حوار: عفاف رجب
ضيفنا شاعر مِصري له حضور متميز وحيوي يتفنن في الإلقاء بحرفة عالية، حضوره مؤكد في ساحة الشعر والأدب بجدارة وثقة، خاض بحر الشعر وازداد وهجًا مع القوافي، حين بدأ يتعلم بحور الشعر حتى أتقنها وأصبح غواص ماهر في بحر الشعر الغنائي، يلتقط درره من قرارها ويُنظم منها عقدًا جميلًا من أبيات متماسكة متكاملة، استحق لقب “الشاعر” بجدارة، لذلك جئنا إليكم اليوم كي نسليط الضوء على تجربته الشعرية كان لنا مع “شاعر الدلتا” حوار خاص:
_قبل خوض الحديث عن للكتابة والأديب يزيدنا شرفًا أن نعرف من ولد أولًا: الشاعر أم الكاتب؟
“الشاعر؛ فأنا شاعر غنائي ثم بعد ذلك كاتب”.
_لما قرر الشاعر أن يكتب الشعر الغنائي في بداية مسيرته؟ وما الذي وجد فيه ولم يجده في أي فن آخر؟
“كنتُ أهوى الرسم أولًا لكني لم اتعمق به، ثم أوحى لي الرسم بالخيال لكتابة الشعر؛ لأن أعطي لي الخيال وكيفية سردها فى صورة شعرية لكي تخرج في النهاية إلي أغنية أو قصيدة شعرية يتمتع بها القارئ.
الشعر أيضًا وجدت به الخيال، والقدرة على وصف الشيء الذى يرغب الإنسان أن يعبر عنه ولا يستطيع، فهنا الشاعر بصوره الشعرية يستطيع أن يوصل هذا الشيء إلي الشخص الغير قادر عن التعبير بنفسه، وهذا ما يميز الشعر عن أي فن آخر من الفنون الأدبية الأخرى”.
_إن أتياح للشاعر أن يكتب كتابًا شعريًا عن أي شيء سيكتب؟ وهل ثمة جدوى تحققت بفعل الكتابة؟
“صُدر لي ديوان من قبل بعنوان “من أول نظرة”، والآن أجهز للعمل الثاني، واحتمال أن يصبح اِسمه “فضفضة شعرية.
نعم؛ فالجدوى التى تحققت بأنه تم تلحن ثلاث أغنيات من قصائدي، والتحقت بمنتدى تغريد فياض الثقافى اللبناني والذي اعمل به مستشارًا إداريًا حاليًا، بالإضافة لكوني مستشارًا إعلاميًا لرابطة الزجالين وكتاب الأغانى بفرع البحيرة”.
_هل لنا أن نعرف ما هي قصة كتابة ديوانك الأول “من أول نظرة” الذي تم طرحه لحضرتكم؟
“قصة أول ديوان لي هي؛ توثيق كتاباتي لحماية حقوقي الأدبية والفكرية، واخترت هذا الاسم من أول نظرة لأنها أغنية موجودة بالديوان وأنا أعشقها جدًا”.
_هل هو ديوان واحد تحت محتوى ومضمون واحد، أم أنها عبارة عن مجموعة من الأغاني لكل أغنية حكاية تختلف عن الأخرى؟
“هو عبارة عن مجموعة مختلفة من الأغاني منها الرومانسي، والحزين، ومنها الوطنى أيضًا، وهي حوالي 34 أغنية”.
_وإليكم اقتباس من ديوان “من أول نظرة”:
“إنتي اللي عيونك شغلني
من بين العالم واخدتني
ولا أعرف
_مع أي دار تم التعاقد، ولمَ، وكيف كان تعامل الدار مع حضرتكم؟
“دار أبجد للنشر والتوزيع، وأنا من إتصلت عليهم ورحبوا جدًا بي؛ لأن صاحبة دار النشر موجودة معي على الفيسبوك، وكتاباتي تعجبها كثيرًا، وصراحةً لم تتأخر وتم التعاقد فورًا وقت ما اتفقنا علي كل شيء”.
_حدثنا عن بدايتك في رحلة الإبداع هذه، وكيف كانت البداية الفنية، وكيف قدمت نفسك للوسط الغنائي، وما قصة أول عمل غنائي لحضرتكم؟
“البداية كانت شبه خواطر منظومة، ثم اتقنتها واحدة واحدة بالمتابعة والقراءة، ووجدتُ ميولي تتجه للشعر الغنائي أكثر، فعملت عليها واشتغلت كثيرًا لكى أتمكن من كتابة الأغنية، ولكني توقفت لفترة كبيرة لأنشغالى بعملي ثم عودتُ مره أخرى، وعملت ديواني الأول وفي الطريق لعمل الديوان الثاني بإذن اللّه قريبًا جدًا.
أما عن أول عمل فني كانت أغنية اسمها “تعبت من الخيانة” لمطرب شاب مبتدئ، وتم عرضها على قناة شعبيات يوتيوب، والأغنية الثانية كانت لشهر رمضان المبارك واسمها “وقت الفطار” غنتها فرقة كالاريستا، والأغنية القادمة بإذن اللّه ستكون مفاجأة للجميع”.
_هل للشعر الغنائي مقومات تتميز عن أنواع أخرى من الشعر؟!
“نعم؛ فالشعر الغنائي يمتاز عن أي نوع من أنواع الشعر وذلك؛ لأنه مصحوب بآلة موسيقية وهذا ما يجعله مميزًا وذي طابع خاص”.
_هل يكتب الشاعر رضا دياب شعرًا عن سابق قصد وإصرار، وكذلك هل هو يدعوه إلى محرابه؟
“أنا أكتب الشعر لحبي الشديد له؛ لأنه بيعبر عما بداخلي من إحساس، ومشاعر فقط لا غير”.
_هل يحس الشاعر رضا دياب بأنه حقق شيئًا من طموحاته الشعرية بعد كتابة كل هذه القصائد، أم أنه لا يزال يعتبر نفسه في بداياته؟
“الشاعر لا يشبع دائمًا من الكتابة؛ لأن الذي بداخله كثيرًا وبحرًا واسعًا من الكلمات، وبالنسبة لي فبداخلي الكثير واعتبر نفسي بالبداية الأولى؛ لأن الطموح عندي كبير جدًا”.
_كيف ترى الأغنية الآن، وهل تأثرت يومًا من قسوة النقد الموجه إليه؟
“الأغنية الآن وبصراحة تفتقد كثيرًا، وأنا أتمنى أن تعود لعهدها السابق كما كانت؛ لأني أعشق الرومانسية واللحن الشرقى الأصيل، وكل كتاباتي تتجه لذلك النحو، وعندي أمل أنها سوف تعود تانيةً.
أما النقد الموجه الآن للأغنية الحالية بصراحة مُطلقة يمتلكون كل الحق؛ لأنها ليست الأغنية المصرية المعروفة زمانًا، والتي كنا نعيش معها كل الحب والرومانسية”.
_هل هناك قيود في العمل الأدبي وخطوط حمراء لا يمكن تجاوزها، وما هي المعوقات التى قد تواجه الشاعر؟
“الإلتزام مطلوب فى كل شيء طبعًا والتجاوز ليس من سمتي مُطلقًا.
أما المعوقات أعتقد لا يوجد شاعر يواجه معوقات؛ لأنه يكتب عما بداخله من شعوره بالشيء وحِسه به”.
_بمن تأثر شاعرنا العظيم، ولمن يستمع ويقرأ الآن؟
” تأثرتُ بشاعر العامية الكبير الخال “عبدالرحمن الأبنودي” وكثير من الشعراء كالشاعر “أحمد شوقي، وحافظ ابراغ، نزار قباني، بيرم التونسي وغيرهم من الشعراء الأجلاء.
أما الآن استمع للهويس الشاعر “هشام الجخ”، والشاعرة “أميرة البيلي”.
_هل ترى بأن الحداثة في الشعر تعني عدم الإلتزام والفوضوية في بناء الشعر أم لحضرتكم رأي آخر؟
“الحداثة في الشعر مطلوبة طبعًا ولتغير الأجيال والثقافة بتختلف عن جيل لجيل، لكن الحداثة مطلوبة بالتأكيد.
أما الفوضوية؛ فأنا لا أتفق مع هذا الشيء ولذلك حتي يكون البناء السليم ويخرج لنا جيلًا سليمًا فى كل شيء”.
_لكل مبدع جوّهُ الخاص وعاداته الكتابية، عندما يحتسي فنجان قهوة أو تفاعل مع موقف أو لحن، فما هو جوك الخاص أثناء كتابة القصيدة؟
“أحيانًا أترك نفسي لكل موقف أره اتعمق فيه أكثر لكي أكتب وأسرد شعري، وقد تكون من خلال صورة رأيتها وأنا أتصفح على مواقع التواصل، فتأتي لي بفكرة لحظية، ومن هنا يبدأ تعمقي في الكتابة، وأخرج أجمل الكلمات وأيضًا لحين أستمع موسيقى جميلة تجعلنا اتعمق بداخلها وأكتب كلمات تتماشي معها”.
_من هم الأشخاص الذين لهم الفضل بعد الله عز وجل حتي وصلت إلي هذه المكانة؟
“بعد الله سبحانه وتعالى، دعوات والدي ووالدتي رحمة الله عليهم، ومنتدى تغريد فياض الثقافي اللبناني”.
_ما رأيك فى الأعمال الأدبية للشعراء المستجدين؟ وهل في شاعر محدد تتابع أعماله؟ وما نصيحتك لهم حتى يرتقوا بالشعر ارتقاءًا يليق بها؟
“هناك شعراء شباب مبدعين جدًا، وأنا أحب متابعتهم لجمال كلماتهم، ولن أستطع ذكر أسماء خوفًا أن أنسى واحد منهم.
أما عن نصيحتي؛ اهتموا كثيرًا بكتاباتكم، وحدثوا من شأنكم بكل جديد، فالمشوار طويل جدًا وأتمنى لكم التوفيق والنجاح الدائم بإذن اللّه”.
_الآن الجميع متشوق لمعرفة هذه الشخصية العظيمة، لذلك نود أن تُعرّف القارئ الكريم بشخصيتك من خلال نبذة سريعة عن سيرتك الذاتية؟
“اسمى رضا السيد دياب، الشهير بـ “رضا دياب”، مُلقب بـ “شاعر الدلتا”، أعمل في مجال التأمين وشركة تأمين مصرية، كاتب وشاعر بعدة جرائد مصرية،
مستشار إداري بمنتدى تغريد فياض الثقافي اللبناني، مستشار إعلامي برابطة الزجالين وكتاب الأغاني بالبحيرة، صُدر لي ديوان بعنوان “من أول نظرة”.
حاصل على 2 دبلومة شرفية للمساهمة في الأدب العالمي من أوزباكستان، حاصل على بكالريوس تجاره من جامعة دمنهور، وأيضًا لي عدة لقاءات بقنوات فضائية مصرية”.
_علمنا أنه تم دعوتك مؤخرًا لحضور حفل تكريم خاص بمبادرة شبابية يافعة ألا وهي “قعدة مُبدعين”.. هل لنا بمعرفة رأيكم عن هذه المبادرة، وكيف ترى مستقبلها بعد مرور ٣ سنوات من الآن، وما نصيحتك لهم؟
“بالفعل اتصلوا بي، وتم دعوتي واتمنى لهم التوفيق والنجاح، والتأكيد هي مبادرة جميلة من شباب واعى وصاعد يريدون أن يكون لهم شأن جميل وبإذن الله يحظوا بذلك.
أما نصيحتي لهم أن يجتهدوا كتير ويتحدوا مع بعض لرفع هذا الشأن طالما هو للخير أولاً ثم الثقافة ثانيًا، كما أن المشوار طويلًا وهذه بدايتكم الأولى ولابد أن تتخذوا منها سبيل إلي الوصول للشهرة والنجاح والتفوق، وأتمنى من كل قلبي النجاح ليكم جميعًا”.
_ما مبدأ الشاعر في الحياة عامة، وهل له علاقة بما حققت من نجاحات؟
“كل شاعر مختلف عن الآخر بمبادئه وأفكاره، أما مبدئي أنا كرضا الشاعر هو نشر الكلمة الطيبة الحلوة التى تدخل القلب ولا تخرج منه.
أما النجاحات هذه من فضل الله على الإنسان، لكن الأهم إنه يجتهد ويبذل قصارى جهده ولا يدخر من جهده شيئًا لكى يحظى بالتوفيق والنجاح ولكل مجتهد نصيب”.
_بنظرك ما هي سلبيات الساحة الشعرية والفنية والإبداعية الوطنية؟
“ليس هناك سلبات، بل التقصير من المطرب والملحن فقط؛ لأن هناك شعراء كُثر كاتبين إبداعات رائعة لكن المطرب يريد أن يغني الأشياء الشائعة الموجودة حاليًا بهذه الأيام ولا يفكر مرة بأن يكتب لنفسه بالتاريخ بأغنية وطنية تكون ذكرى جميلة له ولأحفاده، لأن الوطن يبقى أما نحن للزوال”.
_ما هي معاير نجاح الشاعر بنظرك، وما هو تقييمك لظاهرة الكتابة العربية الناشئة حديثًا؟
“معايير نجاح الشاعر هو؛ أن ينتقي دائمًا كتاباته، ويطور من نفسه بنفسه، وخلق أشياء حديثه، وأفكار ليست موجودة، ولا يقتبس من شاعر آخر كتاباته لكى يحظى بالنجاح والتقدم والتفوق عن الآخرين.
أما تقيمي لظاهرة الكتابة العربية فهي شيء جميل جدًا، وهناك تطور ملحوظ على الساحة الفنية”
_وفي النهاية؛ ما الشيء الذى تريد قوله، ولمن يهدي الشاعر السلام والتحية، وما رأيك بالحوار الخاص بنا، ومجلتنا؟
“فى النهاية أختتم بمقولة كنتُ قد كتبتها من فترة، وأنا أحب أن اقتضي بها دائمًا في مشواري الفني والعملي وهي: ” يا اللى الفؤاد كان يوم ناسيك.. بكره الأمل يرجع يناديك ” وهنا الفؤاد عندي يشمل كل شيء اتصوره فى حياتي.
وأهدي السلام والتحية لأخواتي وزملائي في كل مكان وخصوصًا أخواتي بمنتدى تغريد فياض الثقافي اللبناني؛ لأني عشت معاهم أجمل لحظات حياتي وتعلمت منهم الكثير والكثير والكثير.
حوار شيق ولذيذ مع صحفية نابغة في عالم الصحافة واتنبأ لها بمستقبل باهر بإذن اللّه وهي الإعلامية عفاف رجب، وأشكر المجلة الجميلة إيڤرست واتشرف بحواري مع حضرتك ومع مجلتكم الجليلة”.
لذا نُحب أن نشكر الشاعر المُبدع والمتألق شاعر الدلتا ” رضا دياب ” على هذا الحوار الشيق، ونتمنى له مزيد من النجاح والتفوق والتميز.
المزيد
حوار صحفي خاص مع الكاتبة المتألقة ندى هاني صاحبة القلم المميز داخل مجلة إيڤرست الأدبية.
في هذا اللقاء الخاص، تستضيف مجلة إيڤرست الكاتبة المصرية آية شاكر.
حوار مع المبدعة أسماء السيد لاشين بمجلة إيڤرست الأدبية.