فجر جديد بقلم الكاتبة علياء فتحي السيد
مع كلِ فجرٍ جديد ، نُوقظ الأمل بداخلنا ..
مع كل فجرٍ جديد ، ندعو الله أن يمنحنا قوة ..
أن يُنِير دروبنا ، أن يحفظ قلوبنا ، أن يُعِيننا ،
وأن يحمينا من أي أذى ، ومن أنفسنا ، ومن التيه والضياع.
عجيبةٌ هي الحياة.. نمضي بها من حالٍ لحال ..
نتقلبُ بين الحزن والفرح ، بين اليأس والأمل ، بين الضعف والقوة ، بين التعثُر والنهوض ..
وكأننا دومًا في كفاحٍ مستمر من أجل النجاة فقط ..
نُصارِع باستمرار أحداثًا وضغوطًا .. نواجه صِعابًا ونحاول بكل قوتنا أن نتخطاها ..
نُقاوِم ألف شعورٍ وشعور يُهلِكُنا ..
نحاول أن نسرق البسمة من قسوة الأيام ، ومن أنياب الهموم، ومن أشواك اليأس ..
نُحارب دومًا من أجل النهوض والاستمرار ..
وكأننا نُجابِه أمواجًا عالية ، نحاول التغلب عليها كي نتمكن من الوصول إلى البر بالأمان ، وإن صِرنا لا ندري أي برٍ يمكن أن ترسو سفننا عليه .
أحيانًا يُميتُنا الشعور بالخوف والقلق ..
يظل يقتل فينا كل محاولة للحياة .
وما أقسى شعور أن تحيا بلا أمان أو اطمئنان .
نحن نحاول أن نتمسك بالقوة بشدة ، وأن نهزم كل شعورٍ بالضعف ..
نحاول أن نرسم البسمة في قلوبنا وعلى وجوهنا ..
نحاول أن نتغلب على أي وجعٍ قد يتمكن منّا ..
نرغب بشدة أن تطمئن قلوبنا.. أن نأمن من جديد ، ونثق من جديد. وإن بات كل شيء يُفقِدُنا الثقة..
يومًا بعد يوم يزداد خوفنا من الناس..
صِرنا نهرب كثيرًا من البشر، ولو بإمكاننا لهَرِبنا من أنفسنا كذلك..
نشعر أننا بلا طاقة لتحمل المزيد من المتاعب، فأرواحنا قد هلكت من الأيام..
نتمنى أن تقوى قلوبنا وتتماسك دومًا ، فالحياة لا ترحم ضعيفًا أبدًا ..
ونظل ندعو الله من أعماق قلوبنا أن نكون دائمًا أقوى بالله، وفي معية الله، وأقرب إلى الله.. القرب الوحيد الآمن بهذه الحياة.
وأن يعود دومًا إلينا الأمل ، فنحن نستجديه في كل يوم وكل ساعة وكل لحظة..
وتعود إلينا الضحكة التي تخرج من القلب، والتي باتت بعيدة كالنجوم ..
ويعود إلينا الشغف الذي ضاع مِنّا في دروب الحياة..
سنظل دومًا بهذه الحياة على فترات، تتقلب أحوالنا باستمرار..
ولكن الأهم أن لا نفقد صبرنا ومحاولاتنا.
نؤمن بشدة أن الأمل بالله لا زال حيًّا فينا..
وأنه كما تغيب الشمس، وتعود لتشرق من جديد كل يوم؛ فكذلك نحن سيظل يشرق فينا الأمل ..
وستعود إلينا البسمة الحقيقية، وسنستعيد طاقتنا وشغفنا من الحياة، وربما قد يزورنا الأمان ولو كطيفٍ جميل.. وقد تعود إلينا الثقة من جديد..
وتحتل القوة قلوبنا.. ويرحل الخوف كضيفٍ ثقيل طال بقاؤه، وربما لا يعود يومًا ما..
كم هو جميلٌ هذا الشعور، وإن كان تخيُلًا ، نود أن نُغمِض أعيننا وأن نعيشه ولو للحظات.. نعيشه بكل جوارحنا.. يالها من راحة !
ولِم باتت بعيدةً حتى عن أحلامنا ؟!
ربما تتحقق يومًا، فدومًا أحلامنا كانت بسيطة..
ومع خيوط الفجر، ندعوك ربي دومًا أن تُحيي فينا الأمل من جديد، كما تُحيي الصباح بعد ظلام الليل..
وأن تُعيد إلينا أنفسنا، وأن تجعلنا أقوى وأقوى.
اللهم الراحة بعد العناء، والسكينة بعد القلق، والأمان بعد الخوف، والأمل بعد اليأس، والقوة بعد الضعف..






المزيد
شيء يُضاهي التلاقي، ولا شيء يُشبه نظرة الإنسان إلى الإنسان بقلم إيثار الباجوري
الحروب دمار القلوب بقلم مريم الرفاعي
لا يستحق أحد التضحية بقلم سها مراد