء إلى قسم شرقي وقسم شمالي، ولكل منهما آثاره وفخاره المميز.
القسم الشرقي:
كان الفخار أهم إنتاج حضارة الوركاء، وكان مميزًا ليس فقط في الشكل أو اللون، بل أيضًا في طريقة الاستخدام والتعريف بالألوان.
الفخار الرمادي: مصنوع من طينة رمادية مائلة إلى الحمرة، جيد الاحتراق والصقل.
الفخار الأسود: مصنوع من طينة حمراء، بدرجة عالية من الاحتراق والصقل، ومخصص للأفران.
الآنية النارية: من أبرز ما يميز هذه الحضارة، إذ كانت تُصنع باليد، وتبدو بشكل السلاطين المتميزة.
كما وُجدت أسلحة استخدمت في الصيد، ومن أكثرها تميزًا خطاف صيد السمك والإبرة.
القسم الشمالي:
تفوق أكثر في مجال المعادن والأحجار الكريمة، وأشهر ما يميزه موقع تل قالينج أغا الذي احتوى على كمية كبيرة من القطع الذهبية الصغيرة والمتنوعة الأشكال.
ومن أروع ما اكتُشف في هذا القسم قبر امرأة غنية، ويُعتبر أجمل أثر تم العثور عليه في حضارة جنوب العراق في العصر الحجري النحاسي. القصة ليست مجرد ذهب وأحجار كريمة، بل عن قلادة أسرت الأنظار بدقة صنعها وجمالها.
وُجدت القلادة على رقبة الهيكل العظمي، وهي تتكون من:
7 حلقات من الذهب
8 خرزات ذهبية كبيرة
14 خرزة ذهبية متوسطة
34 خرزة ذهبية صغيرة
15 خرزة من العقيق الأحمر
15 خرزة من العقيق الأزرق
تخيّل جمال هذه القلادة! فهي تساوي ثروات من الدولارات، لكنها في الحقيقة تراث وفن لا يُقدَّر بأي ثروة.
إذن، فإن حضارة الوركاء قصة مليئة بالجمال والعجائب، تأخذنا في رحلة ثرية بالفنون والآثار التي تروي حكاية الإنسان القديم.






المزيد
الروح محتاجة روح ترد فيها الروح
البخيل
ما علاقة الفلسفة بالطبيعة الإنسانية؟ بقلم عبد الرحمن غريب