حين تُشرق الروح من جديد
الكاتبه إيمان يوسف احمد
هناك لحظات في العمر لا تُقاس بالزمن، بل تُقاس بصدق الرجوع. لحظات تشعر فيها أنّ روحك أنهكتها الطرق المعوجة، وأن قلبك ضلّ الطريق طويلًا، حتى إذا أذن الله لك بالهداية، انفتح أمامك باب لم تكن تراه، كأنك خرجت من عتمة نفقٍ طويل إلى نورٍ يلامس روحك برفق. هكذا تكون البداية مع الله… بداية لا تشبه أي بداية، لأنها لا تُولد من صدفة، بل من ألمٍ كان يعتصر القلب، ومن شوقٍ قديم ظلّ يكتم أنفاسه حتى آن أوان البوح.
الرجوع إلى الله ليس حكاية خطى تقطعها الأقدام، بل حكاية قلبٍ قرر أن يتطهّر من كل ما أثقله. هو قرار أن تغسل روحك بندمٍ صادق، أن تمسح على جراحك بذكرٍ مطمئن، أن تقول: “يا رب، تعبت من البُعد، فخذ بيدي.” ليس الرجوع ضعفًا كما يظن البعض، بل هو الشجاعة كلها؛ أن تعترف أنك أخطأت، وتؤمن أن الله أرحم بك من نفسك، وأن بابه مفتوح لا يُغلق مهما تأخرت.
من هنا تبدأ الحكاية الجديدة… حكاية الطمأنينة بعد القلق، والسعة بعد الضيق، والنور بعد الظلمة. ما أجمل أن تعود إلى الله، فتكتشف أن كل ما فقدته كان طريقًا لتجد نفسك بين يديه من جديد.






المزيد
كيف أتخلص من آلامي بقلم سها مراد
حين يتكلم الغياب بقلم/ عمرو شعيب
روميو وجولييت بقلم : سيّدة مالك