مجلة ايفرست الادبيةpng
...

مجلة ايفرست

مجلة ايفرست الأدبية

الكاتب ضياء الدين أحمد في حوار خاص لمجلة إيڤرست الأدبية

 

 

حوار: عفاف رجب

 

الكثيرون من الشباب متعددين المواهب، لكن قلة قليلة من يكتشف نفسه ويقوم بتطويرها، معنا اليوم موهبة ورسامة فريدة ومتنوعة على الرغم من صُغر سنها إلا أنها تقوم بتحقيق العديد من التطورات من أجل اكتساب المهارة والخبرة الكافة لتنمى مواهبها.

 

فمعنا ضياء الدين أحمد عبدالحفيظ، كاتب، يبلغ من العمر عشرين عامًا، يقطن في منطقة حدائق حلوان، طالب في كلية الحقوق جامعة حلوان، صاحب كتاب “نعيق الموتى، رواية حورية”، جار نشر روايته الثالثة “إبن ضُرغام” في الفترة الحالية”.

 

_هلا حدثتنا اكتر عن كتاب نعيق الموتى، وهل لنا بإقتباس صغير منها؟

 

كتاب نعيق الموتى هو مجموعة قصصية،خمس قصص رعب وفانتازيا تتحدث عن الخوف بأنواعه و تحفز الإدرينالين بداخلك و تتحدث عن كوابيسك الشخصية،بعدما تنتهي منهم سيهرب النوم ليلًا وستحبذ النوم في الصباح،اهمهم قصة غراب التي جذبت الكثير من القراء وطلب الكثير أن أكتب رواية تعد جزء ثاني لها.

 

الاقتباس:

 

لم أفهم وقتها ولكن عندما سمعت صوت الرعد في الخارج ورأيت البرق يحتل السماء أستوعبت، أخرجت السكين من جيبي، نظرت إلى صغيري وقبّلت رأسه، حقًا سأفتقدك، كان ينظر إليّ بنظرة طفولية بريئة، كشفت عن رقبته فوجدت مكانها خياشيم! إنه يبدو كملاك صغير حقًا، لكن الملائكة تصبح شياطين أحيانًا أليس كذلك؟ يدي ترتعش وقلبي المضطرب لا يهدأ ولا يقدر على فعل هذا،ولكن هذا ما يجب أن يحدث، القرارات الصعبة تحتاج رجال أشداء،أمسكت السكين ووضعتها على رقبته ومررتها وذبحته بالفعل بقلب قاسٍ، تخليت عن إنسانيتي وذبحت طفلًا، ولكن أليست تلك المخلوقات تنزف لونًا أزرق؟ لماذا أرى دمائه حمراء الأن؟ لا يهم يجب أن أخرج من هنا.

_في بداية الأمر نود أن نعرف ما سبب دخولك عالم الكتابة، وهل هي موهبة فطرية أم مكتسبة؟

 

في البداية كنت طفل انطوائي و وحيد ولدي الكثير من الأسئلة التي تراودني ولا أجد من أتكلم معه فبدأت بأخذ ورقة وقلم وبدأت أكتب كلمات عشوائية عبثية بلا معنى،وكلما كبرت صارت الكلمات أكثر ترتيبًا ونظامًا حتى أنني كتبت منذ سن ستة سنوات،وأخذت فترة أكتب الشعر ثم المشاهد الكثيرة ثم إلى القصص حتى أكتشف الرعب قلمي وأكتشفت الخيالات رأسي وقررت حينها أنني سأكتب هذا النوع تحديدًا وبدأت أصقل مهارات الكتابة بالدراسة و القراءة المستمرة،حتى كتبت روايتي الثالثة “إبن ضرغام” ومازلت أتعلم أكثر واقرأ أكثر.

 

_لكل إنجاز تحقيق مختلف، فما هي الكتابة الأقرب لقلبك، ولمن تحب القراءة له أكثر، وما المميز به؟

 

لكل إنجاز رحلة مختلفة لا ندري نحن كقراء عنها شيئًا،ولكن الكاتب أحيانًا يحاول إيضاحها لنا، وإنني أحب جميع أنواع الكتابة إذا كانت تحكي شيئًا بالفعل وليس مجرد كلمات على ورق، لكن الأقرب إلى قلبي وقلمي هي الروايات والقصص القصيرة، وأكثر كاتب تجذبني كتابته رغم أنفي وتأخذ تركيزي كله هو دكتور “أحمد خالد توفيق”، بالرغم من تعدد الكتاب العالميين الذين أحبهم أيضًا مثل؛ “لافكرافت، وستيفن كينج، ودان براون، وأجاثا كريستي، ودوستويفسكي” والكثير لكن يظل دكتور “أحمد خالد توفيق” هو المميز في قلبي، لأنك بينما تقرأ ستشعر أنه يجلس بجانبك يحتسي معك كوب الشاي.

 

_ما هو العامل الأساسي الذي دفع الكاتب لاستمرار والتطوير من ذاته، وما نصيحتك لكُتاب المستجدين؟

 

الحافز الذي طلاما لازمني طوال تلك السنين هو أنني أخاف من أن تسرقني سنين عمري وأموت بدون أن أترك أثرًا واحدًا وما يحفزني هي تشجيع من أحبه ورغبتي في ترك شيئًا يعيش بعد رحيلي أنا.

 

نصيحتي للمبتدئين أن لا تجعل اليأس يتملك منك وحتى لو شعرت به يجتاحك فأكتب عن ذلك اليأس بداخلك وصيغه في هيئة حروف وكلمات وما يزيدك معرفة وقدرة على الكتابة بشكل أفضل هي أن تقرأ الكثير من الكتب المختلفة لكتاب ثقال ولا تستمع لكلمات تحبطك بل أجعل منها سببًا لأن تكون أفضل،ومهما وصل بك الحال لا تتوقف فأهم ما يجعل الكاتب كاتبًا هي الإستمرارية.

 

_ما هي أصعب العراقيل التى وجهتك، وكيف اجتزتها، هل شعرت يومًا ما بالإحباط وفقدان الشغف؟

 

أختلفت الصعوبات وتنوعت وحدث الكثير من المشاكل مع دور نشر مختلفة لم أجد فيها حسن التعامل والود وروح الفريق، ولكن أصعب ما مررت به هي تلك اللحظات التي تملأ رأسي الأفكار وتصير الأشياء عبثًا بالداخل ولا أجد من الكلمات ما يعبر عنها،حينها يصير الإحباط رفيقي ولكن لولاه لم أكن سأكتب حرفًا لأنه يحفزني أن أتحداه بضراوة،و بالفعل فقدان الشغف يلازمني ناحية كل الأشياء ماعدا شخصي المفضل والكتابة فإنها الوسيلة الوحيدة التي أعبر بها عن ما بداخلي.

_إذا وجد الشيء وجد نظيره، فهل لاقت كتاباتك نقدًا، وكيف كان تأثير هذا النقد عليك إذا كان هدامًا، وما هي نصيحتك للنقاد؟

 

في البداية لم أجد سوى النقد الهدام حتى من عائلتي وكانت الكلمات المحبطة هي أكثر ما أسمع،لكن بعدما نشرت أول كتاب لي بدأت النقد الهدام يختفي و يتبدل لنقد بناء و بدأت جمل التشجيع تتردد على مسامعي لكنني شعرت باليأس عندما مشيت في هذا الطريق وحدي بالطبع، ونصيحتي للنقاد أن يكون نقدهم موضوعيًا وليس شخصيًا وأن يكون بناءً وليس هدامًا ومحبطًا للكاتب وبالأخص المبتدئ أو الصغير سنًا، وأعلم أن كلماتك من الممكن أن تبقى في ذاكرة الكاتب لسنين ومن الممكن أن تجعله لا يكتب ثانية.

 

_بمن تأثرت الكاتب، ولمن يقرأ الآن؟

 

تأثرت بالعديد من الكتاب وحتى بالمواقف التي تحدث في الواقع،ولكن أكثر من تأثرت به هو دكتور “أحمد خالد توفيق” وطريقته المتميزة في كتابات عديدة جعلتنا نشعر أنه أبًا روحي لنا مثل: “يوتوبيا، وأكواريل، وفي ممر الفئران، والعديد من أعماله المميزة بالفعل، في الوقت الحالي اقرأ رواية الجحيم لدان براون ورواية الغرفة ٢٠٧ لأحمد خالد توفيق.

 

_ما هي أكثر مقولة أثرت فيك، ولمن؟

 

المقولة: لا أخاف الموت، أخاف أن أموت قبل أن أحيا.” للكاتب أحمد خالد توفيق.

 

_ما رأيك في مجلة إيڤرست الأدبية وما تقدمه للشباب، والحوار الخاص بنا؟

 

الحقيقة أنني تشجعت للقيام بهذا الحوار لأنني أعلم كم أن مجلة إيڤرست مبدعة وتشجع المواهب الجديدة وتدعمهم ورأئي بها أنها يجب أن تستمر لأننا لا نرى نماذج كهذه كثيرة، والحوار رائع ومريح وإختيار الاسئلة كان موفقًا بالفعل.

 

_وفي النهاية ماذا تود أن تواجهه من رسائل لقُرائك والمتابعين، ولمن يهدي الكاتب السلام والتحية؟

 

ختامًا أحب أن أشكر مجلة إيڤرست الأدبية ودار نبض القمة وكل القائمين عليها عامة و بالأخص الأستاذ وليد عاطف على مجهوداته المبذولة في دعم الكتاب الشباب والصحفية عفاف رجب على حسن حوارها وأختيارها للأسئلة.

 

القُراء هم العامل الأول للكاتب لتحفيزه أو إحباطه وأحب أن أقول لهم أنهم يجب أن يضعوا رأيهم في المكان المناسب وللشخص الذي يستحق بالفعل وشكرًا لكم، أهدى السلام والتحية الطيبة إلى أهلي جميعًا بالأخص أبي أمي العزيزان، وإلى ياسمين محمد فتاتي العزيزة وأصدقاء المقهى أيضًا بالأخص حمزة طه.