———-الأرواح الكفيفة———-
بقلم الدكتورة زهراء حافظ رحيمه
وأنا جالسةٌ تحت ذلك الضوء العتيق،
تساءلتُ: كيف يمكنُ لكفيفٍ أن يُبصرَ ما حوله؟
هو أشبهُ بذلك الكفيف الذي لا يرى بعينيه،
لكنَّه يُبصرُ بعُمقٍ لا يُدركه المُبصرون.
ربما نحنُ المبصرون أكثرُ عَمى منه،
نرى الأشياء ولا نلمس معناها،
نمرُّ على الوجوه كمن يمرُّ على أطيافٍ باهتة،
ونُضيّع النورَ الحقيقي في زوايا القلب.
الضوءُ العتيق فوق رأسي كان يترنّح،
كأنَّه يحاول أن يقول شيئًا،
فابتسمتُ له بهدوءٍ وقلت:
“كذلك عليكِ أن تُبصري الناسَ من حولك،
لا بعينِ النظر، بل بعينِ الفهم.”
فالناسُ كالعسل،
البعضُ صافيٌ لا يشوبه شيء،
والآخرُ مُمتزجٌ بشوائبٍ من رياءٍ وأذى،
حلاوته في الظاهر، ومرارته في العمق.
لا تُخدَع ببريقهم،
فبعضُ الأواني لامعةٌ وفي داخلها الصدأ،
وبعضُ القلوب متعبةٌ لكنها أنقى من المطر.
تعلّمتُ أن أُبصرَ ما وراء الوجوه،
أن أذوقَ الأرواحَ قبل الأحاديث،
وأن لا أمدحَ عسلًا لم تذقه روحي بعد.






المزيد
شيء يُضاهي التلاقي، ولا شيء يُشبه نظرة الإنسان إلى الإنسان بقلم إيثار الباجوري
الحروب دمار القلوب بقلم مريم الرفاعي
لا يستحق أحد التضحية بقلم سها مراد