📘 اسم الكتاب: الهارب والمطارد
– فلسفة التعلّق والانسحاب
✍️ اسم الكاتب: هانى الميهى
الفصل الخامس عشر:
التحرر الأخير – حين يفهم أحدهما نفسه أخيرًا
🔹 الجزء الثالث
حين يتحرر القلب، لا يعود يبحث عن تفسيرٍ لكل ما حدث،
بل يكتفي بأن يقول لنفسه: “كنتُ في طريقي إلى هذا الفهم، ولو لم يحدث ما حدث… لما وصلت.”
هنا تنتهي المعركة مع الأسئلة، ويبدأ السلام مع النفس.
تتغير نظرتك للعلاقات، فبدلًا من أن تسأل: “لماذا ابتعدوا؟”
تبدأ تسأل: “ما الذي جعلني أتمسك بما آلمني؟”
التحرر ليس أن تنسى، بل أن تتذكّر دون أن تتألم.
أن تمرّ على الذكرى كما تمرّ على شارعٍ قديم كنت تسلكه يوميًا،
فتعرف كل تفاصيله، لكنك لم تعد تنتمي إليه.
تراه من بعيد وتقول: “كان هناك، وكنت أنا، لكن لم نعد كما كنّا.”
الفهم الحقيقي يجعلك تتقبّل أن البعض جاؤوا ليعلّموك حدودك،
والبعض الآخر ليكشفوا لك ما لا تريده في نفسك.
كل شخصٍ مرّ بك كان مرآةً مؤقتةً أظهرت شيئًا كنت تغفله.
وحين تُدرك ذلك، لا يعود في قلبك مساحة للغضب أو الندم،
بل فقط الامتنان الهادئ لمن مرّ ورحل،
ولمن بقي دون أن يفسد فيك نقاءك.
إن التحرر الأخير ليس صرخة، بل همس.
ليس إعلانًا أمام العالم، بل سلامًا داخليًا
يشبه غروبًا طويلًا بعد عاصفةٍ أنهكت البحر.
#الهاربوالمطاردفلسفةالتعلقوالانسحاب
#هانى_الميهى






المزيد
شيء يُضاهي التلاقي، ولا شيء يُشبه نظرة الإنسان إلى الإنسان بقلم إيثار الباجوري
الحروب دمار القلوب بقلم مريم الرفاعي
لا يستحق أحد التضحية بقلم سها مراد