كتبت: سارة عصر
يرجع تاريخ الرسم لحقبة قديمة إلى ما قبل التاريخ، حيث كان يُعتبر الشكل الوحيد للتواصل بين البشر، وقد وُجدت الرسومات على جدران المقابر، والمزهريات، وجدران المنازل، والأواني وغيرها، فمن خلال هذه الرسومات تمّ دراسة التاريخ جيدًا، ثمّ أصبح الرسم في الوقت الحالي أكثر ذكاءً وتقدمًا.
تحسين الصفات الشخصيّة يُساعد الرسم على اكتساب وتحسين العديد من الصفات الشخصية لدى الرسام، ومن هذه الصفات:
التمتّع بعددٍ من الخلايا الدماغية النشطة؛ حيث أوجدت عدة دراسات أنّ الرسم يؤثّر على الدماغ وخاصةً النصف الأيمن له، وهو الجزء المسؤول عن الإبداع والخيال.
الحصول على ذاكرة حادة؛ حيث أظهرت دراسة للدكتور أرنولد بريسكي أُجريت على مرضى الزهايمر والخرف، أنّ الرسم ساهم في تحسين الذاكرة لدى هؤلاء المرضى بنسبة 70%، بالإضافة إلى اعتقاد الدكتور أرنولد بأنّ الرسم يساعد على بناء خلايا دماغية جديدة، وتحسين القدرة على التذكر، حيث نَشرت مجلة (The Quarterly Journal of Experimental Psychology) إحدى الدراسات التي تمّت من خلال سلسلة تجارب تطلّبت من الأشخاص رسم أو كتابة عناصر معينة، وأظهرت أنّ الأفراد استطاعوا تذكر العناصر بشكل أفضل عندما تمّ رسمها.
فإن كنت مريض ولا أحد يعرف ما بك فعليك بالعلاج بالفن….
الرسم هو عبارة عن وسيلة تُستخدم للتعبير عن الأفكار والمشاعر، يتمّ ذلك عن طريق خلق صورة ثنائية الأبعاد باستخدام اللغة البصرية، ويُمكن التعبير عن هذه اللغة بعدة طرق وأشكال مختلفة، وخطوط وألوان، التي ينتُج عنها أحجام، وضوء وحركة على سطح مستوٍ، يتم دمج هذه العناصر بطريقة معبرة، لإنتاج ظواهر حقيقية، أو خارقة للطبيعة، أو لإظهار علاقات مرئية مجردة، يستخدم الرسَام في إنتاج هذه الأعمال الزيت، والأكريليك، والألوان المائية، والحبر، وغيرها من الألوان المائية، بالإضافة الى أسلوبه الخاص، واختيار شكلٍ معين، مثل: الجدارية أو اللوحة، أو أيّ مجموعة متنوعة من الأشكال الحديثة، ليُنتج بها صورةً مرئيةً فريدة ومختلفة.
يُعدّ علم النفس فرعاً من فروع العلوم المعروفة التي تختص بدراسة تأثير الألوان على الدماغ، بحيث يمكن صنع القرارات من خلال جوانب متعددة في المجتمع؛ كالصناعات، والتجارة، والدعاية، والإعلان، حيث يرتبط كل لون برد فعل خاص في الدماغ، فمثلاً عند اختيار فستان لإحدى الحفلات أو شراء الهدايا، فغالباً ما تُتخذ قرارات فورية تستند إلى اللون، ومن هنا يتمّ الاعتماد على الألوان لتسويق العلامات التجارية بفاعلية وإقناع العميل بها والتأثير على قراراته، ومن الناحية الفسيولوجية كشفت الاستجابات العاطفية أنّ الألوان الدافئة لها دور فعّال في إثارة الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب أو الوهن العصبي أو زيادة في حركات الجهاز التنفسي أو تواتر وميض العين، وتُؤدّي الألوان الباردة إلى ردود فعل عكسية، حيث أظهرت دراسات بأنّها قد تكون فعّالة كمسكن للألم في حالات التوتر والقلق، وفي تخفيف تشنجات العضلات، وتفيد كذلك في حالات الأرق.
ما هي معاني الألوان تأثير الألوان على نفسية الإنسان دلالات الألوان في علم النفس لقد قامت عدّة جهودٍ بدراسة تأثير الألوان على سايكولوجيا الإنسان وفيما يأتي ذكرٌ لتأثير بعض الألوان المدروسة على الناس
الأحمر يُعتبر اللون الأحمر من أقدم الألوان التي عرفها الإنسان في الطبيعة، ويعبّر الأحمر عن الدفء، والحب، والأحاسيس القوية، كما أنّه لون من الألوان الساخنة المستمدة من حرارة الشمس، ووهجها، وقد يرتبط في بعض الأحيان بالمأساة، والقوة، والعنف، والإثارة، كما أنّه لونٌ واضحٌ ملفتٌ للنظر بشكلٍ كبيرٍ ويأخذ اهتمام الجميع، وبشكلٍ عام فإنّ اللون الأحمر يُعتبر صاحبَ أطول موجة ضوئية من ألوان الطيف، لذلك يُعدّ من الألوان القوية الرئيسية
الأزرق يُعتبر اللون الأزرق من أكثر الألوان شعبيةً وانتشاراً في العالم، فهو يعبر عن الاستقرار، والأمان، والثقة، وقد يدل أحياناً على مشاعر البرود، والعزلة، والحزن، وهناك من استعمل هذا اللون في المكاتب والمؤسسات لزيادة مردودية إنتاج الموظفين، كما تستخدمه مكاتب الخدمات التسويقية في إعلاناتها المختلفة، ويُعتبر الأزرق لوناً مهدئاً لنبضات القلب وخافضاً لدرجة حرارة الجسم، ويُعطي إحساساً بالرحابة، والسعة في التواصل مع الآخرين، كما يظهر دوره كمهدئ لعمل الدماغ والعقل.
الأصفر يُعبّر هذا اللون عن التفاؤل، والفرح، والإبداع، والدفء، وقد يُعبر في بعض الأحيان عن الإحباط، والغضب، والقلق، وقد يكون في بعض الأحيان متعباً للنظر، ويُعتبر من أقوى الألوان النفسية، وتظهر آثاره ودلالاته النفسية بشكلٍ متباين ومختلف على الناس، باختلاف الثقافات والتجارب الشخصية لكلّ فرد، فقد يكون اللون الأصفر للبعض لوناً يُعزّز من الروح المعنوية، والابتهاج، والإشراق، وقد يكون مزعجاً للآخرين خاصةً في درجاته المشبعة والقوية، حيث تُسبّب شعوراً بالطاقة العالية والإثارة، كما قد يُثير اللون الأصفر لدى الشخص حالةً من الغضب، ويظهر دوره في العمليات الحيوية في تحفيز عمليات الأيض، وقد تجعل الغرف الصفراء الأفراد في حالة من فقدان الأعصاب والغضب والإحباط، وقد تُحفّز الأطفال الرضع على البكاء.
المزيد
“ضوء يقرأ معي”
في الطريق
همسات الظلال وأسرار الليل البهيم