مجلة ايفرست الادبيةpng
...

مجلة ايفرست

مجلة ايفرست الأدبية

“سَكَراتُ الحُّب”

كتبت: آية الهضيبي

«نظرةٌ فَابتسامةٌ فَسلامٌ فَكلامٌ فَموعدٌ فَلقاء.» هكذا قال أحمد شوقي.

مَن منَّا لم يقع في فخِّ الهوىٰ أو يثمل ولو للحظات إثر إصابته بالحُب؟

وحتى مَن لم يذُق طعم المحبةِ إلى الآن رُبما يخطُر بِبالهِ أنَّهُ يوَّد لو يُحِّب ويُحَّب ويذُق بعض ويلات هذه التجربة، والحقيقة أنَّ هذه هي الفِطرة الطبيعية التي خُلقنا عليها فَليسَ مِن العجيب أنْ تُفكر بهذا الشكل..

الحُّب سلاح ذو حدين؛ ولكن أول ما يخطُر بِبال أغلب الناس عند ذكْر كلمة الحُّب هو ذلك النوع الذي يكون بيْن رَجُلٍ وامرأة وهذا ما يُثير الجدل والتساؤلات وأحيانًا حالة مِن الصمت الناجم عن الخجل أو تعبيرات مُختلفة تظهر عند ذِكره، وفي الحقيقة مع الأسف أنَّ مفهوم الحُّب تمَّ تشويهه مُنذُ مُدة طويلة إلى أن آل الحال إلى ما نحنُ عليه في هذا العصر مِنْ ويلات نتيجة له.

والحُّب برئ مِن كُّل هذا الذي يُنسب إليه أو يُفعل تحت مُسماه فلا يغُرنكم ما تسمعون أو تشاهدون من حياة غير واقعية كالروايات والقصص والأفلام أو ما يحدُث مِن تضحيات واستنزاف طاقات نفسية بِحُجة الحُّب، والمُدهش أنهم يذكرون قصة النبي صلى الله عليه وحُّبه لِعائشة وقصة يوسف وزُليخا أو علي رضي الله عنه وفاطمة!

فَأين هذا وأين ذاك!

والنبي صلى الله عليه مع السيدة عائشة وحياتهما بعيدة كُّل البُعد عن التبرير المُستخدم أو تمني وتشبيه مُبالغ فيه مِن شباب هذا العصر، وكُّل ذلك يرجع إلى أسباب منها التأثُّر بالبيئة وهي عامل رئيسي أي المنزل وما يسوده مِن ود ومفهوم صحيح للمحبة، أو الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي ومساوئها ومخاطرها التي أصبحت توحي أنَّ مشاهد التبرُّج أو الحُّرية المُديَّثة هي دليل الحُب!

الحُّب بذرة إما تزرعها فَتُتوجها بِحلال الله وتُحيي شعائر ذلك الحُّب كما أمرنا الله وإما أنْ تُصبح فاسدة فَتعود بالخراب وعدم الراحة لِصاحبها مهما زُيِّن لهُ غير ذلك..

هل تخيلت أنْ تبدأ علاقة فيما يُسمَّىٰ “الارتباط” وتسلل إلى نفسك هذا مُباح وهذا عادي وهذا يفعلهُ الجميع رُغمَ عِلمك وإدراكك أنَّ هذا حرام وهذا قانون الله والشرع لِيحفظنا وأنت ضعيف الإيمان تمكن منك الشيطان إلى جانب نفسك وتجاهلت أوامر الله، وماذا تجني في النهاية؟

الأمور تؤول من سيء إلى أسوأ ولم يعُد هُناك التزام بالدين وكأنه مرض تخاف أنْ تُعدىٰ به فَتتجنبك الناس وتُصبح شاذ أو مُختلف عنهم!

الهوىٰ سهمٌ يُصيبك فَإنْ انجرفتَ وراءه دون عقل أو حكمة ندمت وهلكت، فَعندما نُهمل القواعد تتقاذفنا رياح الدُنيا كيفما تشاء فنتدنىٰ..

وتخيل أنْ يكون مصيرُك

تهاونٌ فَذنبٌ فَمعصيةٌ فَذنبٌ فَكبيرةٌ فَنيران، مشقةُ البُعد والافتراق أهوْن مِن هوْلِ عذاب خذيٍ شاق.