كتبت: خلود سعد
أبي غير مهتم بمواقع التواصل، لكنه مهتم جيدًا كيف يواري تعبه خلف ابتسامتنا، لن تقع عينيه على هذه الكلمات إلا حينما أقرأها عليه، أكتب هذا كل عام، وأريد إذا وقعت عين أحدكم على تلك الكلمات، أن يدعوا له بالصحة، والعافية، والبركة ف العمر، و ألا يُصيبه أي مكروه فيُصيبني أضعافه، وأعلم أن حروف العالم أجمع لن توافيه حقه بأي حال، أبي على سبيل المجاز، حبيبي الأول، وصديقي الأكبر، وبطلي الأوحد لو طلبت الحقيقة، أيا يا حبيب القلب، ويا قرة العين، اليوم يوم ميلادك، لكنه يوم مولدي، يوم اقترن اسمي باسمك، فأبيت ألا ينفصل عنّى أبدًا مادُمت حيًا، هلا أخبرتك أنني أشعر بالذعر كثيرًا حين يناديني أحدهم باسم العائلة دون اسمك! نعم، أريدك ألا تفترق عنّي حتى في النداء؛ لأظل آمنة بوجودك معي يا حبيبي، أكرمني الله بك، فبِتُ لا أترك موطنًا للحمد إلا وقد حمدت، وسجدت للخالق شكرًا وامتنانًا، وكرّمني بك، فبِتُ أسير بين الناس قائلة: أنا ابنة ذلك الرجل الصالح، الذي لا تُخطئ قدماه وجهة المحراب أينما حلّ،
بك عرفت كيف يكون العطاء، أن تبذل أنفاسك وروحك في سبيل من تحب، وتشعر أن هذا وذاك لم يكفي، فتظل تعطي المزيد والمزيد، بك تعلمت أن أفعل الخير؛ لأنه خير دون انتظار مقابل، كيف لا! وأنت كل الخير يا حبيبي، بك ترسخ داخلي كيف هو الإيمان وأنت تردد على مسامعي دومًا “أن تؤمن بالله يعني أن تؤمن بقدرِه خيرِه وشرِه، خيره وشره ليس خيره فقط “.
علّمتني كيف هو الوقوف في مهب الريح دون خشية لومة لائم، وأن الحياة للشجعان لا للمتواريين الخائفين، لأظل أداعبك وأنا أقول: لا تخف عليّ أبدًا؛ فأنا ابنك الرابع وليس بنتك، بك عرفت كيف الحب، والنور، والخير، والوصل و الوصال، بك عرفت كل المعاني الطيبة التي عجزت عن وصفك، ليظل قلبك صالح يا أبي لا يصيبه خوف، ولا يزره بغض، وليمسح عليه الرحمن بسكينتهِ ورحمتهِ، الحمد الذي أكرمني وكرّمني بأبي وجعلني فرعًا مُمتدًا عنه، وسكب في روحي بعض روحهُ.
المزيد
حيرة مع الحياة – الكاتب عبدالرحمن غريب
الخروج من منطقة الراحة – الكاتبة مريم أشرف فرغلي
هذه دنيتنا بقلم آلاء محمود عبد الفتاح