طريقٌ لا يعرف الرجوع بقلم إيمان يوسف أحمد (أميرة الصمت)

طريقٌ لا يعرف الرجوع بقلم إيمان يوسف أحمد (أميرة الصمت)

أنا لا أدّعي الكمال، لكنني أحاول أن أتغيّر. أحاول أن أخرج من ضوضاء العادات القديمة إلى سكينة النضج، من ردود الأفعال السريعة إلى حكمة التريّث، من الانكسار إلى قوة الصبر. أستيقظ كل صباح وفي داخلي معركة صغيرة بين ما كنت عليه بالأمس وما أريد أن أكونه اليوم، وأدرك أن التغيير ليس قرارًا يُكتب مرة واحدة، بل التزام يتكرر كل يوم.

كنت أظن أن التغيّر يعني أن أصبح شخصًا جديدًا تمامًا، لكنني اكتشفت أنه عودة هادئة إلى نفسي الحقيقية، تلك النفس التي خبأتها الخيبات، وكسرتها المواقف، وأرهقتها المعارك. التغيّر ليس تمردًا على الماضي، بل مصالحة معه. هو أن أتعلم من الوجع دون أن أصبح موجوعًا دائمًا، وأن أفهم أخطائي دون أن أكرر جلد نفسي بلا رحمة.

أحاول أن أتغيّر لأجل قلبي أولًا، لأجل راحتي التي تأخرت، ولأجل كل نور انتظر أن يولد داخلي. أعلم أن الطريق طويل، وأن التعثر جزء منه، لكنني سأكمل. فما دام في صدري نبض يؤمن بالغد، وما دامت روحي لا تزال تختار النهوض، فلن أعود أدراجي مهما اشتدت العواصف. لأنني ببساطة… أستحق النسخة الأفضل من نفسي.