كتبت فاطمة فتح الرحمن أحمد:
في ربيع أحد الأيام ، حيثُ الزهور تألقت ، والطيور غردتْ ، ونسائم البهجه على الوجوه تفتقت ، في منزل صغير على أطراف غابة السلوك الفِطْري يستأذن الفتى تَهورْ من والده متحججاً بشمس الربيع و نسماتهُ الهادئه ، وقد كَثُرت الهمهمه من والده السيد حَذِر ، وبعد جِدال طويل أستمر لساعات الصباح المتتالية سمح له والده السيد حَذر بالذهاب على أن يأتي الى المنزل في حال حلقت طيور الريبة ، وشقت طريقها شمالاً ، أشار الفتى تَهور الى والده بالإيجاب وقد ملأت ضحكته قسمات وجههِ بشاشه ، تصنع الإهتمام لحديث والده السيد حَذِر ، وأبدأ جانب مهتم ، لكن عقله الثقيل كان يسبح بعيداً في مياه الربيع الدافئة مع الاسماك الموسميه المهاجره ، حتى سمع نبرة والده الجاده أفهمت !؟
أجابه دون تردد أجل يا أبي وركض بعيدا مودعاً والده ، وتتبعته نظرات والده الحذِره
صاح فريق المغامرين الصغار قائلين مرحى عندما إنضم اليهم صديقهم تَهور ، و مضى الوقت الى ان تعب الجميع وهمو اذ أن عائلاتهم ستقلق
ضموا أيديهم معاً متواعدين اللقاء ، غادرهم أولاً التوأم مُطِيع و مُطِيعة وتبقى تَهور و صديقته شقية وهما يحاولان صيد السمكه الذهبية الصغيرة التي قد وجدها مُطيع بالصدفه .
بعد ان ضمنا أن صديقاهما قد ذهبا ، أبتسما إبتسامة وعيد وركضا الى حيث البركة التى تختبئ فيها السمكة الذهبية ….
مضى الوقت والصغيران يحاولان دون فائدة ، الى ان امسكت شَقية بزعنفها الذهبي ، وحينها صدر صوت طيور الريبة ، اخذ تَهور السمكه معه وبدأ بالركض مع شقية ، متناسياً أن السمكة لن تعيش طويلاً خارج المياه …
توقفا عن الركض حين عَلِم أن السمكة قد سَكنتْ ، أرتعب قلبه الصغير ونظر لشقية ، تداركا الوضع العصيب ، بوضع السمكه على جانب الرصيف ، واستمرا فالسير ويعلو صوتهم من النحيب ، ظنا ان ليس للسمكة في الحياة نصيب ، ولم يعلما ان هناك شخص قريب …اخذ السمكه ووضعها في الصنبور ، وسحبت اكسجين الماء في حبور ، وحمدتْ ربها وشكرتْ منقذها في سرور …..
ومن جانب اخر طال الطريق ، وسلكا طرق مختصره بالتأكيد ، لكن كانت الطرق ترفض لهم الوصول ، لعبثهم وسرقة حياة من كائن صغير ، فكل شي اليوم يصدر منه الوعيد ….
خارت قواهم وطيور الريبة تتبعهم ، واستمرا في الركض لينقذا حياتَهم …..
فكان هذا العقاب لتَهور وشقية ، ان يركضا ليل ، نهار وتنهال عليهم الصرخات ، لخَرْقِهم القوانين ، وقوانين الطبيعة بالذات …






المزيد
[ الشجرة المنعزلة]. بقلم/ عبدالرحمن غريب
قصة قصيرة [ الشجرة المنعزلة]. بقلم/ عبدالرحمن غريب
قصيدة ( مَرافِئُ ضائِعَةْ ) بقلم/د/نور كمال