مجلة ايفرست الادبيةpng
...

مجلة ايفرست

مجلة ايفرست الأدبية

الكاتبة آية ضياء في رحاب مجلة إيڤرست الأدبية

 

حوار: عفاف رجب

المحاولات المستمرة هي التي تساعد على نمو المواهب، فلا تدع الفشل يسيطر عليك بأي شكل من الأشكال، فكما تعرف أنه في قاموس النجاح لابد من الفشل، لكن يكون النجاح الحقيقي في مقاومة ومحاربة ذاك الفشل والتغلب عليه، حتى وإن وقف العالم أجمع ضدك، فكانت ضيفتي اليوم صامدة رغم الصعاب والكلمات المحبطة إلا أنها لم تستسلم للفشل يومًا، بل عزمت على التطوير وتقدم أفضل ما لديها.

 

فإليكم “آية ضياء”، كاتبة، ذات الـ٢٠ ربيعًا، تدرس بالفرقة الرابعة كلية الحقوق جامعة عين شمس، بدأت كتابة من سن الـ١٢ عامًا ببعض المذكرات والكلمات البسيطة، حتى انتقلت إلي المرحلة الإعدادية ومن هنا قابلت أستاذتها “سهام” التى شجعتها لتنمية موهبتها أكثر، كما أنها تكتب جميع الفنون الخاصة بمجال الكتابة، فالكتابة عندها نفس الشعور الذي يحرك وجدان الكاتب ليخطو بقلمه وخاصة بالقصة في تُعبر بشكل كبير عما يدور حولنا.

_ما هي الإنجازات التى قدمتها الكاتبة، والتى تطمح لتحقيقها مستقبلًا؟

 

“في البداية كنت أشارك في الكُتب الإلكترونية، وفي مسابقات كثيرة حصلت من خلالها على شهادات، ثم شاركت في الكُتب المجمعة الورقية مثل؛ كتاب خواطر مجمع بعنوان “خفايا مؤلمة”، وكتاب قصص قصيرة تحت عنوان “حكايات من لاس فيجاس” لعام ٢٠٢١.

 

ثم أسست كيان يحمل اسم “لماذا اكتب”، ومن خلاله أقوم بتعليم الكُتاب المبتدئين التصحيح والاقتباس والارتجال وكل ما يخص الكتابة، وكيفية كتابته للخواطر أو نصوص أو قصص، ثم بدأت في عمل كُتب مجمع تحت إشرافي ومنها؛ كتاب “ما يبوح به القلم”، وكتاب “فَلنَبُح بالواقع” هذا العام.

 

بالمستقبل أسعى بأن أصبح كاتبة كبيرة، وتفيد الناس، أقدم لهم الكثير من الأشياء الجميلة، وأستطيع أن أعبر عما يدور بداخلهم، وأساعدهم بالتكلم والتعبير بدون خوف، كما أطمح لتقديم محتوى جيد.

 

وأوسع من الكيان ويوصل لجميع الناس، وأستطيع أيضًا مساعدة الكُتاب المبتدئين بأن يصبحوا كُتاب كبار ويحققوا حلمهم، وأفيدهم، كما أريد أن أتخرج لأصبح محامية كبيرة يومًا ما، والكثير الكثير من الأحلام أسعى لها”.

_ما هي الصعوبات التى واجهتكِ، وكيف تغلبتي عليها؟

 

“عائلتي كانت لا تفكر إلا في الشهادة التى أحصل عليها، وحلمي غير مهم بالنسبة لهم، وهذا ما أحدث الكثير من المشاكل التى أثرت على نفسيتي وجعلتني ابتعد عن الكتابة لفترة طويلة، وتعرض لإحباط كبير من كلام الناس لقولهم إني ما أفعل هذا ليس له قيمة أو حتى فائدة، لكنهم لا يدركون أن الكتابة كالشيء المقدس لا يدخلها فعلًا إلا من يقدرها ويحبها.

 

وتعرضت لنقد كثيرًا وذلك لأني كُنت بالبداية وهناك الكثير من الأخطاء، ولم أكن تطورت من نفسي أو كتاباتي، ولكن قررت أن أسعى إلي ما أحب ولا يهمني آراء الناس ولا اي شيء آخر، وبالفعل تم الأمر، وكان هُناك بعض الأصدقاء كـ”رؤى ونورا” هم من ساندوني ودعموني للنهوض مرة أخرى، ورغم كل الصعاب إلا أني لم ايأس أبدًا وعودة مرة أخرى للكتابة”.

 

_هل وجهتِ نقدًا تجاه أعمالكِ وكتاباتكِ، وما هي وجهة نظركِ عن النقد؟

 

“أي كاتب حتى لو كبير يواجه نقدًا، ومن وجهة نظري أن نتقبل النقد فهو ملازم ولابد منه ولكن لا نجعله يؤثر علينا بالسلب، فلا يليق أن يقلل شخصًا من شخص أخر على سيبل النقد؛ فالنقد لكي نقوم بتشجيع الشخص ودعمه بالكلمات الإيجابية”.

_بالنسبة لكِ؛ ما هي صفات الكاتب الناجح، وهل تفضلين صاحب الكلمات العميقة أم البسيطة التى تجذب القارئ أكثر؟

 

“من يمتلك القدرة على التعبير عما يدور داخل الناس، من يستطيع أن ويُبنى داخل كل شخص شعور مختلف يجعله يعبر عما بداخله لمجرد قرأته للكلمات، الكاتب الناجح في نظري هو الأقرب في شعوره للناس، إحساسه واقعي يصل بسهولة للجميع.

 

لكل كتابة وليها طريقتها حسب الموضوع التى أتناوله؛ فُهناك مواضيع يكون الأفضل فيها الكلمات البسيطة التى تصل للشخص ويحسها، ومواضيع تحتاجة كلمات عميقة وفي نفس الوقت تكون سهلة ومفهومة؛ فليس جميع الناس في مستوى عالي من الثقافة أو المعلومات، وهذا ما أعمل عليه حاليًا”.

 

_بمن تأثرت كاتبتنا الجميلة، ولمن تقرأ الآن؟

 

“أحمد خالد توفيق، إبراهيم عبد المجيد، وحاليًا لا اقرأ لشخص بعينه فأنا اقرأ لكُل الكُتاب خاصةً المبتدئين، وأحاول دعمهم”.

_من كان مصدر التشجيع لكِ ودعمكِ في بداية مشواركِ الكتابي؟

 

“الأستاذة سهام، ووالدي، ورؤى ونورا صديقاتي

 

فهم أول الداعمين ليّ، والكثير من الأشخاص يساندوني حتى الآن”.

 

_هل تبحثين عن طرق للتطوير كتاباتكِ أم أكتفيتِ؟وهل الإنسان يجب أن يطور من نفسه حتى وإن كان الأفضل في عمله؟

 

“بالطبع فطوال الوقت ابحث عن تطوير من النفس وأعمل عليها كثيرًا، فأنا منذ حوالي ٣ سنوات وحتى الآن أكتب في رواية خاصة بي، أعمل على تغيرها كلما تتطورت افكاري، فالآن أمتلك كلمات أعمق وذات معني والخبرة الكافية لانتهى من إنهاء الرواية والمشاركة بها بالمعارض.

 

كما أن الإنسان أن نجح يطمح دائمًا لأن يكون الأفضل؛ بخبراته، وتجاربه، والمعلومات التى قام بتحصيلها، أن يكون مثقف، يطور من نفسه أكثر وأكثر، فالإنسان على الأرض خلق لهدف لذلك لابد أن يسعى دائمًا من أجل أن يكون الأفضل”.

_كيف يكون أن تحيا الكتابة في قلب الكاتب، وهل يمكن لنبضها أن يتوقف يومًا؟

 

“الكتابة روح بتكون داخل الكاتب بدون سبق إنذار، وهي نعمة كبيرة جدًا كالشيء المقدس،كالوحي ينزل على الشخص تجعله يبني كلمات وجمل ومن خلالها يوصل لشيء ذو معنى وقيمة، فلن تتوقف إلا بعد وفاته، ولكن حتى بعد ما يموت ستظل كتاباته مُخلدة إذا كان لها هدف ومعنى”.

 

_من وجهة نظركِ هل يمكن لأي شخص أن يصبح كاتبًا، وما نصيحتكِ لكل المبتدئين؟

 

لا، فالكتابة شيء مقدس لا يستطيع أحد أن يجيدها إلا ولديه القدرة الكافية بأنه يستطيع الكتابة فعلًا، نصيحتي هي أن يظلوا طوال الوقت يقرؤون ويطورون من أنفسهم مهما حصل، وحتى لو كان هناك النقد والإحباط لا تتوقف عن الكتابة، فأنا ظلتُ قرابة العشر سنوات أطور من نفسي واسعى دائمًا لجعل روايتي تخرج بالشكل الذي يليق بي ككاتبة، فلا تيأسوا أبدًا وغدًا ستصلون إلي أحلامكم”.

_ما هو رأيك الخاص بمجلة إيڤرست الأدبية وما تقدمه لشباب؟ والحوار الخاص ببنا؟

 

“سمعت الكثير عن المجلة، وعن احترامها وطريقة التعامل؛ ولهذا السبب هو من جعلني أحب جدًا التعامل معاكم، وكانت والأسئلة كلها جميلة وحبيتها وقدرت أعبر عما بداخلي معاكم وبتمنى بجد النجاح والتقدم ليكم.

 

وأخيرًا وليس أخرًا حقيقي يا عفاف أنتِ شخص جميل أوي وأسلوبك في التعامل جميل، والأستاذ وليد أسلوبه جميل أيضًا، وشخص ناجح جدًا، وطموح،

بتمنى السعادة والتوفيق لكم”.

 

_وفي النهاية ما الشيء الذى تريدين قوله، ولمن تهدي الكاتبة السلام والتحية؟

 

“أن أصل يومًا إلي حلمي، وأشعر بالأمان وأنا تعافر فكل الطرق صعبة لكن لابد من المعافرة لكي نصل لأهدافنا، وأريد من الجميع أن يفعلوا ذلك سواء كان يمتلكون موهبة كتابة أو غناء أو رسم أو أي موهبة أخرى، حتى لو هذا الشخص ليس لديه موهبة، ولكن يريد أن يعمل شيء آخر أو يدرس أيضًا لابد أن يعافر لكي يصل إلي غايته، كما أهدي السلام والتحية لكل شخص دعمني وأولهم أهلي

وبتمنى إني أكون شخصية كبيرة تشرفهم وأكون فخر ليهم”.

 

وإليكم بعض من كتاباتها:

 

أرهقني هذا العُمر،

فأنا أمشي مشوارًا ثقيلًا

لأصل إلى يومٍ واحد جميل،

هكّذا يُفنى عُمري دونَ شيء،

فأنا مُحاصرة بين

وجودي والوحدة،

فَمن فرّط الوحدة

أهشم مرآتي لأراني

في شظاياها وكأني أكثر من فرد،

فدائمًا أراني عدد زائد في أُسرتي

وعند أصدقائي

وفي العالم بأكمله

أنا

لا

شيء.