مجلة ايفرست الادبيةpng
...

مجلة ايفرست

مجلة ايفرست الأدبية

الشاعر الفلسطيني ثائر فوزي في حوار خاص لمجلة إيفرست

كتبت : ياسمين ممدوح الببلاوي

 

‘من رحم المعاناة يولد الأبطال’ هكذا هو حال شاعر اليوم ‘ثائر فوزي’، ابن فلسطين وتحديدًا غزة، شاب بدأ في كتابة الشعر في ظروف الحرب، وكانت الظروف المحيطة به سبب في ظهوره، ف اتخذ الشعر طريق ومنفذ للتعبير عن مشاعره تجاه وطنه الحبيب “فلسطين”.

 

*عرّفنا بنفسك بالقدر الذي تريد؟

 

  • ثائر فوزي الصفطاوي، فلسطيني، مواليد12/12/1991، من فلسطين/ غزة، مهندس ديكور، شاعر، لاعب كرة قدم سابق.

 

 

 

*بالعودة إلى البدايات متى بدأ ثائر يكتشف نفسه كشاعر؟

 

  • مع انطلاق الانتفاضة الفلسطينية الثانية وتحديدًا عام 2000، وأنا في التاسعة من عمري.

 

*هل كان للظروف التي تعيشها في فلسطين دور في ظهور موهبتك؟

 

  • بل كان له كل الدور، فشِعري وُلد من رحم معاناة شعب غزّة، وقلمِي إكتسَب حبرَه من دماء شهداء فلسطين.

 

*ما رأيك بالحركة الأدبيّة حاليًّا خاصّة بعد انتشار وسائل التواصل الاجتماعيّ السريعة؟

 

لها إيجابياتها وسلبياتها، ف من إيجابياتها هي إتاحة الفرصة لكل موهوب؛ لإبراز موهبته بعيدًا عن الوسائط، المحسوبيات، ومبدأ ” الخيار والفقوس “،

ومن سلبياتها هي عدم وضع قيود على كل ما يُكتب أو يُنشَر أو يُقال.

 

*هل تعتقد أنّ الساحة الأدبيّة حاليًّا تحتوي على نقّاد على قدر من المسؤوليّة؟

 

  • كل مجال ولهُ رواد علَى قدرٍ من المسؤولية، الفِكرة كلها ب ” مَن يظهر في الصورة، ومَن يتم التعتيم على وجوده “

فالنقاد ذو الكفاءة العالية موجودين؛ ولكن أعتقد بأنّ من هم أقل جودة وكفاءة يظهرون في الصورة بشكل أكبر.

 

*كيف ترى مستقبل الشعر من حيث القيمة والجودة؟

 

  • من حيث الجودة الشعر العربي بشكل عام في تقدم ملحوظ وكبير في الآونة الأخيرة.

أما من حيث القيمة ف للأسف الأمور ليست جيدة بنسبة كبيرة، ف الذوق العام اختلف كثيرًا، وإهتمامات الجمهور أصبحت بعيدة كل البعد عن متابعة الأدب “الحقيقي” ومشتقاته.

 

*هل لنا بنبذة تعريفية عن مولودك الأدبي ديوان(أسرى الانفصام)؟

 

  • ديوان أسرى الإنفصام هو في الأساس مجموعة قصائد ” مسموعة “، سُجلت على مدار عامين، وكلها تتحدث عن ” ثائر “، ومواقف شخصية مرّت عليه في سنوات متفاوتة،

جزء كبير من القصائد كانت مسجلة بطريقة إرتجالية، ولم يكن لي أي نيّة بإصدار ديوان “ورقي”؛ لكن إصرار ورغبة الكثير من مستمعيني ومتابعيني عبر مواقع التواصل الاجتماعي كان السبب الرئيسي لخوضي تلك التجربة، التي لم أندم عليها، بل على العكس فهناك مشروع شعري جديد في طريقه للنور في القريب العاجل.

 

 

 

*نرى كثيرون يكتبون الشعر وينظمون القوافي، لكن هذا ليس كافٍ لولادة شاعر، فمن هو الشاعر برأيك؟

 

  • دعيني أولًا أن أبدي إعجابي بالسؤال الذي تعتبر إجابته وجهة نظر شخصية، لطالما حلمت أن تصل للعالم بأسره،

ف الشاعر من وجهة نظري هو من يوظف الحقائق على هيئة جمل متزنة، ومترابطة تؤدي إلى “شعور” كل من يقرأ تلك الكلمات بإحساسٍ يخص مضمون تلك الجمل الشعرية، بشرط أن يكن المضمون إنساني، ولا يتعارض مع العادات والتقاليد والأصول.

 

*هل يولد الإنسان شاعر أم أن المثابرة والسعي لتعلم بحور الشعر هي من تصنع شاعرًا؟

 

  • كل موهبة في الحقيقة هي هبة من الله عزّ وجل؛ ولكن من المستحيل أن ينمي أي شخص هبة الله دون صقلها، وتطويرها والمثابرة؛ لتعلم كل ما يخصها.

 

 

 

*من هو قدوتك من الشعراء؟

 

  • هناك الكثير من الشعراء الذين أقتدي بهم من مدارس شعرية مختلفة قديمة، وحديثة

ك عبد الرحيم محمود، أحمد شوقي، أبو القاسم الشابي، إبراهيم طوقان، محمود درويش

أما حديثًا ف أنا من عشاق الشاعر الكويتي حامد زيد، وهويس الشعر العربي هشام الجخ، وصوت فلسطين الثائر تميم البرغوتي.

 

 

*ما هو الشيء الذي يلهم قلمك عادة؟

 

  • وطني ثم وطني ثم وطني، وبالتأكيد أبي وأمي وزوجتي، التي لا أمل من كتابة قصائدٍ سرية لها بشكل مستمر، وبالتأكيد كما يعلم الجميع ” نادي الزمالك المصري ” الذي نال نصيب الأسد من حروفي في السنوات الأخيرة.

 

*هل تسمح لنا بعرض شيء مما أبدعه قلمك؟

 

سأعرض لكم جزءًا من قصيدة أهديتها ل زوجتي في ليلة زفافنا؛ لأعبر لها عن مدى الفرق بين حياتي قبلها وبعدها:

 

لا تسأليني لمَ وكَيف

ولا تسألِي متَى وأَين

فالحُب يطرُق بابنا

فِي لحظةٍ كرمشةِ عين

 

وأنتِ التي ..

طرقتِ باباً قد غدَى

بل مفتاحٍ منذُ سنين

كان مفتوحاً لكنه

للسائحينَ والزائرين

 

فلم يرفض يوماً دخيلاً

للتائهين كان سبيلاً

مع أنهُ ” في غربةٍ ”

كانَ وطناً للاجئين

 

فكَم من غريبٍ قد دخَل

وكما أتى .. غريباً رحَل

في صمتٍ ك سحابة صيفٍ

دُون ذكرى أو حنِين

 

وكأنّ بابِي قد إنتظَر

أن تطرُقيه كما المطر

آتياً … بعدَ الجفافِ

لِيروي حرثَ الحارثِين