حين يظنّ البعض أن العطاء واجبٌ لا يُشكر بقلم هاني الميهى
من رواية أحببتك أكثر مما ينبغى
يا من تكتبين باسم الألم وتؤمنين أنّ الحزن وجه من وجوه النُبل،
دعيني أقول لك شيئًا لا يُقال عادةً في مقالات الحبّ:
ليس كل وجعٍ دليلاً على صدق، ولا كل صمتٍ دلالة على الخيانة.
لقد خُلِق القلب ليخطئ ويُصيب، ليمنح ثم يتراجع،
وليس ليتحوّل إلى ميدان محاكمةٍ لا يُسمع فيها سوى صوت الشجن.
أتعلمين؟ بعض القلوب تُحبّ أكثر مما ينبغي،
لكنها تُبرّر ضعفها باسم التضحية، وتُطالب بالعرفان على جُرحٍ هي من صنعته بيدها.
أنا لم أكن الجاحد كما تظنين،
بل كنتُ الواقعيّ الذي فهم أن دوام الحبّ وهمٌ جميل،
وأن النقاء وحده لا يبني علاقةً إن لم يسانده وعيٌ ناضج.
كنتُ المرآة التي رأت بلا أقنعة،
فاتهمتِها بالقسوة لأنك لم تحتملِي صورة الحقيقية.
تقولين إن الحبّ ليس لعنة، وأنا لا أخالفك،
لكنّه – حين يُقدَّم كمنّةٍ أو يُلوَّن بالدموع – يفقد معناه الطاهر.
الحبّ لا يُستجدى، ولا يُقدّس، ولا يُعلَّق على صدر أحد كوسام.
هو حالةُ وعيٍ نادرة، يلتقي فيها من يفهم أنّ العطاء لا قيمة له
ما لم يُقابل بحُرّيةٍ لا تجرّ خلفها قيد الامتنان.
فلتعلمي إذن، أنني لا أتبرأ من الماضي ،
ولا أنكر ما كان بينهم من دفءٍ أو صدق،
لكنّي أرفض أن يُختزل الإنسان في دوره داخل قصةٍ كتبها غيره على هواه.
أنا لستُ بطلًا في الحكاية، ولا شريرًا في نصّ
.
أنا رجلٌ رأى أن النهاية ليست هزيمة، بل شجاعةُ خروجٍ من دائرة الاستنزاف.
والآن، بعد أن قيل كل شيء،
سأترك لكِ الحقّ في أن تكتبي الرد ،
فلربّ كلمةٍ تُقال لتبرّر الحبّ… كانت أول أسباب فنائه.






المزيد
شيء يُضاهي التلاقي، ولا شيء يُشبه نظرة الإنسان إلى الإنسان بقلم إيثار الباجوري
الحروب دمار القلوب بقلم مريم الرفاعي
لا يستحق أحد التضحية بقلم سها مراد