مجلة ايفرست الادبيةpng
...

مجلة ايفرست

مجلة ايفرست الأدبية

احفظ لسانك – الكاتبة إسلام محمد

(احفظ لسانك)
بقلم الدكتورة إسلام محمد
استشاريه الصحه النفسيه والإرشاد الاسري والزواجي ودكتوراه في التنميه البشريه وتطوير الذات وصاحبه كتابي البحث عن الذات و كتاب طوظ

إنّ اللسان نعمة عظيمة منَّ الله بها على الإنسان، فهو وسيلة للتعبير والكلام والتواصل، وقد يكون سببًا في دخول الجنة أو بابًا إلى الهلاك. لذلك قال رسول الله ﷺ: “وهل يكبّ الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم”. فاللسان كسيفٍ ماضٍ، إمّا أن يستخدم في الخير فيُصلح، أو يُطلق في الشر فيُفسد ويجرح ويهدم بيوتًا وقلوبًا.

كم من كلمة خرجت بغير حساب كانت سببًا في خصامٍ بين إخوة، أو قطيعة رحمٍ بين أقارب، أو تحطيم نفسٍ كان صاحبها يبتسم رغم تعب الحياة. وكثيرٌ من الناس يظنون أنّ الكلمات تذهب سُدى، لكنها تبقى في القلوب تنزف أثرها. فكم من اعتذارٍ لا يمحو جرحًا سبّبته كلمة جارحة!

إنّ حفظ اللسان ليس سكوتًا دائمًا، بل هو انتقاء للكلمة الطيبة، وترك للغيبة والنميمة والاستهزاء بالآخرين. هو أن تنصح بلطف، وتعاتب بأدب، وتتجنّب السخرية والحكم على النوايا. قال تعالى: “مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ”، فكل حرف محسوب، وكل كلمة مقيّدة في صحائف الأعمال.

احفظ لسانك عن إيذاء الناس، ووجّه كلماتك لتكون بلسمًا للقلوب، وادعُ إلى الخير، وابتعد عن كل ما يُفسد المودة ويزرع البغضاء. ولتكن قاعدتك في الحياة: إن لم تكن كلمتي رقيقةً تُصلح، فلتكن صمتي أرقى وأنفع. فالسكوت أحيانًا عبادة، والصمت حكمة، والكلمة محسوبة قبل أن تُقال.