كتبت: ضحى مهدي
فتاةٌ لم تكن عادية ولن تكون كذلك رغم وصف نفسها بأنها عادية!
حوار ستجدون فيه الكثير من التشويق بسبب معرفتها عن كثب من خلال إجاباتها عن أسئلتنا.
_من هي رشا؟
*_فتاةٌ عاديّة، أدرس اللّغة العربيّة، شغوفةٌ وواقعية، ربّما كنتُ كاتبة، وهناك خيار آخر أنّني لم أصل بعد إلى المعنى الحقيقيّ لأطلق على نفسي هذه الصّفة، لكن متيقّنة أنّه طموحي وأنّه ما يدلّ عليّ، وأنّه هويتي وانعكاس حلمي على ورق، رشا هي ألحانٌ وحروف ولغة أخرى.
_كيف كانت طفولتكِ؟
*_طفولتي كانتْ هادئة جدًا، نشأتُ بين أحضان عائلة مُحبّة ومسؤولة، تعلّمتُ الكثير وقدّموا لي الكثير، الفترة الّتي ضمّت هذه المرحلة هي أواخر التسعينات، تلك الأعوام البسيطة والهادئة.
_حلم لا زال قيد الإنتظار؟
*_إذا نظرنا إلى أحلام الشعراء والكتّاب، سنجد حلمًا يشتركون به جميعهم، كقول درويش مثلًا “سأصيرُ يومًا كرمةً
فليعتصرني الصيفُ منذ الآن
وليشرب نبيذي العابرون”
وكقول سليم بركات أيضًا ” سأبكي كثيرًا من أجل العالم”
وقول محمد الماغوط ” ولدتُ بأضلاع كاملة وأصابع كاملة لكن لن أموت دون أن أغرق العالم بدموعي”
نجد أن الهدف الأول عند كلّ كاتب أو شاعر هو أن يقدم شيء مهم للعالم، وأن يحمل رسالة إنسانية، وأن يدافع عن قضيته بكلّ ما أوتي من جنون الكلمات وقوتها وحدّتها، وأن يكون كالكرمة تُطعم الجميع ولا تُحتكر لأحد ولا تخصّص لأحد، للجميع للإنسانية ككل، وبالتأكيد ينبغي أن يكون هذا الأمر، حلم وهدف كلّ كاتب.
_بمن تأثرتِ؟
*_تأثرتُ بعدّة أشخاص منهم شعراء وروائيين وفنانين، الشّخص المؤثر بالنّسبة لي، أن يكون صاحب رسالة ما، محمود درويش تأثرتُ به وكان مُلهمي بكلّ ما تحتويه الكلمة من معنى عميق، فلا أحد يستطيع إنكار إبداعه وليس بالشّخص العاديّ، أستطيع أن أذكر أيضًا أنّني من الأشخاص الّذين يعيشون واقعًا أليمًا، فيبهرَني من يستطيع أن يبدع في ظلّ ظروفٍ قاسية، كالشاعر محمد نذير جبر اليوم في دمشق، والّذي استطاع إثبات ذات فريدة في الشعر، يُذكر له مجازفته وسعيه في تطوير بنية قصيدة النثر واقتحامها بكلّ ما به من شعر وفكر، يثبت للعالم أنّ جيلنا اليوم ليس كما يظنّ المجتمع، لا زال هناك مثقّفين وشعراء يثبتون أنفسهم ويسعون كما سعى الأوائل لإثبات عقائدهم وإبداعهم؛ فلا أستطيع المرور دون تأثّر بصنيعهم.
_ما الذي يميز الكاتب في رأيك؟
*_في البداية لنتفق على أمرٍ، أن هناك نوعان من الكتابة، كتابة جيدة وكتابة رديئة، ما يميّز الكتابة الجيدة الصدق، وكما قال فريدريك نيتشة ” الّذين يكتبون بالدّم ” أي من يكتب عن الحقيقة ويسعى وراءها ويكتب ما يمليه عليه شعوره وأزمات مجتمعه، أن يكتب ما يشعر به حقيقة وما ينتابه أثناء علاقاته مع الناس من الحبيبة والأهل والأصدقاء والواقع الّذي يعيش به على العموم، دون مكياج أو أدوات تجميل وما شابه، الكاتب المتميّز هو ابن عصره، يلتقط ما يدور في رأسه من أحداث ومشاكل النّاس ويكتب عنها، من يستطع أن يدمج الخاص بالعام بمعنى أن يدمج أحاسيسه وشعوره مع أحاسيس النّاس، ولا شيء غير ذلك، ربّما ..
_أنتِ مسؤولة في رابطة أدباء سوريا ما هي مميزات هذه الرابطة؟
*_الواقعية والعمل الصادق، نحن في هذه الرّابطة لا يهمّنا الكمّ كما يهمّنا ما الّذي نقدّمه لهذه المواهب، قبل أن أكون مسؤولة، كنتُ وما زلت فردًا من هذه العائلة، نسعى جاهدين بكلّ ما لدينا لإقامة دورات تدريبية لجميع ما قد يحتاجهُ الكاتب المبتدئ، من توجيهات ومن خلال تعريفه على أصول الأدب وأجناسه، نقدّم له فرصة إثبات ذاته وتطوير موهبته وإبداعه، وما يميّزنا شعارنا بالتّأكيد، وعملنا لإحياء والمحافظة على لغتنا الأم.
_عددي الكتب التي شاركتِ بها؟
*_شاركتُ بكتبٍ عديدة، سأذكر بعضها: رويا، روح على ورق، صفعة خذلان، بحر من بئر مخذول، جرعات الدوبامين، لسان الضاد، رسل الأرض.. وغيرهم.
_اذكري اقتباس أو حكمة ألهمتكِ؟
*_”الكتابة الإبداعية عملية شاقّة كالصّعود إلى أعلى التل، حيث يتساقط الضعفاء، بينما يواصل الأقوياء الصّعود كي يصبحوا كتّابًا جيدين”
أيضًا قول كولون ويلسون:
“لدى العقل قوة الأيدي نفسها، وليس فقط لفهم العالم، بل لتغييره”
_ما الّذي يلفت انتباهك في الرواية؟
*أوّل ما أنظر إليه الكاتب، أقرأ سيرته الذاتية، لأعرف إذا كان لديه تجارب حقيقية من الممكن أن يقدّمها في رواياته، أم أنّه لم يخض في غمار أيّ تجربة وما يدور في داخله ليس إلّا تجارب مستوحاة من الكتب أيّ كتابة على كتابة واقتباس، وثانياً المدخل بالتأكيد، ومن ثم الترابط، وبناء الشخصيات أولًا، الروايات الّتي تقدم فكرة أو وجهة نظر جديدة، أو الّتي تتعمّق بالنّفس البشرية وصولًا إلى علم النفس كروايات دوستويفسكي مثلًا.
كلمة شكر توجهيها لكل من عرفك ونصيحة لمن يمتلكون موهبة أو حلم ما؟
*بدايةً أودّ شكركِ أنتِ، دمتِ بخيرٍ دائمًا، نصيحتي أكرّرها دائمًا ألّا تُعطي مقاليد حلمك لمن حولك، ولمن يريد تحطيمك، ولتسعى دائمًا، وتعلم أنّ ضريبة النٌجاح هي الألم والتٌعب، فلا تيأس.
_وفي نهاية الحوار نتمنى للمبدعتنا مستقل باهر يليق بها، ولها مني ومن مجلتنا الرائعة تحية طيبة معطرة بالياسمين.
المزيد
حوار صحفي خاص مع الكاتبة المتألقة ندى هاني صاحبة القلم المميز داخل مجلة إيڤرست الأدبية.
في هذا اللقاء الخاص، تستضيف مجلة إيڤرست الكاتبة المصرية آية شاكر.
حوار مع المبدعة أسماء السيد لاشين بمجلة إيڤرست الأدبية.