يا من أغيرُ عليكِ حتى من نفسي
وأحترقُ إن لاحَ طيفُكِ في همسي
أخشى العيونَ إذا مررتِ بجانبها
كأنها تسرقُ الضحى من شمسِ
أحميكِ من لحنِ النسيمِ إذا سرى
وأخشى عليكِ هبوبَ ريحِ الأمسِ
حتى المرايا إن نظرتِ بوجهها
أعاتبُ الزهرَ إن عكسَ للناسِ لمسي
في غربتي في قربتي في جنوني
أحملكِ في قلبي وأُقصي الحرسِ
فلا تلوميني إذا ضاقَ صدري
فحبّي يغارُ عليكِ حدّ الهوسِ
أراكِ الملاكَ بعيني وأخشى
حسودًا يُخفي وراءَ السلامِ فأسَ
أخافُ الحديثَ وإن كان عذبًا
فكلُّ الحروفِ تخونُ إذا لمَسَ
وإن ضحكتِ، غارَ الفؤادُ وارتجفْ
كأنّ الزمانَ تآمرَ كي يقتنصَ
أحبّكِ حبًّا يثورُ كنارٍ
تحاصرُ روحي وتَجتاحُ نفسي
فلا تبتعدي، فأنا في هواكِ
أسيرُ الغيرةِ، أعيشُ القلقْ والألَسْ
أحبّكِ حبًّا يشدُّ الخطى
ويُبقيكِ لي رغمَ طيشِ القَدَرْ
أحبكِ حتى أخافَ عليكِ
من الليلِ إن لامسَ الخدَّ همسَ
أغيرُ عليكِ جنونًا رهيبًا
كأنكِ روحٌ تعيشُ بأنفاسي
أراقبُ خطوكِ، أحصي أنفاسَكِ
أخشى العيونَ وأرهبُ حتى المرايا
إذا حادثَتكِ الرياحُ بليلٍ
حلفتُ عليها لتسكتَ طوعًا
وإن داعبتكِ الظلالُ برفقٍ
مزّقتُها كي تهوني وحيدَه
فلا تُكثري من حديثِ العيونِ
ولا تُظهري وجْهَكِ الحلوَ دومًا
أنا لا أطيقُ احتمالكِ قربَ
الورودِ، فحتى الزهورُ عِدَايَا
أحبّكِ حبًّا يفوقُ الحدودَ
وأغارُ عليكِ كأنكِ ملكي
فلا تلعبِي بالنظرِ الطويلِ
ولا تعبثي بابتسامةِ شفتيكِ
أحبكِ حتى أخافُ عليكِ
من الماءِ إن لامسَ الوجنتينِ
أغيرُ عليكِ كأنكِ طفلٌ
بكفّي أخافُ عليهِ العيونَ
إذا مرّ طيفُكِ أمامي قليلاً
أجنُّ، وأحرقُ صدري الظنونَ
أراقبُ دربَكِ، أخشى مرورَ
نسيمٍ يداعبُ ثوبَ الحريرِ
أحاصرُ وجهَكِ حتى الظلالُ
فلا تتركيني فريسةَ غيري
أنا لا أطيقُ انشغالكِ لحظةً
ولا أن يشاركَني فيكِ دهرُ
رسالتي إليكِ:
إن غيرتي نارٌ تَصُبُّ الهلاكَ
لكنها من لهفتي واشتياقي
فلا تجعليها تُزيدُ اشتعالي
كوني قريبةً، بقلبٍ يُلاقي






المزيد
نهاية عام وبداية أخر بقلم فاطمة فتح الرحمن أحمد
القوات الجوية بقلم حسام حسن
دنيا غريبة بقلم مريم الرفاعي