ابتسامة وسط الألم
سميرة السوهاجي
كم مرةٍ ظننتُ أن الفرح قد أضاع عنواني،
وأن دروبي لا تُثمر إلا خيباتٍ وصمتًا،
وكم ليلةٍ خبأتُ وجعي بين السطور كي لا يراه أحد.
كنتُ أكتب لأنجو،
ولم أكن أدري أن النجاة ستأتي من الحرف ذاته.
اليوم، وأنا أُشاهد شهادة التقدير شعرت أن،
شيئًا ما بداخلي قد تنفّس بعد طول اختناق.
ليست الشهادة هي ما أسعدني،
بل تلك الرسالة الخفية التي همست في داخلي:
“ما كتبته لم يذهب سدى، وما مررتِ به لم يكن عبثًا.”
كم هو جميل أن يشعر الكاتب أن كلماته تُرى،
أن أحدهم التقط ومضة الضوء بين سطوره،
وأعادها إليه في شكل تقديرٍ بسيط،
لكن أثره عظيم… يُرمّم ما كسرته الأيام.
إن القيمة الحقيقية ليست في الشهادات أو الجوائز،
بل في اليد التي تمتد لتقول للمبدع: أنت لست وحدك.
في العين التي تقرأ بصدق،
وفي القلب الذي يفهم أن خلف كل نصّ حكاية،
وخلف كل حكاية روحٌ تعبت كي تُكتب بهذا الصدق.
اليوم، أبتسم وسط الألم،
أبتسم لأن قلمي ما زال قادرًا على النهوض،
ولأن الحرف الذي خرج من وجعي عاد إليّ على هيئة فرح.
هذه اللحظة الصغيرة من التقدير
علّمتني أن الكلمة الطيبة تُنقذ قلبًا،
وأن رفع معنويات الكاتب ليس مجاملة،
بل صنعة حياة، تُعيد إليه إيمانه بذاته،
فتنبت من بين دموعه قصيدة جديدة… أو أمل جديد.
فشكرًا لتلك المجلة التي آمنت بي،
وشكرًا للحروف التي احتملتني حتى صرتُ أنا.
ربما ما زال الألم ساكنًا في أطراف قلبي،
لكن فوقه اليوم تزهر ابتسامةٌ خجولة
تقول للعالم:
“أنا ما زلتُ هنا… وما زال فيّ ضوء.” ✨
ابتسامة وسط الألم – الكاتبة سميرة السوهاجي






👍👍👍 هناك بصيص امل ي جميلتي♥️