مجلة ايفرست الادبيةpng
...

مجلة ايفرست

مجلة ايفرست الأدبية

النص العاشر عزيزتي السمراء(السمراء)بقلم عبد العليم حمد الحاج

من سلسلة السمراء
النص العاشر
عزيزتي السمراء
بقلم: عبدالعليم حمدالحاج

انت تستحقين،
ولو لمرة واحدة في عمق الليالي الطويلة،
أن يقف أحدهم أمامكِ كجبل لا تهزه الرياح،
بلا تردد يمزق الستار، ولا حيرة تعصف بالقلب،
أن يبذل كل ما في وسعه من روح وجهد ودم،
كي يحصل عليكِ، كي يركن إلى كتفكِ في النهاية كالطفل الهارب من عاصفة،
ويعرف أن في حضنكِ السلام الذي يشفي الجراح القديمة،
تلك الجراح التي رسمها الزمن بأظافره الحادة.

للحبّ يدين رقيقتين،
فيهما من الدفء ما يذيب همّي كالشمس الذائبة في البحر،
دفء يتسلل إلى عظامي الباردة، يحول الشتاء إلى ربيع خضراء،
يجعلني أشعر أن العالم كله ينحني أمام لمسة واحدة من أصابعكِ،
أصابع تحمل رائحة الورد البري والأحلام المفقودة،
فيها من الرقة ما يعيد بناء المدن المهدمة في صدري.

للحبّ عناق واسع كالسماء،
فيه من الأمان ما يذهب خوفي كالريح التي تنفض الغبار عن الطريق،
عناق يحتضن الروح المُرهَقَة، يقول لها: “ابقي هنا، فالدنيا آمنة بين ذراعيّ”،
في عناقكِ أجد الملاذ من عواصف الحياة، من الليالي التي تُخْفِيَ النجوم،
أشعر أن الزمن يتوقف، وأن كل الهموم تذوب كالثلج تحت أشعة عيونكِ،
عناق يبني جسورًا من الثقة، يجعل الخوف يهرب مذعورًا إلى الظلام.