سلسلة خواطر أحزان سودانية بعنوان:
حين يهاجر الصبر
الطاهر عبد المحسن ابراهيم
كان الصبر في صدورنا وطنًا صغيرًا، نحتمي به من الريح، وننام على ضفّته حين يضيق بنا العالم. لكنّ الصبر تعب، وهجر قلوبنا كما هجرها الأمان، فصرنا ننتظر بلا يقين، ونحلم بلا أمل.
في كل بيتٍ حكاية فقرٍ تختبئ خلف بابٍ موارب، وفي كل عينٍ حزنٌ يحاول أن يتجمّل بالسكوت. الأطفال كبروا قبل أوانهم، يعرفون معنى الجوع قبل أن يعرفوا معنى اللعب، والنساء يخبئن الدموع في أطراف الثياب كي لا تنكشف الهزيمة أمام صغارهن.
يا الله، كم قاسٍ أن يهاجر الصبر من وطنٍ يحتاجه ليبقى حيًّا !
كم موجعةٌ هي الأيام حين تمرّ بلا وعود، بلا دفء، بلا غدٍ يشبه الفرح.
صرنا نحمل وجعنا كإرثٍ ثقيل، نبتسم كي لا نسقط، ونمضي في طرقٍ لا نهاية لها، كأننا نبحث عن ظلّ لحلمٍ انطفأ منذ زمن.
وما زال الوطن هناك، يلوّح لنا من بعيد بثوبه الممزّق، يطلب منا أن نصبر قليلًا، ونحن نعلم أنه لم يبقَ في الصبر متسع آخر.






المزيد
شيء يُضاهي التلاقي، ولا شيء يُشبه نظرة الإنسان إلى الإنسان بقلم إيثار الباجوري
الحروب دمار القلوب بقلم مريم الرفاعي
لا يستحق أحد التضحية بقلم سها مراد