الهارب والمطارد – فلسفة التعلّق والانسحاب بقلم الكاتب هانى الميهى
الفصل الخامس عشر: التحرر الأخير – حين يفهم أحدهما نفسه أخيرًا
🔹 الجزء الثاني
حين يصل الإنسان إلى مرحلة الفهم، لا يحتاج بعدها إلى ضجيجٍ ليثبت أنه تغيّر.
الفهم صامت، يشبه ضوء الفجر الذي لا يصيح لكنه يبدّد العتمة كلها.
وحين تفهم نفسك، تبدأ ترى ماضيك كما لو كان درسًا طويلًا لم تفهم معناه إلا متأخرًا.
تبتسم وأنت تتذكّر كيف كنت تركض خلف ما لا يستحق، وكيف كنت تمنح من لا يعرف قيمة العطاء.
التحرر ليس ثورةً على أحد، بل مصالحة مع كل ما كان.
أن تقول: “لقد انتهى الأمر، وأنا لم أعد نفس الشخص.”
تبدأ تدرك أنّك لا تُشفى بالانتقام، ولا بالهرب، بل بالوعي.
الوعي بأنك لم تكن ضحية أحد، بل تلميذًا في مدرسة الحياة.
وأن المطارد لم يكن مخطئًا لأنه أحب،
ولا الهارب مذنبًا لأنه خاف،
لكن كليهما لم يكن يعرف نفسه بعد.
وحين يفهم أحدهما نفسه أخيرًا،
يُسقط عن كاهله فكرة اللوم،
ويتعامل مع كل ما مرّ به كأنه كتابٌ قرأ صفحاته حتى النهاية،
ثم وضعه بهدوءٍ على الرفّ وقال: “تعلمت.”
#الهاربوالمطاردفلسفةالتعلقوالانسحاب
#هانى_الميهى






المزيد
شيء يُضاهي التلاقي، ولا شيء يُشبه نظرة الإنسان إلى الإنسان بقلم إيثار الباجوري
الحروب دمار القلوب بقلم مريم الرفاعي
لا يستحق أحد التضحية بقلم سها مراد