مجلة ايفرست الادبيةpng
...

مجلة ايفرست

مجلة ايفرست الأدبية

عاشقة التوليب بقلم فراس النابلسي 

يا من تنامينَ على عرشِ الهوى ، وتُفيقُ فيكِ الروحُ بعدَ شتاتِها

يا من تُنادي في الحنينِ بصمتِها ، فتذوبُ ألحانُ الغرامِ بثباتِها

 

وجهُكِ مرآةُ الجمالِ، فإنْ سطعتْ ، أشرقتْ الدنيا ونامتْ عثراتُها

صوتُكِ نايٌ كلما عزفَ الهوى ، تنحني الأرواحُ شوقاً لنغماتِها

 

أهواكِ، بل إنّ الهوى بعضُ الذي ، تخبّئُ الأيامُ من أمنياتِها

أنتِ القصيدةُ حينَ تُتلى في الدُجى ، تنسابُ في القلبِ سكرى بجنّاتِها

 

عيناكِ بحرٌ لا يُحدُّ بعمقِهِ ، تاهتْ على شطّيهِ كلُّ سفيناتهِ

تلكَ الابتسامةُ، يا ملاكُ، دعوةٌ ، للكونِ أن ينسى جميعَ جراحاتهِ

 

يا زهرةَ التوليبِ، من أين انبثقتِ؟ ، ما كلُّ هذا الطُهرِ في نظراتِكِ؟

هل كنتِ حلمًا عابرًا في يقظتي؟ ، أم أنّكِ نورٌ سافرَ من آياتِكِ؟

 

إني عشقتكِ، فاسمعي وترَ دمي ، ينبضُ باسمكِ في غيابِ جهاتِكِ

كم ليلةٍ سكنتْ ملامحكِ بها ، فاستيقظَ الشوقُ الحزينُ بذراتِكِ

 

يا جُرحَ قلبي، يا شفاءَ أنينهِ ، يا راحةً للروحِ بعدَ شتاتِكِ

خُذيني نحو الأفقِ دونَ تردّدٍ ، فالعشقُ يشبهُ موجَةً في سُباتِكِ

 

كلُّ القصائدِ قد ولدتْ من وجنتِكْ ، والحرفُ ضاعَ بحُسنكِ في بداياتِكِ

لو أنَّ للعشقِ المصفّى صورةً ، فوجهُكِ المعشوقُ أوّلُ صفّاتِكِ

 

إني أحبكِ، والسماءُ شهيدةٌ ، والشمسُ تعرفُ دفءَ حبّكِ، ذاتِكِ

فامكثي بين الضلوعِ، فإنني ، كتبتُ في نبضي دعاءَ حياتكِ

 

ما كنتُ أعلمُ أنَّ قلبي مُذنبٌ ، حتى تطهَّرَ في هواكِ، وذاتكِ

 

يا من نبتَّ الحُسنُ فيكِ كزهرةٍ ، وسَقى الخيالَ عبيرُكِ بنبضاتكِ

عطرُ التوليبِ ارتوى من خافقي ، حين التقتْ روحي بفيضِ نجاتكِ

 

أنتِ التي تُحيينَ قلبي كلما ، سكنَ الجفافُ ربوعَهُ، بنظراتكِ

فيكِ اكتملتْ كلُّ القصائدِ فجأةً ، وسكبتُ عمري في كتابِ حكاياتكِ

 

يا من سكنتِ الحرفَ حتى صار لي ، بيتًا على بابِ القصيدةِ، آياتكِ

يا نغمةً عزفتْ سلامي خلسةً ، فتفتّحتْ في داخلي أمنياتكِ

 

لو كان يُرسمُ بالعروقِ قصائدي ، لخططتُ كلَّ الدربِ باسمِ حروفكِ

ولو استعارَ الليلُ منكِ تألّقاً ، لأضاءَ وجهَ الليلِ بعضُ طيوفكِ

 

يا أنتِ، يا كلَّ الجمالِ بخافقي ، يا من لها القلبُ اختصرْتُ وصوفكِ

تبقينَ حلمًا لا يُقاسُ بجانبي ، وتظلُّ نبضَ العشقِ في معزوفكِ

 

هل لي بقُبلةِ شمسِكِ الغافيّةْ؟ ، كي أستفيقَ بلهفةٍ في رُؤوفكِ

هل لي بدفءِ يدَيكِ حينَ تُباغتُ ، أيّاميَ البُردى وتبكي وقوفكِ؟

 

يا زهرةَ التوليبِ، إن نطقتِ فمي ، صارَ الكلامُ دعاءَ عمرٍ لِطيفكِ

أقسمتُ أنّي في هواكِ مُتيّمٌ ، والروحُ تسبحُ في هواكِ وريفكِ

 

إني أحبُّكِ، والمجرةُ شاهدي ، فاسمعي قلبي يُنادي: “كتفيكِ..!”

وامكثي بين ضلوعي خالدةً ، فأنا الوطنُ، وأنتِ كلُّ حروفيكِ